في حوار مع المنسق المقيم للأمم المتحدة ومنسق الشؤون الإنسانية في سوريا، “جثث ملقاة في الشوارع ونزوح مستمر”، مسؤول أممي يحذر من الوضع الكارثي في شمال غرب البلاد
نيويورك – نجلاء الخضر – ألأمم المتحدة
قال المنسق المقيم للأمم المتحدة ومنسق الشؤون الإنسانية في سوريا، الدكتور آدم عبد المولى إن الوضع كارثي في أعقاب التصعيد الأخير في حلب ومناطق أخرى في شمال غرب سوريا، منبها إلى أن ذلك التصعيد أدى إلى توقف شبه كامل للعمليات الإنسانية هناك.
وفي حوار خاص مع أخبار الأمم المتحدة، أشار المسؤول الأممي إلى أنه لا يوجد حتى الآن إحصاء دقيق لعدد الأشخاص الذين فقدوا أرواحهم أو الذين أصيبوا من جراء العمليات العسكرية سواء كانوا مدنيين أو غير مدنيين، لاسيما أن فريق الأمم المتحدة وكافة الشركاء الإنسانيين العاملين في ذلك الجزء من سوريا لا يتمتعون بأي حرية للحركة في الوقت الراهن.
وقال الدكتور عبد المولى: “من أكثر الروايات الصادمة هي أن هناك جثثا ملقاة في الشوارع، ولا تستطيع فرق الهلال الأحمر العربي السوري أو أي منظمات أخرى حتى الآن جمع هذه الجثث ودفنها بشكل لائق”.
وأفاد بأن اندلاع الاشتباكات الأخيرة في حلب وحماة وريفهما، “أدى إلى نزوح ما يزيد على 178 ألف شخص، وما زالت موجة النزوح هذه مستمرة حتى الآن”.
وقال منسق الشؤون الإنسانية في سوريا إنهم يحاولون التواصل مع سلطات الأمر الواقع في الشمال الغربي عن طريق الزملاء العاملين بمكتب الأمم المتحدة في غازي عنتاب، مضيفا أنهم زاروا مدينة إدلب اليوم الأربعاء والتقوا بقادة هيئة تحرير الشام هناك، وتدارسوا معهم إمكانية السماح للمنظمات الإنسانية أن تعمل في المناطق الخاضعة لسيطرتهم.
ونبه المسؤول الأممي إلى أن “هذه مرحلة جديدة من مراحل الأزمة في سوريا، وتحتاج إلى موارد إضافية”، داعيا كافة المانحين إلى تقديم أقصى ما يستطيعون من مساعدات مالية وعينية لتلبية احتياجات الأشخاص الذين تضرروا من أعمال العنف.
فيما يلي تفاصيل الحوار الذي أجريناه مع المنسق المقيم للأمم المتحدة ومنسق الشؤون الإنسانية في سوريا، الدكتور آدم عبد المولى الذي تحدث إلينا من دمشق عبر الفيديو.
أخبار الأمم المتحدة: دكتور أدم عبد المولى المنسق المقيم ومنسق الشؤون الإنسانية في سوريا، أهلا بك في أخبار الأمم المتحدة. بداية، كيف تصف الوضع على الأرض بعد التطورات الأخيرة في حلب والتصعيد الحالي؟
د. آدم عبد المولى: دعني أقول إننا بدأنا عام 2024 بعدد يفوق 16.7 مليون شخص في سوريا يحتاجون إلى مساعدات إنسانية. وكان تقديرنا في بداية العام أن المبلغ المطلوب لمواجهة احتياجات هذا العدد الهائل من الناس يصل إلى 4.1 مليار دولار. للأسف حتى الآن لم نحصل إلا على ما يعادل 28 في المئة من هذا المبلغ.
في شهر أيلول/سبتمبر وبسبب الحرب في لبنان، فر زهاء 600 ألف شخص من سوريين ولبنانيين إلى سوريا؛ غالبية أولئك الذين أتوا إلى سوريا هم من السوريين الذين كانوا يقيمون في لبنان منذ اندلاع الأزمة في سوريا في العقد الماضي.
لمقابلة احتياجات هذه الفئة، أطلقنا خطة طارئة، طلبنا فيها مبلغ 324 مليون دولار لتقديم مساعدات لحوالي 400 ألف شخص. للأسف، حتى الآن لم نحصل إلا على حوالي 17 في المئة من ذلك المبلغ.
وأخيرا، منذ حوالي أسبوع اندلعت الاشتباكات المسلحة في حلب وريفها، وأيضا في حماة وريف حماة. أدى هذا إلى نزوح ما يزيد على 178 ألف شخص، وما زالت موجة النزوح هذه مستمرة حتى الآن. هذا الرقم كان بالأمس، أما اليوم فينبغي تحديثه وقد يكون قد تجاوز 200 ألف شخص.
وللأسف، أدى اندلاع الحرب في الشمال الغربي إلى توقف شبه كامل للعمليات الإنسانية في ذلك الجزء من سوريا. ولم نستطع حتى الآن أن نحصل على إحصاء دقيق لعدد الأشخاص الذين فقدوا أرواحهم أو الذين أصيبوا من جراء العمليات العسكرية سواء كانوا مدنيين أو غير مدنيين حتى الآن، ذلك أن فريق الأمم المتحدة وكافة الشركاء الإنسانيين العاملين في ذلك الجزء من سوريا لا يتمتعون بأي حرية للحركة في الوقت الراهن.
أخبار الأمم المتحدة: ما هي أكثر الروايات الصادمة التي تتلقاها من الزملاء على الأرض منذ اندلاع أعمال العنف والتصعيد الأخير؟
د. آدم عبد المولى: من أكثر الروايات الصادمة هي أن هنالك جثثا ملقاة في الشوارع، ولا تستطيع فرق الهلال الأحمر العربي السوري أو أي منظمات أخرى حتى الآن جمع هذه الجثث ودفنها بشكل لائق.
أيضا توقفت المخابز تماما عن إنتاج أي خبز في مدينة حلب. كما تعرفون أن هذه ثاني أكبر المدن في سوريا وبها ملايين الأشخاص. الآن حتى الحصول على الخبز صار أمرا مستعصيا للغاية للغالبية العظمى من السكان.
أخبار الأمم المتحدة: إذا تحدثنا عن مسألة انقطاع أو تعليق العمليات الإنسانية، هل هناك تواصل مع الأطراف على الأرض من أجل استئناف تلك الجهود الإنسانية وإيصال المساعدات لمن يحتاجونها؟
د. آدم عبد المولى: نحاول التواصل مع سلطات الأمر الواقع في الشمال الغربي عن طريق زملائنا العاملين بمكتب الأمم المتحدة عبر الحدود من غازي عنتاب. لقد زاروا مدينة إدلب اليوم والتقوا بقادة هيئة تحرير الشام هناك، وتدارسوا معهم إمكانية السماح للمنظمات الإنسانية أن تعمل في المناطق الخاضعة لسيطرتهم.
أخبار الأمم المتحدة: ما هي الرسالة الأخيرة التي تريد توجيهها من أجل الدعم وإيصال المساعدات لمن يحتاجونها؟
د. آدم عبد المولى: هناك رسالتان؛ الرسالة الأولى تتعلق بكل الدول الأعضاء التي لديها نفوذ أن تستعمل هذا النفوذ من أجل التواصل مع كافة الأطراف في هذا النزاع من أجل السماح للفرق الإنسانية بمواصلة عملها وتقديم الخدمات المنقذة للحياة للمواطنين في مناطق النزاع هذه.
الرسالة الثانية هي أن العمل الإنساني يحتاج إلى موارد مالية، ونحن كما أسلفت لم نحصل إلا على 28 في المئة من التمويل اللازم لخطة الاستجابة الإنسانية الأساسية، ولم نحصل إلا على 18 في المئة أو ما دونها لخطة الاستجابة الطارئة لمقابلة احتياجات النازحين والعائدين من لبنان.
والآن هذه مرحلة جديدة من مراحل الأزمة في سوريا وتحتاج إلى موارد إضافية، ولذلك أتوجه إلى كافة المانحين وخاصة الدول العربية بتقديم أقصى ما يستطيعون من مساعدات مالية وعينية لمقابلة احتياجات الأشخاص الذين تضرروا من أعمال العنف الماثلة الآن. خاصة أننا ندخل فترة الشتاء، وهنالك أسر كثيرة لديها أطفال وكبار السن والآن هم في العراء.
تخيل أن كل سكان مناطق مثل نبل والزهراء نزحوا ويقيمون في العراء.
عدد كبير جدا أيضا من السكان نزحوا إلى مناطق الشمال الشرقي بسبب انتمائهم العرقي ولايزالون يقيمون في المدينة الرياضية هناك في خيام.