حرب غزة وفتيل الحرب العالمية الثالثة!

✍️ بقلم أ د / دحان النجار

في عالم اليوم عديد من النزاعات التي قد تشعل الحرب العالمية الثالثة والتي أساسها هو الجانب الاقتصادي الذي يحرك كل المؤشرات الأخرى . في عالم اليوم بؤر رئيسية تقود إلى اشعال فتيل الحرب العالمية الثالثة وهذه البؤر متمثله في الحرب الروسية الأوكرانية ومشكلة تايوان وكذلك الحرب في غزة التي تعكس أزمة الشرق الأوسط المحتدمة منذ عدة عقود مضت ولا زالت تلتهب وتحرق الكثير من بلدان المنطقة ولا يستبعد بان تكون الشرارة القاتله لبدء الحرب العالمية الثالثة تنطلق منها.
منذ اندلاع الحرب الأوكرانية الروسية والعالم يحبس أنفاسه تجاهها وما تمثله من خطر على الاستقرار العالمي كون أطرافها هي اكبر القوى العسكرية والاقتصادية في العالم وبالذات أوروبا مصدر الحربين العالميتين الأولى والثانيةيضاف اليها الصين كقوة صاعدة اقتصاديا وعسكريا وهي المقصودة بدرجة رئيسية بالفرملة السياسية والاقتصادية والعسكرية.
لماذا حرب غزة هي الأقرب لإشعال فتيل الحرب العالمية الثالثة اكثر من أوكرانيا وتايوان؟
أولا حرب غزه هي اختزال لازمة الشرق الأوسط المستفحلة والمتمثلة بقضية فلسطين والاحتلال الإسرائيلي لها وإسرائيل هي الكيان الذي تم انشائه لاهداف عميقة جيوسياسية واقتصادية كادت ان تفجر حرب عالمية ثالثة عدة مرات في النصف الثاني من القرن العشرين ابتداء بالعدوان الثلاثي على مصر عام ٥٦ وحرب الايام الستة عام ٦٧ ومرورا بحرب أكتوبر ٧٣ وما تلاها من حروب أخرى أدت إلى تدمير بلدان رئيسية في المنطقة وعلى راسها العراق وسوريا وليبيا ومن قبلهم لبنان .
منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا هي مصدر الطاقة والكثير من المواد الأولية الضرورية لتطور ونمو اقتصاديات الغرب والشرق الأمر الذي يقتضي فرض وصاية الدول الكبرى على هذه الثروات واستخدامها في التنافس على الزعامة الاقتصادية الدولية والتي يقتضي تحقيقها السيطره على هذه المصادر وقمع المنافسين المحتملين والقوى المحلية الطامحة إلى فرض وصايتها عليها وهي شريان حياة للإقتصاد العالمي.
تراكمات مقدمات الحرب العالمية الثالثة في الشرق الأوسط هي الأكثر خطورة من غيرها وهي بالطبع مترابطةمع بقية النزاعات العالمية كون البعض منها يتم اختلاقه من اجل تصفية الحسابات على الساحة العربية والانفراد بها وبخيراتها وبالذات مصادر الطاقة التي لا تقارن مع غيرها من مصادر المواد الأولية الأخرى في بقية مناطق العالم.
الشرق الأوسط منطقة رخوة وصعب التحكم فيها والاحتقان الحالي قد يؤدي الى انفجار عام وشامل فيها في أي لحظة كانت ،فالمنطقة والعالم قد نجوا منه عند الحروب العربية الاسرائيلية وحروب الخليج الأولى والثانية لكن الحرائق الحالية كإمتداد لتلك الصراع لا زال لهيبها يتسع وتمثل ماده مناسبة للإشتعال في أي لحظة.
المنطقة العربية او بما يسمى الشرق الأوسط وشمال افريقيا لها التأثير القاتل على الاقتصاديات العالمية فيما لو تم التحكم بثرواتها ومضائقها وبحرها وبرها من قبل قوة إقليمية محلية او عالمية تريد فرض شروطها على الآخرين .
تكدس الأسلحة في المنطقة وتراكم الصراعات المزمنة ذات الطابع الاقتصادي والثقافي الديني هي مؤشر على انها ستكون مصدر الحرب العالمية الثالثة اكثر من غيرها. سكان المنطقة العربية يشكلون ٥٪؜ من سكان العالم لكنهم يشترون ٥٠٪؜ من الأسلحة المصدره في العالم ويشكل اللاجئين العرب نسبة ٦٠٪؜ من اللاجئين في العالم ايضاً وهذه مؤشرات واضحة على الاحتقان في المنطقة الذي قد يؤدي الى الإطاحة بالسلم الدولي.
الدول الكبرى ذات النفوذ في المنطقة لا يمكن ان تتركها تحدد مصيرها لان مصير العالم مرتبط بها ولذلك كانت الشراره التي اطلقتها منظمة مقاومة لا تمتلك إلا أسلحة بدائية بسيطة في فلسطين كفيله بان تجعل القوى العالمية الكبرى تحرك أساطيلها وحاملات الطائرات وتفتح مخازن أسلحتها الذكية والفتاكة لإسرائيل وإعلان النية في التدخل مباشره في هذه المعركة ان طالت او تدخلت بها اطراف أخرى إقليمية ودولية وها هي الحرائق بدأة تلتهم البر والبحر والجو.
غزة صغيره بمساحتها وبقوتها العسكرية والإقتصادية لكنها تختزل كل صراعات الشرق الأوسط بكل مسبباتها ومآلاتها كون الشرق الأوسط المنطقة الرخوة التي تحمل في احشائها كل عوامل الصراع العالمي الجيوسياسي والإقتصادي وعليه منها ستبدأ الحرب العالمية الثالثة عاجلا ام اجلاً ونتمنى ان تخيب توقعاتنا وان يصرف الله عن المنطقة وعن العالم اجمع أي حرب عالمية او إقليمية مدمره .
د. دحان النجار ولاية تنسي الامريكية ٢٨ نوفمبر ٢٠٢٣م

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى