وليمة عربية على مستوى الزعماء

أحلام شاكر

مع انعقاد كل قمة عربية تنتاب المواطن العربي من المحيط إلى الخليج حالة من الإحباط واليأس كما يزداد قناعة بأن ما يطلق عليه قمة عربية ليست أكثر من وليمة يدعى لها الزعماء والرؤساء والملوك العرب تنتهي قبل أن تبدأ ولا ينال المواطن العربي منها غير الضجيج الإعلامي المرافق لهذه الوليمة العربية.. والسبب إن نتائجها ومخرجاتها معروفة سلفا ولم تتغير ربما منذ إنشاء الجامعة العربية ودائما ما تأتي مخيبة لأمال وطموحات المواطن العربي الذي يطمح أن تجد قضاياه ومعاناته وهمومه مكانا في جدول أعمال القمة ويرى وأقعه المؤلم يتغير ومعاناته تتلاشى وهمومه تتقلص .. المواطن العربي الذي أنهكته المآسي وأثقلت كاهله الحروب والويلات لا يريد من ولاة أمره إلا أن يشعروه بإنسانيته وأدميته ويعطوه حق العيش بأمن وسلام ..لا يريد أكثر من أنهاء الخلافات العربية ووقف الصراعات وسفك الدم العربي ..لا يريد أكثر من تأمين لقمة عيش كريمة يسد بها رمقه ..لا يريد أكثر من تخصيص جزء من الثروات العربية المهدورة لصالح المواطن العربي وأمنه واستقراره.. نعم إيها السادة لم يعد المواطن العربي يتمنى أكثر من لقمة عيش تشبع جوعه وملبس يستر عورته وبيت يأوي إليه دون خوف ..لا يريد أكثر من إن يصلي في المسجد دون خوف يتسوق دون خوف يذهب أبناءه إلى مدارسهم دون خوف باختصار يريد إن يمارس حياته الطبيعية دون خوف مثله مثل أي إنسان في هذا العالم ..ولهذا لم يعد المواطن العربي يطمح بوحدة عربية شاملة وسوق مشتركة كما لم يعد يطمح باستعادة أرضيه المحتلة وأمجاده الغابرة ومكانته بين الأمم بقدر ما يطمح بالحفاظ على ما تبقى من أراضيه.. فقد تقلصت أحلامه وتلاشت أمام معانته وهمومه التي تزداد وطأة كل يوم .

نعم أيها السادة لم يعد المواطن العربي يعول على القمم العربية ولا يعقد أماله على الجامعة العربية لأنه يدرك إن أنظمته مشغولة بمصالحها والحفاظ على كراسييها و مشغولة أيضا بالتآمر على بعضهم البعض وإن الجامعة العربية كيان مفرغ وليس لها من اسمها نصيب . فما الذي تتمخض عنه الولائم العربية عفوا أقصد القمم العربية لا شيء بيانات مستنسخه وقرارات لا يتم تطبيقها وقضايا عربية مرحلة وكذب رسمي على الشعوب بأن أنظمتهم على وفاق و يعملون من أجل المواطن العربي ومصالحه , وإن ما ينفق في هذه الولائم يكفي لإطعام ألاف الأطفال الجياع .

 ولا أجد بدا وأنا مواطنة عربية محاطة باليأس والإحباط من واقعها العربي المؤلم غير ترديد قصيدة الشاعر أحمد مطر

قمة أخرى ..وقاع السهل أجرد.

قمة أخرى ..وفي الوادي جياع تتنهد.

قمة أعلا وابرد.

يامحمد..يامحمد … ارسل الدفيء علينا

فلقد كاد لنا العزى..وكدنا نتجمد.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى