نجم الإنسانيه سهيل

كتب | ️كريم زيدان..
في كل مرة كنت أحاول أن أكتب عن هذه الشخصية اتردد كثيرا وينتهي بي الأمر الى عدم الكتابة، لا لشيء ولكن خشية أن لا أستطيع ايفاءها حقها وأن يعجز قلمي عن إنصافه، ومن ناحية اخرى خوفي أن تتسبب كتابتي في أن أغضبه لدرجة أن يخاصمني؛ كونه لا يحب أن يُكتب عنه، لأن ما يقدمه يعتبره عملا خالصا لله تعالى، فهو أحد الشخصيات الإنسانية اللامعة في الساحة الوطنية عموما وفي محافظة الحديدة على وجه الخصوص المشهود لهم بالدور الإنساني والاجتماعي والوطني الذي يقومون به في سبيل خدمة الفقراء والمحتاجين لاسيما المرضى منهم. لم يستمر ترددي كثيرا، وقضي الأمر فإذا بالقلم يخط دون شعور أو تخطيط عن رجل شهم وإنسان نبيل بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، وأعني بذلك الاداري المحنك ورجل الخير والعطاء الانساني الدكتور خالد سهيل رئيس هيئة مستشفى الثورة العام بالحديدة. عندما جلس الدكتور خالد سهيل على كرسي رئاسة هيئة مستشفى الثورة بالحديدة لم يكن طامعا في الدنيا ولا راغبا في منصب، إنما رغبة في أن يكون قريبا من البسطاء والفقراء المتعففين ليداوي أوجاعهم ويضمد جراحاتهم… “فالقرب من المحتاجين ومساعدتهم لذة لا يعرفها إلا الراغبين فيما عند ربهم” أغلبنا -إن لم يكن جميعنا-
نعرف الحالة المتدهورة التي كان عليها مستشفى الثورة بالحديدة قبل أن يمسك الدكتور خالد سهيل بزمام الأمور فيه، فوضى إدارية عارمة وصراعات حزبية وتصفية حسابات واصبح المشفى بين مطرقة طب مسيس و سندان أداء طبي متدن وافتقار لأبسط الاحتياجات الأساسية، اضطراب وحيرة وركود جراء بعض القائمين عليه في إقدام يغلبه الإحجام تحت عناوين التعقل والتروي، حتى أردته أطلالا موحشة لا حياة فيه وكأن الزائر له يظن أنه بين جدران لا حياة فيها ، كان المشفى بحق يبحث عمن يجمع شتاته، ويرشد وثباته، ويقود سيله إلى حيث تولي وجهته لتحقيق الأهداف. إلى أن جاء رجل المستحيل المترع بمحبته لليمن أرضا وإنسانا فأحال تلك الوحشة إلى أنس لا يخبو، وتلك الظلمة إلى نور لا ينطفئ. لقد جاء الدكتور خالد سهيل بعزم وإرادة لا تعرف مصطلح الخسارة، ونظرة إدارية وإنسانية ثاقبة لملمت شعث المستشفى، لينقله بذلك من مستشفى عادي جدا لم يرتق الى مستوى هيئة رغم صدور القرار إلا انه كان على الورق فقط والواقع بعيد كل البعد عن كونه هيئة، وسرعان ماتحول من مشفى عادي محدود الخدمات إلى مستشفى متكامل يقدم أرقى الخدمات المتميزة، وأصبح هيئة فعلا وليس على الورق فقط بل وهيئة يشار لها بالبنان. لقد جاء الدكتور خالد والمشفى لايزال يرفل في قيود الإدارة وسوء استخدام الموارد وقلة الإمكانيات وانعدام البدائل، فاتخذ أسلوبا إداريا اتسم بالمرونة مستندا على قاعدة إدارية “الفشل في التخطيط، تخطيط للفشل”، فجاس نبضات الخلل، وحام حول براثن الفشل وانتزع روحه قبل أن ينقض عليه كسالفه من مديري المستشفى.
إن الواقع ينبئك عن البون الشاسع بين الماضي والحاضر، حاضر التألق الذي أوصل المستشفى إليه.. فقد تغيرت ملامح الماضي وتجلت ملامح الحاضر فتطور كل شيء في المشفى، وأصبح منارة طبية يتقاطر إليها المرضى من كل حدب وصوب، وبات نجاحه حديث الألسن ومحل ارتياح الجميع وثقتهم، ولعل المشفى بعد أن ازداد الإقبال عليه لا سيما أن خدماته مجانية بحاجة إلى الدعم من وزارة الصحة العامة والسكان والسلطة المحلية بالمحافظة، وضرورة تقديم الدعم السخي من أجل تطوير المستشفى وخدماته والرقي به، حتى وإن يساهم القطاع الخاص في الدعم خشية أن يأفل نجمه بعد التماع. وبعيدا عن معالم النجاح التي حققها هذا الرجل، فهو إنسان بكل ما تعنيه الكلمة، إنسانيته التي ليس لها حدود تجاوزت كل الأرجاء، فهو يمد يد العون والمساعدة للجميع خصوصا الأسر الفقيرة التي لا طاقة لها بتكاليف العلاج، لدرجة أنه تبنى علاج الكثير من المرضى على حسابه الشخصي. ولا تحتاج لأكثر من ربع ساعة للجلوس في مكتبه ومتابعة ما يدور في مكتبه لتدرك القيمة الإنسانية التي جعلت الدكتور خالد ذائع الصيت بالعطاء والإحسان وقربه من المحتاجين، ولعل المواقف النبيلة لهذا الرجل النبيل هو ما استدعى قلمي للكتابة عن مثل هذا الإنسان الذي يستحق كل الاحترام والتقدير والإجلال. ولقد أدركت هنا كيف لخالد أن يخلد اسمه بأنصع صفحات الإنسانية، وكيف طغى اسمه، وسما نجمه، وعلا ذكره، فبات نسيانه مستحيلاً، وإن كان للإنسانية أن تسجل في صفحاتها رجالاً عظماء يعشقون الخير والعطاء والتضحية، فإن (الدكتور خالد سهيل) سيكون عنوانها بكل ما يحق لتاريخ الإنسانية أن يحكي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى