المراة العربية بين الطموح والمستقبل

أ / ثريا بن رحو

أن اختلاف تعريفات الطموح في دلالاتها، إذ بعضها يحمل إشارات إيجابية والبعض الآخر يحمل إشارات سلبية، وقد وُصف بأنه حريقٌ داخلي يُعطي صاحبه طاقة لإنجاز أهدافه، ويمكن أن يكون أيضاً استياء عام من الوضع الذي يكون فيه الشخص ويدفعه لإنجاز شيء أكبر، أما الجانب السلبي الذي يمكن أن يكون له هو أنه يحث على التصرف العدواني والأناني الذي يدعو لتضخيم الذات، كما يُعتبر في الوقت نفسه بأنه حافز ليتقدم الشخص على الآخرين أو ليحصل على المال والمناصب، إذ يمكن أن يكون الطموح تأكيداً لتقدم الشخص على حساب غيره، وهذا شيء سلبي، لذلك يجب أن لا يكون الطموح هكذا، فالنقطة التي يرتكز عليها الطموح بمعناه الإيجابي هي النجاح في العمل الذي يُفيد المجتمع والفرد

أن الطموح فى مجتمعاتنا، المرأة قد يعرِّضها لكثير من الظلم والإضطهاد بصورة استفزازية.. فالزوجة من الممكن أن يتم طلاقها بسبب طموحها.. وهذه مشكلة حقيقية تهدد حياتها الزوجية والأسرية .. وحسب الدراسات، فإن خروج المرأة للعمل لتحقيق طموحها كانت من الأسباب الرئيسية حسب الدراسات لارتفاع نسب الطلاق فى الوطن العربي.. وحيث تقول الدراسات ان أهم أسباب الطلاق، هى غيرة الأزواج من نجاح زوجاتهم فى العمل وتفوقهن عليهم أو المشاكل المادية المترتبة على إنفاق كل منهما فى المنزل.

كم من النساء قتل الزواج طموحاتهن

دراسة أمريكية حديثة قالت أن 61% من النساء حول العالم يفقدن الثقة فى قدراتهن على تحقيق أحلامهن، بل يتراجعن عن رغبتهن فى تحقيقها من أجل الزواج وتكوين أسرة. وتبين أن اغلب الزوجات اكتفين بأحلامهن الجديدة المتمثلة فى الاستقرار الأسرى وإرضاء أزواجهن وتأمين مستقبل جيد لأطفالهن. وأن 20% فقط من النساء المشاركات فى الدراسة كن متمسكات بشكل كبير بأحلامهن وتحقيقها، حتى وإن أدى ذلك لفقدانهن الاستقرار الأسري، وكانت أغلبهن ممن يعملن فى مهن تتطلب اختلاطا مباشرا بفئات المجتمع المختلفة، مثل «الهندسة، الطب، المحاماة، التدريس»، وكانت أغلب أحلامهن لها علاقة بعملهن.

بينما أظهرت الدراسة أن 19% من المشاركات، من النوع السلبى الذى لا يكترث بفكرة الأحلام والطموح وما شابه، فهن فقط يرغبن فى حياة عادية مستقرة، وتربية أبنائهن، وأغلبهن من ربات البيوت اللاتى لا يمتلكن أى عمل، وليس لديهن رغبة حتى فى الحصول على عمل.

هى ظاهرة عالمية إذن لكن مع اختلاف النسب بالطبع من مجتمع لآخر.. كثير من الزوجات يقعن فى ورطة الاختيار بين العمل او مسئوليات البيت والإنجاب والأولاد تقول ( سلوى ) وهى زوجة شابة أن الرجل يتخيل ان مجرد موافقته على عمل زوجته تعنى أنه مساند وداعم لها لكن شرط ألا يأتى ذلك على حساب أى واجبات منزلية او زوجية وهو غير مستعد للمشاركة فى اى من هذه الواجبات لأنه ليس دوره وتحكى آية أنها مع إنجاب طفلها الاول وكانت تعمل فى إحدى القنوات الفضائية، وعندما قررت العودة للعمل بعد أن اتم ابنها 6 شهور رفض زوجها فكرة البحث عن حضانة مناسبة، وكان عليها التنقل يوميا لبيوت الأهل والأحباب لترك الطفل حتى تعود من عملها وأما الزوج فلم يقبل حتى فكرة مساعدتها فى ذلك وكلما اشتكت كان يقول: لو تعبانة اقعدى من الشغل.

تقول بعض الدراسات الاجتماعية أن مشكلة عمل الزوجة تخطت المجتمع الشرقى وباتت تؤرق المجتمعات الغربية وفى دراسة أجرتها جامعة كامبردج البريطانية بينت تزايد القلق من تأثيرعمل المرأة على الحياة الأسرية، وقالت أن هناك أدلة تشير الى أن نجاح المرأة فى عملها يكلفها هى وأسرتها الكثير.

وقالت الدراسة أن أهم الآليات التى تساعد المرأة على خلق التوازن المطلوب فى حياتها العملية والأسرية، هى ترتيب الأولويات، لأنه لا يمكن تحقيق كل شيء فى آن واحد.. المهم هو كيفية تعظيم الاستفادة من أى وقت تملكه المرأة لأننا كثيرا ما نجد امرأة تشتكى من أنها ضحت بوظيفتها من أجل أسرتها فى مرحلة معينة، ثم نكتشف أنه لم يكن لها إضافة واضحة فى هذه الفترة حيث لم تستغل وقتها مع أولادها الاستغلال الأمثل.. فى حين نجد امرأة عاملة متوازنة تستغل الأوقات القصيرة التى تقضيها مع أسرتها وأبنائها أفضل استغلال فتكون في نفس الوقت فعالة ومنتجة في الحاضر والمستقبل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى