رسالة إلى سماحة السيد علي السيستاني

✍️ صلاح  عواد – نيويورك

سماحة السيّد علي السيستاني؛

عليّ أن أعترف، أني لا أطيق مفردة “سماحة”، لأنها ملتبسة الدلالة، فمصدرها كما جاء في (لسان العرب) الفعل الثلاثي “سمح” تعني الجود والعطاء. ويقول ابن منظور “إنما يقال في السخاء سَمَح، وأما أسمح فإنما يقال في المتابعة والانقياد”. ويبدو أن “سماحة” لم تأت من الجود والعطاء، وإنما جاءت من الانقياد والمتابعة، وعطفا على هذا، يقال إلى الدابة إذا أسمُحت قد لانت وانقادت بعد استصعاب، ويقال: سمح البعير بعد صعوبته إذا ذلّ (هذا واضح من مقلديك في المنطقة الخضراء الذين يريدون إذلال الشعب العراقي وشبابه). مع ذلك عليّ أن افترض من باب حسن النية، أن سماحتك مصدرها اللين والحكمة التي تتجاوز كل المعضلات والصعوبات، وربما هذا ما يفسر الهشتاغ الذي رفعته قناة العراقية (# المرجعية – مرشدنا).
عذرا سماحة السيد على هذه المقدمة السمجة، لكني سعيت إلى إزالة التباس مرتبط بما يجري الآن في العراق، وربما له علاقة بطريقة تقديم شخصكم الكريم. أدرك جيداً أنك على وعي بما يجري في العراق منذ الاحتلال الأمريكي عام ٢٠٠٣، وأنت من أفتى بضرورة إجراء انتخابات مبكرة في العراق تحت ظل الاحتلال وبالتحديد بعد تشكيل مجلس الحكم الذي صاغه بريمر على أساس طائفي بناء على استشارة برنارد لويس وفؤاد عجمي والسيناتور جون بايدن، وشلة من المحافظين الجدد الذين كانوا يسيطرون على إدارة جورج بوش الابن. فأنت بهذا الإصرار كما أخبرني الأخضر الإبراهيمي (مبعوث أمين عام الأمم المتحدة الخاص الأسبق إلى العراق) قد شرّعت للمحاصصة الطائفية تحت يافطة مظلومية الشيعة. والأكثر من ذلك، باركت لأحزاب الإسلام الشيعي السياسي والسني، ودفعت الطائفة الشيعية إلى التصويت لها، وبذلك مهدت لإيران أن تكون جزءا من العملية السياسية لتدخل بشكل سافر في كل مفاصل الدولة العراقية.
والآن يا سماحة السيد، أدرك أنك موجود، وقد روى لي عدد من الشخصيات عن سماحتك وتواضعك وعن متابعتك لما يجري في العالم وفي العراق، وبعض من روى عنك كان يستأنس بعربيتك ذات اللكنة الفارسية، فعليك أن تثبت أنك على قيد الحياة!!
منذ عام ٢٠٠٥ تولد لدي الإحساس بأنك كائن غير مرئي Invisible Man وهذه استعارة من الروائي الأمريكي رولف أديسون الذي كتب رواية بنفس العنوان تتحدث عن زنجي أسود يجد نفسه بأنه كائن غير مرئي في مركز روكفلر في الجادة الخامسة بمدينة نيويورك، حيث رجال الأعمال من البيض. حاشاك أن تكون شبيه ذلك الزنجي (أبو مسلم الخرساني).
حقاً لم أرك، واتطلع جاهدا بما أنك لاعب أساسي في الحياة السياسية العراقية إلى رؤيتك. شاهدتك بذات الصورة بلحيتك البيضاء الوقورة وأنت جالس على الأرض وقد تجاوزت السبعين عاماً. فهل يعقل أنت المرجعية الأولى أن تختفي ليكون لك نواب كأنك في الغيبة الأولى للمهدي؟!
سماحة السيد؛
عليك أن تعترف بأنك جزء من العملية السياسية، وأن المرجعية التي تمثلها باسم القداسة قد ساهمت بالخراب الذي حلّ بالعراق، وعليك أن لا تمسك بالعصا من وسطها، وأنت تعرف جيداً من هم الفاسدين، ومن استغل اسمك وتاجر بها.. أن لم تعلن عنها فأنت شريك معها.
نريد أن نعرف دور نجلك أحمد صافي السيستاني وبما يدور من صفقات سياسية، وهل هو يتحدث باسمك أم أنه ولد ضال؟ إذا أنت في كامل القوى العقلية، ستكون على وعي بما سربته وكالات انباء عن صفقة بين إيران ونجلك وكتلة سائرون والفتح لقمع المظاهرات والبقاء على عادل زوية رئيسا للوزراء. فالنفي الصادر من مكتبكم لا يكفي، ويتعين عليك الوضوح وتسمية الأسماء الذي أنت في براءة منها.
سماحة السيد؛
أنت أصدرت فتوى بتشكيل الحشد الشعبي كفرض كفاية لمحاربة تنظيم الدولة الإسلامية، ولم تدرك أن هذا التنظيم انبثق نتيجة السياسة الطائفية التي كرستها مرجعيتكم الرشيدة!. لنسلم بالدور الذي قام به الحشد، فهل تعتقد يا سماحة السيد أن الحشد يستطيع أن ينجز ما قام به بدون مساعدة القوات الأمريكية؟
سماحة السيد؛
بما أنك تتحدث باسم الله (الذي لا يعني بالنسبة لي شيئا) وفتواك هي الفاعلة وفتواي لا تعني شيئا
نرجو من سماحتكم إصدار فتوي عاجلة بتحريم قتل العزل من المدنيين من المتظاهرين٫ وكذلك:
1- إصدار فتوى بحل البرلمان (تدرك جيداً أنه مزيف بكل المقاييس).
2- فتوى بحل الحكومة
3- فتوى بتشكيل حكومة انقاذ مؤقتة بعيدة عن المحاصصة لكتابة الدستور وإجراء انتخابات حسبما يقتض الوقت
4- فتوى ضد النفوذ الإيراني.
5- فتوى بمحاسبة الفاسدين الكبار بما فيهم نجلك أحمد صافي السيستاني ونوري المالكي وغيرهم من حيتان الفساد الذين نهبوا ثروات الشعب العراقي.

سماحة السيد؛
يمكن القول إن هذه المطالب هي مطالب الأغلبية من الشعب العراقي من المرجعية، وعليك الخيار أما الانحياز مع شعب العراق ضد اللصوص كما تدعو، أو تكريس نفسك للكهنوت الشيعي لتقديم فناوى حول الحيض ومداعبة الرضيعة لعموم الشيعة في الهند وباكستان وإيران ولبنان.
وأخيرا يا سماحة السيد
نتمنى أن تشتهد “أعزف أنك من جماعة النقل) لتلغي الإمامة كركن من أركان عقيدة الاثني عشرية الشيعة، لكي تنتهي مظاهر السواد والقبح الذي عمّ العراق مع مجيء كل أحزاب الإسلام الشيعي والسني التي باركتها أنت.

من صفحة الكاتب على الفيسبوك

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى