الحرب الروسية الاوكرانية- تفوق روسي يقابله صمود اوكراني !

أ د / دحان التجار

المتابع للحرب الروسية الاوكرانية يدرك بان الاهتمام الاعلامي الدولي بها خف كثيرا في الفترة الاخيره نتيجة لانشغاله بحرب الشرق الاوسط بين اسرائيل وحماس.

اكيد ان الاحداث التي يقودها نفس اللاعبين او شركائهم تنعكس على بعضها البعض سلبا وايجاب بل وتبعثر الامكانيات الاقتصادية والعسكرية بينهما وحتى الاعلامية.
بقدر ما اوكرانيا مهمه للناتو ولا يمكن ان يتركها للسقوط بيد الروس ايضا إسرائيل هي الاخرى تمثل اهمية خاصة للغرب ولن يتركها في ضائقه حتى لو ادى الامر الى التدخل المباشر والتقليل من دعم اوكرانيا مؤقتا.
روسيا استغلت انشغال الغرب وبالذات الولايات المتحده الامريكية في حرب غزه واسرائيل وتحويل المجهود العسكري الاكبر نحو الشرق الاوسط وشددت من هجماتها على اوكرانيا على طول خطوط المواجهه وتمكنت من ابادة اعداد اكبر من الجنود الاوكرانيين بشل يومي وكذلك تدمير اكبر للمعدات العسكريه المدرعه والطيران والمسيرات وغيرها و ادخلت اجيال جديده من الاسلحة النوعية مثل الصواريخ التي تطلق من البر والجو والبحر على وجه الخصوص.
ومع اشتداد الهجمات الروسية وزيادة الخسائر الاوكرانية من الواضح ان الجيش الاوكراني لا زال ثابت في مواقعه بل ويشن هجمات صاروخية مؤلمه على الاراضي التي تسيطر عليها روسيا في اوكرانيا وداخل الحدود الروسية كما حصل في قصف مدينة دونتسك في الدونباس وكذلك قصف المفاعلات النووية داخل اراضي روسيا . فترة الحرب الطويله والتي قاربت على انهاء عامها الثاني تؤكد ثبات اوكرانيا امام القوة الروسية الجباره بالرغم من فشل هجومها المضاد لكنها تمكنت ايضا من كسر الهجوم الروسي المعاكس ايضا برغم بعض الاختراقات الطفيفة التي حققها الجيش الروسي.
اوكرانيا تمكنت من توطين بعض الصناعات العسكريه بمساعده غربية وبالذات تطوير الصناعات الصاروخية وصناعة المسيرات التي بداء تاثيرها واضح للعيان من خلال كثافة استخدامها في الهجوم على الجانب الروسي. ايضا اوكرانيا على وشك استخدام سلاح الجو الفعال وهي طائرات إف ١٦ المتطوره والتي وصلت الدفعة الاولى منها الى رومانيا قادمة من هولندى استعدادا لاستخدامها في المعارك القادمة واكيد انها ستكون قوة مسانده فعالة حتى لو لم تؤدي الى حسم المعركة لصالح اوكرانيا.
مع انشغال الولايات المتحدة ودول الغرب المؤثرة في حرب إسرائيل وغزة كونها مفاجئة اربكت بعض الحسابات وتفترض تخصيص جزء كبير من الموارد الاقتصادية والمعدات العسكرية لصالح اسرائيل إلا انها لم تغفل عن اوكرانيا او تسجل تراجع ملموس ومؤثر في الدعم لها بالرغم من وضع اهتمام اكبر لصالح الاخيره .
روسيا اذا لم تسجل تقدم نوعي في مرحلة انشغال الغرب اكثر في الحرب الاسرائيلية الغزنوية فسيكون من الصعب عليها تحقيق تقدم نوعي ومهم مستقبلا عندما تخمد هذه الحرب او تتوقف ويعود الاهتمام الغربي اكثر لصالح اوكرانيا. والثابت هو ان روسيا اقوى على الميدان لكن اوكرانيا لا زالت صامده ، من سيحقق تغيير جوهري في مجرى الحرب تزامنا مع حرب غزة ؟ الايام القليلة القادمة سوف تجيب على هذا التساؤل .
د.دحان النجار
ميشجان ١٣ نوفمبر ٢٠٢٣م.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى