للتذكير فقط ..يوم عالمي للمرأة

كتبت ..شذى الصوفي
هكذا وفي كل عام نحتفي مع شعوب العالم في اليوم العالمي للمرأة الذي يصادف 8 مارس من كل عام .. يوم يراه قادة العالم والمنظمات المعنية بحقوق الإنسان انجازاً تاريخياً صنعته المرأة بإرادتها وانتصاراً لمساعيها للحصول على حقوقها واثبات وجودها في رحلة صراعها المتجذر والمستمر مع شقيقها الرجل .. بينما نراه نحن معشر النساء يوم للتذكير بوجود المرأة ومعاناتها والظروف المأساوية التي تعيشها في ظل هيمنة الرجل التي كانت وما تزال العائق أمام المرأة واستمرار معاناتها .. وللتذكير كيف يقف العالم ومنظماته الحقوقية متفرجاً ومكتفياً بحصر الانتهاكات التي تتعرض لها النساء وتوثيقها لمثل هذا اليوم فقط لأثبات أن هناك رصد ومتابعة وتوثيق لكل ما تتعرض له المرأة ليس الا .

واقع مغاير لما يقال في منصات الاحتفالات السنوية والفعاليات المختلفة وأوضاع مأساوية تحكي ما تتعرض له المرأة ..اضطهاد .. تهميش ..اقصاء ..امتهان .. اذلال .. عنف بكل أشكاله وقضايا لا حصر لها هي العنوان الأبرز لواقع المرأة المعاش والذي يصعب علينا القفز عليه أو تجاوزه بتلك البيانات المتخمة بالوهم .

دعوات عديدة تلقيتها من منظمات محلية ومؤسسات رسمية لحضور فعاليات اليوم العالمي للمرأة حتى أكون شاهد عيان على ما نتمتع به حرية وما حققناه من انجازات خلال العام الماضي .. نشاط محموم يختزل جمود عام كامل .. وفعاليات سنوية يتنافس منظموها لأثبات أن المرأة في أحسن حال وقد حققت كل ما تصبو اليه ونالت كافة حقوقها دون تمييز أو انتقاء .. وأصبحت تتساوى في الحقوق مع شقيقها الرجل في مختلف المجالات .

ولعل ما يثير الضحك والحزن في آن واحد .. أن تساهم المرأة في ترويج أكذوبة ما تتمتع به من حريات وما نالته من حقوق وما حققته من نجاحات هو بفعل قناعات الدول والمجتمعات بضرورة مشاركة المرأة في صناعة التحولات ومساهمتها في بناء مجتمعها دون قيود او عقبات. .ناسية أو المتناسية أنها لا زالت أسيرة لعادات وتقاليد وقوانين مجتمعية تضعها في مرتبة أدنى من الرجل بغض النظر عن قدراتها ومحصلاتها العلمية حتى في الدول المتقدمة لا زالت المرأة بعيدة كل البعد من نيل كافة حقوقها المشروعة .

ولا أريد أن يفهم هنا أن الحديث عن حرية المرأة وحقوقها هو الانسلاخ عن الدين والانحلال الاخلاقي والتخلي عن شرفها فهذا المفهوم القاصر للحقوق والحريات التي تطالب بها المرأة وأول ذلك حقها في التعلم والعمل والاختيار والحياة الكريمة واحترام أدميتها قبل كل شيء .

فهل يغني هذا اليوم عن معاناة المرأة ؟؟ وهل الاحتفال وتكريم عدد من النساء كفيل بتخفيف معاناة الملايين ورفع الظلم الذي يتعرضن له ؟؟

أن تفعيل القوانين الإنسانية المعنية بحماية المرأة والمتعلقة بحقوقها ورفع مستوى الوعي في أوساط المجتمعات التي لا تؤمن بأي حقوق للمرأة وتجبرها على ممارسات أعمال شاقة وتحرمها من التعلم كما هو الحال في بعض دول أسيا وأفريقيا وبعض الدول العربية هو وحده الكفيل برفع المعاناة عن كاهل المرأة وأشعارها بادميتها وانها فعلاً نصف المجتمع الأجمل .. وهذا ما نتمناه من المنظمات التي تترزق باسم المرأة وتتاجر بمعاناتها .      

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى