الشرق الاوسط هل يؤسس لسقوط النظام الراسمالي العالمي

 

✍🏻امين.اليفرسي.

يوم امس اعلن الرئيس الامريكي انسحاب القوات الامريكية من سوريا ماذا يحدث ؟
وقبل ايام صادق الكونجرس الامريكي على انهاء الدعم الامريكي للتحالف العربي في الحرب على اليمن
ماذا يحدث اليوم في الشرق الاوسط وهل يكون ترامب اخر رؤساء الدولة العظمى وبدء التحول الامريكي وانسحابها من الشرق الاوسط وانكماشها عالميا
البعض قد يظن ان هذين الحادثين بانسحاب الجيش الامريكي من سوريا بالامر الهين والعادي وان انهاء الدعم الامريكي لاعظم حليف عربي لامريكا الخليج امر عادي
لكن الامر ليس بهذا السهولة فامريكا العظمى التي اعتبرت نفسها ممثل الراسمالية الجديدة كامبراطورية وحاكمة العالم والدولة العظمى الوحيدة وعسكري العالم بلا منازع او منافس فامريكا التي نشرت قواتها وجيوشها واساطيلها في كل دول العالم وبحارها مستغلة الفراغ الكبير الذي مثله سقوط الاتحاد السوفيتي نهاية القرن العشرين ومطلع ال٩٠ حيث انفردت امريكا بالعالم لعقدين من الزمان
وجعلت من نفسها حاكم العالم و فوق القانون الدولي وخارج المساءلة القانونية لتغزي العالم وتحتل دول باسم الحرب على الارهاب التي اسسته في السبعينيات لضرب خصمها اللدود السوفيت في افغنستان
امريكا خلال عقدين احتلت العالم
ودمرت الامم المتحدة و النظام الراسمالي الديمقراطي المبني على الاعلان العالمي لحقوق الانسان وحق تقرير المصير للشعوب واحترام استقلال الدول وسيادتها
فقد حولت امريكا النظام الراسمالي الديمقراطي الى نظام عسكري استعماري بوليسي لاعادة احتلال العالم من جديد
معتمدة على قوتها العسكرية وقوتها الاقتصادية وربط اقتصاد بالدولار الامريكي الذي مكنها من فرض سطوتها على العالم
واحكام قبضتها على المنظمة الدولية الامم المتحدة ليتم تعطيلها لصالحها وجعلها سوط لجلد دول وشعوب العالم باسم القانون الدولي مع تهميش الدول الاعضاء وتحيد الاعضاء،الدائمون في مجلس الامن خاصة بريطانيا وفرنسا اللتان خضعت للهيمنة الامريكية ومع خضوع بريطانيا وفرنسا كاعظم دولتين تمثلان الراسمالية
خضعت اوروبا كاملة للهيمنة العسكرية الامريكية تحت قوات مايسمى بحلف شمال الاطلسي
مستغلة سقوط المعسكر الشرقي الاشتراكي وحلف وارسو العسكري بقيادة السوفيت بسبب عوامل خارجية دولية وعوامل داخلية بحيث مكن هذا السقوط انفراد الراسمالية العالمية بالعالم بقيادة الولايات المتحدة الامريكية بمايسمى احادية القطبية التي حولت الراسمالية من راسمالية اقتصادية ربطت بالديمقراطية وحقوق الانسان وحق الشعوب والامم في تقرير مصيرها واستقلالها وفقا للاعلان العالم لحقوق الانسان ووفقا لميثاق الامم المتحدة الى راسمالية استعمارية ابشع من سابقتها
فقد حولت الولايات المتحدة الامريكية الراسمالية الغربية التي تغنى بها الغرب لقرون وخاصة الاوروبيون الى راسمالية عسكرية استعمارية تريد اعادة احتلال العالم احتلال مباشر لتقضي بذالك على كل قيم الراسمالين فكرا وسياسة واقتصاد وقوانين
وخاصة في مجال حقوق الانسان وسيادة الدول واستقلالها والتي الغته امريكا تحت مبرر الحرب على الارهاب لتحتل دول وتعتقل افراد خارج المنظومة القانونية
سواء القوانين الدولية وميثاق الامم المتحدة
او القانون والدستور الامريكي
فمنذو نهاية القرن العشرين وبالتحديد عام ٩٠ قادت امريكا الراسمالية اعظم تحالف عسكري لاعادة احتلال العالم وفق الرؤية الامريكية النظام العالمي الجديد من اجل ابتلاع اسيا تحت المظلة الامريكية مستغلة بذالك انهيار الاتحاد السوفيتي الاشتراكي لتكون نقطة البداية في الخليج العربي ابان غزو العراق للكويت ومحاصرة العراق لاكثر من ١٣ عام ثم غزو العراق وافغانستان تحت ذريعة الحرب الارهاب من اجل الاستيلاء على الجمهوريات الاسلامية التي كانت تابعة للسوفيت والسيطرة عليها وتضيق الخناق على الروس من الجنوب وخنق الصين من الغرب بعد ان اصبح لها موضع قدم في اليابان والكورية الجنوبية وسيطرتها على بحار ومحيطات العالم
ولكن في نفس الوقت الذي تحولت الراسمالية الى كيان استعماري ووحش متوحش عبث بالعالم كان النظام الشوعي مايزال محافظا على نواته وقوته الاقتصادية في دولة كالصين والتي مثلت نموذج فريد في الاقتصاد والسياسة اشعر العالم بالطمانينة لهذا النظام كملاذ امن يحميهم من توحش الراسمالية الاستعمارية الامريكية الاوروبية الجديدة ليعود هذا النظام بقوة في السنوات العشر الاخيرة سياسيا واقتصاديا وعسكريا ويفرض نفسه وقوته وثقة العالم به كقوة ونظام قادم برؤية واصلاحات عالمية جديدة
ربما ان الامور اليوم تغيرة كثيرا لصالح المعسكر الشرقي الاشتراكي بعد العودة الروسية القوية في العالم خاصة في السنوات الاخيرة بسبب النمو الاقتصادي الضخم الذي حققته دول هذا المعسكر وخاصة الصين وبسبب السياسة الدبلوماسية المرنة التي انتهجتها دول هذا النظام في مقابل تراجع كبير للراسمالية الغربية الامريكية الاوروبية بعد ان فقدت مصداقيتها السياسية والاقتصادية وعبثها العسكري بالشعوب والدول الضعيفة وعبثها بحقوق الانسان وتحويلها للمنظمة الاممية العالمية الى سلاح قانوني يخدم مصالح امريكا ملحقا اكبر الاضرار والخسائر بدول عدة في العالم وخاصة في الشرق الاوسط وماحصل لدول عربية كالعراق وسوريا وليبيا واليمن ليس ببعيد عن ذالك بل ان مخاطر الراسمالية الامريكية العسكرية قد اصاب والحق الضرر بالقارة الاوروبية التي اصبحت عجوز بفعل خضوعها كما قلنا للهيمنة العسكرية الامريكية لنشاهد اليوم مؤشرات بدا الانهيار للنظام الراسمالي في عقر داره ورفض الجماهير له
ومايحدث اليوم في فرنسا البلد المؤسس للراسمالية العالمية فكرا وسياسة واقتصاد وتنظير وقانون الا مؤشر على بداية انهيار النظام الراسمالي الذي او جد لها خصوم واعداء،سواء على مستوى العالم
او على مستوى الشعوب في الدول الراسمالية بسبب استغلال هذا النظام الراسمالي للشعوب تحت مسمى الملكية الفردية الطاغية واخضاعه دول وشعوب لمصلحة ارباب رؤس الاموال والشركات العملاقة في العالم
على حساب ومعانات وشعوب العالم
فهل مايحدث اليوم في الشرق الاوسط مؤشرا على تراجع النظام الراسمالي الغربي وانسحاب الدور الامريكي في المنطقة بعد العبث الامريكي فيه وبداية لعودة الدور الروسي
والنظام والمعسكر الاشتراكي الشرقي في المنطقة والعالم خاصة بعد ان استطاع هذا النظام الظهور بقوة عسكريا وسياسيا واقتصاديا في العالم
وقدرته على اعادة ضبط البوصلة العالمية وتواجده الكبير في دول كانت محسومة سلفا للتحالف الراسمالي الغربي الامريكي اهمها العراق وتركيا التي انتزعت من التحالف الامريكي الاوروبي
وهل اصبحت دول مثل قطر وعمان وربما الكويت خارج الحلف الامريكي و ستلحق بركاب القادم الجديد الى الشرق الاوسط والتي كانت سوريا اهم محطاته
لننتظر فاليمن والحرب الدائرة فيها منذو اربع سنوات هي المحطة الاخيرة التي ستحدد المشروع الامريكي الراسمالي العسكري في الشرق الاوسط بقاءا ام سقوطا وانهيارا واسدال الستار عليه في المنطقة واجزاء من العالم .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى