اليمن بين سندان الحرب ومطرقة كورونا

كتبت| زهرة اللوتس

فرضت الحرب المشتعلة منذ أكثر من خمس سنوات ظروف معيشية صعبة على ملايين اليمنيين في ظل انسداد أي افق أمام حل سياسي ينتشل هذا البلد من بين براثن الحرب التي أكلت الأخضر واليابس وقتلت وشردت مئات الآلف من اليمنيين ..وحتى الهدنة الإنسانية التي أعلن التحالف عنها ووقف اطلاق النار في جميع جبهات القتال لفتح المجال لمواجهة فيروس كورونا يبدو أنها هدنة على وسائل الأعلام فقط لأن الواقع يقول أن الحرب مستمرة والمواجهات لم تتوقف بل تزاد ضراوة كما لم تتوقف الغارات الجوية التي تنفذها المقاتلات السعودية والإمارات .

ومع دخول كورونا إلى اليمن يزداد العبء على المواطنين البسطاء وبحسب الصليب الأحمر الدولي فإن تفشي الوباء في ست دول منها اليمن ينذر بكارثة إنسانية وزلزال مدمر للوضع الاقتصادي والاجتماعي وأن ذلك قد يؤدي إلى ثورات بسبب فقدان الملايين لسبل العيش .

المبعوث الأممي لليمن والذي يسعى لتثبيت هدنة إنسانية وتقديم مقترحات للأطراف المتصارعة من أجل السلام واستكمال المفاوضات داعياً الجميع إلى اتخاذ قرار شجاع من اجل وقف نهائي للحرب مؤكداً أن اليمن لا يحتمل مواجهة كورونا مع استمرار الحرب .ولم ينسى المبعوث الأممي التذكير بالوضع المأساوي الذي يعيشه ملايين اليمنين .

والسؤال إلى اين يتجه اليمن في ظل هذا الوضع المتأزم ؟؟ وهل سيكتفي المجتمع الدولي بالتعبير عن قلقه ويترك اليمن أمام هذه الكارثة ؟؟ اذا لم يتم اتخاذ قرار دولي جاد وحازم لوقف النار والزام الأطراف المتحاربة الانخراط بحوار صادق وفق اسس ثابتة ونقاط محددة فإن الكارثة المرعبة لملايين اليمنين باتت أمراً واقعاً وما هي الا مسألة وقت ليس الا .. وعلى أطراف الصراع اليمنية أن يدركوا الخطورة المحدقة بوطنهم وشعبهم قبل أن يصحوا على كارثة ربما يكونون هم أول ضحاياها وحتى يحين ذلك سيبقى ملايين اليمنين بين سندان الحرب ومطرقة فيروس كورونا.   

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى