سورية : إنتصار القيم القومية الأصيلة..

 

طه العامري ..

(2)

التطورات الدرامية التي شهدتها الجمهورية العربية السورية مؤخرا والتي تمثلت بدخول قوات الجيش العربي السوري مدينة ( منبج ) او كما أطلق عليها الخليفة العباسي هارون الرشيد مدينة ( العواصم ) التي تعصم الدولة من أي غزو خارجي وتعد تاريخيا حصن دفاعي متقدم وسياج منيع يعصم الجمهورية العربية السورية والوطن العربي من أي غزو خارجي ..

دخول القوات العربية السورية مدينة ( منبج ) يعني عودة الجيش العربي السوري إلى منطقة شرق الفرات بعد سنوات من المؤامرة التي حاكتها قوى العدوان بالتعاون مع عناصر محليه باعت نفسها للشيطان ..

دخول منبج ليس مجرد عودة الجيش العربي السوري إلى أرضه وليحكم سيادته عليها لكنها تعني الانتصار والانتصار المشرف الذي صنعه الجيش العربي السوري والقيادة العربية السورية بقيادة الرئيس الدكتور بشار حافظ الاسد الذي واجه طوفان المؤامرة وصمد في وجهها بفضل تماسك القيادة والجيش والشعب في ملحمة أسطورية غير مسبوقة تكللت نهايتها بهذا الانتصار الذي أرعب قوى التأمر بدءا من تركيا وصولا للكيان الصهيوني اللذان يعيشان حالة إرباك بل وصدمة لم تكن متوقعه لهما بدليل التصريحات الاعلاميه المتخبطه الصادرة عن الرئيس التركي او تلك الصادرة عن المسئولين الصهاينه ناهيكم عن حالة القلق التي انتابت أطراف أخرى كانت جزءا من منظومة المؤامرة التي واجهتها دمشق طيلة ثمان سنوات خلت وهي سنوات واجهت خلالها الجمهورية العربية السورية واحده من أشرس وأخطر المؤامرات وحربا من أخطر أنواع الحروب التي لم يعهدها التاريخ الإنساني ولا تاريخ الحروب ..

لكل ما سلف فإن من الطبيعي أن نتابع سعار اردوجان وارتباك وتلخبط بل وقهر نتنياهو وارتباك واشنطن التي أعادت حساباتها في سورية وأدركت استحالة المضي قدما في مشروعها بعد أن أيقنت فشلها وفشل مخططها في سورية ..الأمر الآخر يتصل ببقية دول التأمر المباشر منها والغير مباشر وايضا الدول الممولة وتلك التي تعاطفت مع المتأخرين او جاملتهم وغضت الطرف عن جرائمهم بحق سورية الأرض والانسان والقدرات والدور والرسالة مقابل أن تضمن مصالحها مع دول التأمر فيما هناك دول أخرى تخلت عن كل قيمها ومبادئها واخلاقياتها ولم تكلف نفسها حتى مجرد توجيه النقد لدول التأمر حفاظا على مصالحها أيضا مع المتأمرين باسثناء بضعة دول استطاعت أن تحافظ على قيمها ومبادئها وثوابتها وهذه الدول لا تتجاوز 17 دولة من مجموعة الدول التي تشكل قوام الجمعية العامة للامم المتحدة وفي طليعة هذه الدول كانت روسيا والصين وإيران مع الأخذ في الاعتبار أن هذه الدول الثلاث تحديدا ما كان لها أن تقف هذه المواقف مع دمشق لولا صمود دمشق في وجه العاصفة خلال السنوات الثلاث الأولى من بدء المؤامرة فالصمود العربي السوري وتماسك القوات المسلحة العربية السورية وتماسك القيادة العربية السورية ومؤسسات الدولة السورية وخاصة المؤسسات السياديه والدبلوماسية كل هذا مع تماسك الإرادة العربية السورية والتفاف الشعب السوري حول قيادته ومؤسساته العسكريه والأمنية والدبلوماسية والإعلامية كل هذه المقومات مكنت سورية من الصمود في وجه المؤامرة التي اتضحت معالمها بعد سنوات الأمر الذي دفع حلفاء دمشق لاحقا للاصطفاف بجانبها في مواجهة جحافل المتأمرين وبعد إدراكهم أن ما حدث في بداية العام 2011م لم يكن ثورات بل مؤامرات معد لها سلفا شعبيا وإعلاميا وعسكريا وامنيا وثقافيا وبالتالي كان لابد من اصطفافهم إلى جانب دمشق دفاعا عن مصالحهم الجيواستراتيجية قبل أن يكون الأمر دفاعا عن سورية في تأكيد على أن سقوط سورية لاقدر الله سيجلب الدمار والخراب لكل دول المنطقة وسيمتد هذا الخراب إلى تخوم دول الجوار العربي بما في ذلك إيران ودول وسط آسيا وهذا ما حرك الدور الروسي والإيراني ومعهما أيضا الصين وكل العقلاء الذين كانوا يدركون جيدا المخطط الذي يستهدف المنطقة ولمصلحة من ..؟!!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى