رفع الحظر عن الشهداء …

✍️ عبدالجبار الحاج
من علامات النكران والجحود للشهداء ان مُنحت الأرقام العدمية حقا حصريا في اطلاقها على أسماء الشوارع ابتداء من شارع صفر وليس انتهاء بشارع الستين و تكررت موضة تجريف الذاكرة الوطنية متزامنة مع مرحلة تجريف الوعي .
من علامات الضغينة على الرموز الوطنية ان تعرض اسم حركة 13 يونيو التصحيحية بوقاحة في المدارس والمنشآت التي تسمت بها .
تلك مرحلة من الزمن ابتداءت من أواخر السبعينات امتدت لأكثر من ثلاثة عقود جرّفت فيها السلطة القادمة من السفارة السعودية بكل ادوات واساليب الحقد والأنتقام بالانقضاض على كل ما أنجز في البلاد خلال ثمان سنوات فقط منها خمس سنوات من منجزات ثورة سبتمبر 62 و ثلاث سنوات من عهد الرئيس الحمدي فيما كان يعرف بالشطر الشمالي من الوطن . عدا السنوات الثمان تلك فما عداها تدمير و نهب واستئثار وخصخصة وتجريف .
إذ لم تكن الذاكرة الوطنية وحدها هي هدف سلطة الجهل والتخلف القادمة بقرار من عواصم الرجعية والامبريالية بل ضرب وتدمير وتصفية المبنى والمعنى .
ولأنه ليس من السهولة بمكان ان يمحى التاريخ الجميل في كل اشكاله المعرفية والمادية من ذاكرة الناس .
فانه ليس من السهل استعادة تلك المنجزات الاقتصادية الكبرى التي جرى تصفيتها بالنهب والخصخصة .
من المهمات الوطنية الكبرى ان نستعيد من نهب وما خصخص من قطاع عام وملكية عامة من أموال وارضي اخذت بقوة النفوذ والتحايل والتآمر القانوني . والا لامعني لأحد .
على ان قرار الحظر الرسمي الذي ظل مفروضا لأكثر من ثلاثة عقود مانعا من اطلاق اسماء الشهداء والرموز الوطنية على الشوارع والمدارس والميادين الشهداء . وظل هذا النمط من المنهجية السلطوية المعادية محل استهجان ورفض شعبي .
قبل اشهر اثناء شق احد الشوارع الجديدة وظهرت يومها مشكلة بقيام معارضين للشق بالسلاح .
ويومها اقترحت عليه ان يطلق على ذلك الشارع اسم الشهيد عبود كبداية .. كان ظني ان مقترحي سيلقي حظه من الاهمال في زحمة التفاصيل الروتينية اليومية الادارية المملة اذ غالبا ما تذهب غياهب النسيان .
اليوم بقرار محافظ تعز سليم المغلس باطلاق اسماء الشهداء على الميادين والمباني التعليمية والميادين قرار بمحافظة تعز قرار يستحق الثناء والشكر . وعليه ان تحذو حذو محافظة تعز كل المحافظات اليمنية
على ان اطلاق اسماء الشهداء والرموز الوطنية من كل المراحل النضالية من مراحل الثورتين ومراحل الكفاح المسلح ضد الاحتلال في الناضي والحاضر ومن شتى ميادين التضحية أوالانجاز في مجال الفكر والمعرفة بما يجسد واحدية الحركة الوطنية والثورية اليمنية وتخليدا لذاكرة وطنية واحدة لا انفصام لها .. فان رموز مثل عبود والبردوني والحمدي و عبدالغني علي من امثال عبدالوارث عبدالكريم او الخيواني عبدالوهاب الحسام ومن امثال عبدالفتاح اسماعيل او حسن الملصي ابو حرب وعبداللطيف الشعبي او العكبري ا على عنتر و جار الله عمر .. طويلة هي قوافل وقواىم الشهداء .
لا ننسى بالمناسبة اطلاق اسماء المدن في مدن اخرى وبلدان في بلدان اخرى بدلالات حضور الوحدة الوطنية في الوطن الواحد وجذور وحضور التاريخ النضالي المشترك بين البلدان والعواصم ..
ملاحظتي المهمة والاخيرة في هذا الموضوع هي ان تبقى مسألة تقدير الاولوية لشهداء الحركة الوطنية والمراحل الثورية و الكفاحية وشهداء الحروب الرجعية وشهداء وضحايا القمع والاغتيال السياسي الذي فرضته سلطات ال سعود في اليمن . وان تحال هكذا قائمة لشخصيات هي ذاتها تحمل تشكل ذاكرة وطنية .