بعد مرور عام على ارتكابها هل سقطت جريمة قاعة حواء من ذاكرة الجهات المسؤولة؟؟

+ اشراق محمد

من السخرية بمكان أن يتذكر العالم المرأة في يوما أو أيام معدودات في السنة ترفع فيها الشعارات الداعمة والمساندة للمرأة وتقام فيها الفعاليات والأنشطة المناهضة للعنف الموجه ضدها والداعية لحمايتها ومناصرة قضاياها والوقوف إلى جانبها حتى تنال كافة حقوقها المشروعة والمصادرة بفرمان ذكوري خالص …كل هذا التفاعل المحموم في الوقت الذي يتجاهل فيه العالم معاناة المرأة ويغض الطرف متعمداً عن كل أشكال العنف الذي تتعرض له طوال أيام العام ..والغريب في الأمر أن تصدق المرأة أن هذه الفعاليات والأنشطة وكل ما يقال في هذه المناسبات السنوية ستغير من واقعها المرير وستقضي على كل أشكال العنف الذي تعاني منه ..لكن الحقيقة تقول غير ذلك وأن المرأة ستبقى رهينة معاناتها وتحت وطأة التعنيف والعنف الاجتماعي الذي يطالها لان نظرة المجتمع لها لازالت قاصرة وحبيسة أفكار بالية وثقافة مشوهة ..ولازال شقيقها الرجل ينصب نفسه وصياً عليها ويمارس العنف في حقها تحت مبررات كثيرة يغلفها بالضوابط الدينية حيناً وبعادات المجتمع وتقاليده احياناً اخرى ليبقيها تحت سيطرته والنتيجة استمرار اضطهاد المرأة وزيادة معاناتها وحرمانها من أبسط حقوقها المشروعة التي لا تتعارض مع تعاليم الدين ولا تمس عادات المجتمع وتقاليده .

ولأن معاناة  المرأة لا تنتهي فهناك أحداث يصعب علينا نسيانها وتعجز الأيام عن تسريبها من ثقوب ذاكرتنا المثقلة بالهموم وبالذات تلك الأحداث التي تتعلق بالعنف الذي تتعرض له المرأة .. وفي مثل هذه المناسبات تقفز إلى ذاكرتي حادثة الهجوم المسلح الذي تعرضت له مئات النساء داخل صالة حواء للأعراس  بتعز وأنا واحدة منهن وهذه الحادثة المروعة ستظل محفورة في ذاكرتنا وأصبحت بمثابة فوبيا الخوف من حضور حفلات الأعراس ..ورغم مرور أكثر من عام لا زال صوت الرصاص يتردد في مسمعي وأذكر كل تفاصيل تلك الجريمة البشعة وحالة الهلع والخوف الذي انتاب جميع الحاضرات ..ففي ذلك اليوم المشؤوم هاجمت عاصبة مسلحة صالة العرس المكتظة بنساء من الساحل الغربي وغيرهن وامطروها بالرصاص من اسلحتهم الرشاشة مما أدى سقوط قتلى وجرحى أضافة إلى حدوث حالات من الغيبوبة بين النساء ..جريمة لا يمكن تبريرها تجاوز مرتكبوها كل الأعراف والتقاليد واستباحوا حرمات النساء في سابقة لم تحصل من قبل ..وعنف لا يمكن وصفه . نعم ستبقى جريمة قاعة حواء للأعراس حاضرة في عقولنا كواحدة من اكثر جرائم العنف الموجه ضد النساء .

وكم كنت اتمنى من نساء الساحل الغربي بالذات والناشطات المجتمعيات والمنظمات المعنية بالمرأة هذه الأيام المخصصة لمناهضة العنف ضد المرأة للتذكير بجريمة قاعة حواء ومطالبة الجهات الامنية وسلطات الدولة بمحاسبة من كانوا وراءها وكشف الحقائق المخفية فيها كونها من ابشع جرائم العنف ضد المرأة والتي يجب أن تتصدر اهتمام المنظمات المحلية والدولية التي تدعي دفاعها عن المرأة وتناهض العنف الموجه ضدها ز

وكل عام والمرأة تحتفل بمعاناتها وبالعنف الذي تتعرض له ..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى