أنور الرشيد: يتأمرون علينا لماذا!!!؟

جين المؤامرة لابد من إستئصاله .

من ردود الفعل التي وردتني عن مقال الأمس الذي عنوانه “طعن سلمان رشدي وانعكاساته علينا كمسلمين وأتباع ديانة سلام”
العديد منها يُحمّل الغرب عموما و استخباراتهم مسؤولية الجريمة البشعة التي حدثت للكاتب سلمان رشدي ويقولون بما يُفيد بأن ماحدث هو لتشويه صورة الاسلام بشكل متعمد وهي جزء من الحرب على ديننا وشريعتنا.

عندما قرأت ذلك قفز لذهني حادثة اغتيال الملك فيصل نفس الفكرة تم إغتياله بسبب الغرب لأن كان له موقف صلب من قطع البترول عن الغرب في حرب أكتوبر عام 1973 على يد فيصل بن مساعد بتحريض الغرب أيضاً،

ولا أُريد الدخول بالكثير بمثل هذه الحوادث لأني سأحتاج لمجلدات للكتابة عن جرائم القتل والاغتيالات التي حصلت في منطقتنا.

إلغاء اللوم على الغرب وأنه يحارب شريعتنا وديننا وثقافتنا وعاداتنا وتقاليدنا الرد عليها جداً سهل ومن فم الذين يدعون بأن الغرب يتآمر على دينهم،أُدينهم أي من فمهم هم أنفسهم يقولون بأن الشريعة ازدهرت في أوروبا والغرب، فإن كان الغرب يتآمر على شريعتنا وهو وراء حوادث الاغتيالات من باب أولى أن يمنع انتشار الإسلام بأراضيه ومجتمعاته ومن باب أولى أن يقول لملايين المسلمين لديهم عودوا لدياركم ومن باب أولى أن لا يستقبل لاجئين هاربين من جحيم مجتمعاتهم.

لذلك إلغاء اللوم على الأخرين
وأتهامهم بنظرية المؤامرة هي نظرية العاجز عن تشخيص البلاء الذي هم به وأسهل طريق هو طريق إلغاء اللوم على الآخرين.

نعم مجتمعاتنا بحاجة ماسة لأن تعترف ولو لمرة واحده بأن عليها أن تُعيد حساباتها وتُعيد كتابة تاريخها المليئ بالتزوير ومع الأسف أجيال وأجيال تبني رأيها ورؤاها على ذلك التاريخ الذي زوره المنتصرون المُستبدون الذي لا يمكن أن يقبلوا تحليلا منطقيا يخالف استبدادهم.

مأساة هذه الأمة ببرمجة جيناتها التآمرية التي تُفسر كل شيئ بأنه مؤامرة من الغرب أو الشرق أوتوماتيكي حتى أنا شخصياً أول مرة بحياتي سمعت كلمة مؤامرة وأنا بالرابع الابتدائي من الاستاذ شمس في مدرسة المأمون في منطقة الشامية وأنا في سن مابين الثامنة والتاسعة يعني كنت طفلا أول مرة اسمع بها كلمة كان الفرس والروم يتآمرون علينا وبهذا العصر الروس والأمريكان يتآمرون علينا وعندما رجعت من المدرسة سألت والدتي رحمة الله عليها عن معنى ذلك فقالت لي عندما تكبر ستعرف وبالفعل عندما كبرت استوعبت بأن كان ذلك برمجة مبكرة يتم ممارستها علي وعلى كل من حولي حتى غدت جزءاً من جيناتنا وثقافتنا وعاداتنا وتقاليدنا مع الأسف.

كنت أفكر وأتساءل هم يتآمرون علينا لماذا؟ نحن شعوب مسالمة تحب الحياة وما الذي لدينا ليس لدى الغرب أو الشرق؟
إن كان على الثروات فلسنا الوحيدين الذين نمتلك ثروات وإن كان على ديننا فلسنا الوحيدين الذين لنا دين وأن كان على موقعنا الاستراتيجي فلسنا الوحيدين الذين لديهم موقع استراتيجي وإن كان على علمنا فنحن بآخر الشعوب تطوراً وإن كان على ثقافتنا فهي كما ترون تقتُل المُختلف معه بالرأي وإن كان على جمالنا فنحن نملك جمال القُبح الأخلاق ما لايملكه العالم كله.

لذلك السؤال الكبير الذي سينقلنا لعالم اليوم وينقذنا من ماضينا التعيس ويُحرر عقولنا هو يتآمرون علينا لماذا!!!؟

وأخيراً ما قام به ذلك المعتوه من طعن سلمان رشدي يؤكد لنا البرمجة الجينية التي مارسوها على مجتمعاتنا، لذلك إن لم تتحرر عقولنا سنستمر بإنتاج ماضينا.
‏@anwar_alrasheed
أنور الرشيد
مستشار حقوقي دولي ورئيس مدارك للاستشارات السياسية والاستراتيجية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى