أخطر إعلان ترويجي للشذوذ الجنسي

بقلم | محمد عبدالرحمن السفياني..

أن تستثمر رؤوس الأموال الكثير في مجال الترويج الإباحي مستخدمة آخر ماتوصلت إليه التقنيات المعاصرة فذلك مفهوم في إطار أهدافها الربحية الماليه, لكن ان يكون الرئيس الأمريكي المنتخب جوزيف بيدن هو “أحدث تلك التقنيات” فإن هذا هو الترويج الأخطر على الإطلاق, ليس فقط لطبيعة الموقع الذي يتربع منه عرش العالم وإنما أيضاً لاختياره للحظة التي تتجه فيها أنظار العالم أجمع إلى كل خطوات وأفعال وأقوال الرئيس الامريكي الجديد, وبخاصة قبيل عملية تنصيبه رئيسا في خضم إنكشاف هشاشة النظام الإنتخابي لما يعتقد أنها انصع ديمقراطية في العالم وما رافق العملية الانتخابية من لغط وما نتج عنها من أزمات وأحداث كثفت من ضخامة اللحظة واجتذبت المتابعة الحثيثة من كل ارجاء العالم, بما يجعلها اللحظات الأعلى قيمة في مجال الترويج الدعائي! ففي إحدى إطلالاته اليومية لإعلان أسماء طواقمه للإدارة والحكم في الأسبوع قبل الماضي أعلن الرئيس المنتخب على الملأ وزيره للاتصالات ممتدحاً مزاياه متباهياً بحسن اختيارة له قائلا بانه “مثلي الجنسية” بل رمز من رموز المثلية الجنسية .. وذلك ما تم فهمه من خلال الترجمة العربية المباشرة لذلك الخطاب. قد يقول البعض ان ذلك كان عفويا وطبيعيا في مجتمع غربي ليبرالي كأمريكا وهذا غير صحيح, فلو أن الأمر كذلك لاقتصر الامتداح على الاسهاب في مزاياه المهنية والإنجازات المشهودة خلال ماضيه وغيرها من المزايا بدون الحاجة على الاطلاق لذكر شذوذه الجنسي كون ذلك شأن شخصي جداً لا مبرر مطلقا للإشارة اليه, لكنه مع الأسف إقتصر على تلك المزية دون غيرها في تقديمه والثناء عليه. إن تقبل المجتمعات الغربية لأن يقوم رئيس أعظم دولة في العالم بالترويج للشذوذ الجنسي انما يعكس ضخامة التحريف التي طالت مفاهيم ومبادئ وقيم الليبراليه الحقة ذات المنشأ الفلسفي الرأسمالي المجسدة للحرية التي تمكن الفرد من تفجير طاقات وقدرات مكوناته البيولوجية لتحقيق اعلى المراتب الفسيولوجيه دونما إضرار أو استبعاد لمكون بيولوجي ولفسيولوجيته. كما انها تؤمن بضرورة وأهمية حماية مكونات الطبيعة بشقيها الحيوي وغير الحيوي وفي الجوهر منها الثنائية الضدية الموحدة للكون والضامنة للحركة والاستمرار والصيرورة والتعدد كـ “السالب والموجب والليل والنهار والحياة والموت والذكر والانثى…،..،…الخ” والغريب هو الصمت المريب من قبل الكيانات المنصبة نفسها حماةً للبيئة والطبيعة والسنن المنظمة لها! وكذا الوجاهات والمراكز الدينية المسيحية واليهودية والبوذية والتي لم تبدِ اعتراضها ولم تعلن استنكارها لذلك الترويج الوضيع مع انها جميعاً تقف حجرة عثرة أمام استغلال الأبحاث الطبيه للتقدم الهائل الحاصل في مجال الهندسة الوراثيه للوصول لعلاج فاعل لبعض الامراض المستعصية عبر الخلايا الجذعية. أما الأغرب على الاطلاق فهو الصمت المذهل لمن يطرحون انفسهم في الشارع الإسلامي على أنهم حماة الاسلام وحملته بشقيهم السني والشيعي على حد سواء وهم الذين يقيمون الدنيا ولا يقعدونها بل ويشعلون حروبا دامية تأكل الاخضر واليابس لقضايا شكلية ليست من الدين اصلا! انهم هنا انما يساومون سياسياً لاستجداء مكاسب أو اتقاء مخاوف سياسية قد لا يجنون او يخسرون من ورائها شيئا يذكر متجاهلين ومتجاوزين حقيقة انهم يساومون ارتهاناً لاوهام زائفة على جوهر الاسلام وجميع الديانات السماوية, فيسكتون عن ترويج غاشم يمثل اعتداءً صارخاً على الفطرة الإنسانية التي جاءت الأديان السماوية لحمايتها (فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله ذلك الدين القيم) صدق الله العظيم. ذلك الترويج المروع قد طال ما حرمه الله وجرمه واستنكره وأنكره على الإنسان واستعجل فيه عقابه في الدنيا قبل الاخرة (انكم لتأتون الرجال شهوة من دون النساء بل انتم قوما مسرفون) (إنكم لتأتون الفاحشة ما سبقكم بها من احد من العالمين)(فجعلنا عاليها سافلها وامطرنا عليهم حجارة…الخ) صدق الله العظيم إن هذه المساومة السياسية الساذجة لن تحميهم -وفي القريب العاجل- من عقوبات وبطش ذلك المروج في إطار تعهده بحماية وفرض حقوق الانسان التي في المقدمة منها حقوق ذلك الانسان باستبدال المرأة بالرجل والرجل بالمرأة في مجتمعاتهم ودولهم!ولعل المطلوب هنا فقط هو الإعلان الصريح عن الاستنكار والشجب والإدانة وليس أكثر وإن غداً لناظره لقريب والله المستعان!!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى