عدن المدينة التي تنزف جثثاً

كتبت |شذى الصوفي

كم هو مؤلم أن يموت إنسان أمام أعين أفراد أسرته العاجزين عن تقديم أي مساعدة له غير الدعاء , بعد أوصدت المستشفيات أبوبها ورفض الأطباء ملائكة الرحمة تطبيبه ومحاولة انقاذ حياته .

هذه هي الصورة المأساوية التي يعيشها المواطنين في مدينة عدن الحبيبة التي أصبحت مدينة الموت التي تنزف جثثاً .

عشرات المواطنين الذين يقضون نحبهم كل يوم جراء الوباء الغامض المستشري بين أبنائها والذي عجزت السلطات الصحية حتى اللحظة من كشف ما هيته كما عجزت السلطات الأمنية من وضع التدابير الاحترازية والحيلولة دون وقع مزيد من الضحايا أو على الأقل التخفيف من عدد من يفترسهم الوباء بشكل يومي .

ومما زاد من حجم الكارثة رفض المستشفيات استقبال المرضى تحت مبرر امتلاء طاقتها الاستيعابية وعدم وجود أمكانيات ووسائل حماية للطواقم الطبيبة خصوصاً وأن أعراض هذا الوباء تتشابه إلى حد كبير مع أعراض فيرس كورونا الذي تأكد وجوده أيضاً في عدن التي سجلت 28 اصابة مؤكدة بينها 5 وفيات مما يجعل وفاة المريض هو الخيار الوحيد وبقرار رسمي من الأطباء والعاملين الصحيين في هذه المستشفيات والذين تخلوا عن مسؤولياتهم وأمانتهم المهنية ونسوا أن وأجبهم المهني والإنساني يحتم عليهم تقديم الرعاية الصحية للمرضى ومحاولة شفائهم وبما يتاح لهم من امكانيات وليس إغلاق المستشفيات وتركهم يلاقون مصيرهم المحتوم وهم يترددون على أبواب المستشفيات بحثاً عن من ينظر اليهم بعين العطف ويخفف بعض أوجاعهم .

نعم أن ما يحدث اليوم في عدن كارثة صحية وإنسانية يصعب علينا استيعابها وما الهدف من هذا التجاهل المتعد تجاه كارثة عدن التي تتعاظم كل يوم .

ومن هنا يمكننا القول أن ما يجري في عدن يتحمل مسؤوليته الانتقالي والشرعية ومن قبلهم السعودية والإمارات الذين قدموا مصالحهم السياسية والشخصية على مصالح الشعب وانشغلوا بخلافاتهم وترتيب أوضاعهم والتسابق على تقاسم الغنائم ونهب المال العام بدلاً من انشغالهم في تحسين الأوضاع المعيشية والخدمية والأمنية .

مئات الألاف من المواطنين الذين أصبحوا عرضة للموت وأن تعددت اسبابه ومسبباته , فهل سيجد أبناء عدن من يلتفت لهم ويسمع أنين أوجاعهم ؟ أم أن الصراع على السلطة ونهب المال العام والاستحواذ على المساعدات الدولية تحتل أولوية المتسابقين على حكم عدن ومن يقف ورائهم ولو مات الشعب كله؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى