عندما يصبح تصوير الحوادث جريمة

كتبت/ زهرة اللوتس

انتشرت في الآونة الأخيرة ظاهرة تصوير الحوادث المختلفة من أجل نشرها على منصات التواصل الاجتماعي مما يعكس حالة من الانحدار القيمي والإنساني ولايتفق نع قيمنا ومبادئ ديننا الإسلامي الذي يحث على مساعده الغير خاصة في اوقات الحوادث والمصائب وحين يكون الإنسان بأمس الحاجة لمن يمد له يد العون والمساعدة بدلا من الاستمتاع بمعاناته وتصوير اللحظات الأصعب في حياته وربما المشاهد الأخيرة قبل وفاته ..حتى اصبح تصوير الحوادث العامه أنرا اعتياديا بين الناس من دون مراعاة لشعور الأخرين وخصوصياتهم ودون اي اعتبار للجانب الاخلاقي والإنساني لأن هذا السلوك غير حضاري وغير انساني وينتهك خصوصية الأخرين في ظروف صعبة حتى تحولت المسألة إلى نوع من التسلية يهدف اصحابها الحصول على أكبر عدد من النتابعين ولايكات الاعجاب عند نسرها على مواقع التواصل الاجتماعي التي تعج بمثل هذه المشاهد المؤلمة.

ولا ابالغ اذا ما قولت أن التصوير أصبح فيروسا اجتماعيا يتفشى بسرعة في مواقع التواصل الاجتماعي من دون وعي بخطوره نشر مثل هذه المقاطع والصور على المجتمع بشكل عام وعلى من تم تصويرهم وأسرهم بشكل خاص ..ورغم وجود قوانين تمنع وتجرم تصوير شخص دون علمه اذا ماتنسينا الجانب الإنساني والأخلاقي.والمؤسف فعلا أن نشهد اشخاصا يقومون بتصوير المصابين ومن يتعرضون للحوادث المختلفة بدلا من محاولة اسعافهم وانقاذ حياتهم ومن دون رادع اخلاقي أو انساني..أن ما نراه هو استغلال بشع وغير انساني لمصائب الأخرين ومعاناتهم وهو ما يضعنا أمام مسؤوليه اخلاقية لمحاربة هذه الظاهرة المجتمعية الخطيرة ..كما إننا بحاجة إلى قانون يعاقب كل من يقف لمشاهدة الحوادث لغرض التصوير والنشر في وسائل التواصل الاجتماعي وردع كل من يقوم بنشر صورا أو مقاطع فيديو غير معلومة المصدر أو غير مؤكدة كما يجب معاقبة كل من يقوم بنشر اخبار كاذبة واشاعات مثيرة تستهدف أمن المجتمع وقيمه واخلاقيات ..حتى تصبح وسائل التواصل الاجتماعي لنشر الوعي وتعزيز القيم والاخلاق في اوساط المجتمع ..فهل نحن فاعلون ؟؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى