حتى لا تصبح قاتلاً أو مقتولاً .. الزم بيتك


كتبت | شذى الصوفي

بلا شك ستكون أيام العيد لهذا العام طويلة ومملة ,,ويكاد ينطبق عليها ما قاله الشاعر أبو الطيب المتنبي ” عيدٌ بأية حالٍ عدتَ يا عيدُ . فلا جديد في ظل تفشي كورونا وقيود الحظر المفروضة التي ستجبرنا على البقاء في بيوتنا حتى لا نساهم في انتشار عدوى الفيروس ونكون سبباً في قتل أنفسنا واهلنا وكل من حولنا بسلاح أسمه كورونا .

فهذا الوباء الذي ابتليت به شعوب الأرض دمر الحياة وسرق الفرحة وحرمنا من الاستمتاع  بأيام العيد وتبادل الزيارات مع الأهل والجيران والصديقات كما هي عاداتنا في مثل هذه المناسبات الدينية العزيزة على قلوبنا كمسلمين , والكثير منا سيحاول الاحتيال على الحظر وابتداع طريقة للخروج غير مكترث بما قد يجلبه على نفسه وأهله وعلى الأخرين تحت مبرر التنفيس على النفس وقتل الملل وربما التشكيك بعدم وجود الوباء أصلاً وهنا تكمن الكارثة .

كلنا لا نطيق الجلوس في البيت ليل نهار ولأيام , ولكن إذا أمعنا التفكير قليلاً سنجد أن فرحة الإنسان الحقيقية في العيد وكل الأيام القادمة أن يرى أهله وكل عزيز عليه في خير وعافية حين يحافظ على سلامتهم وسلامة مجتمعه , فلا شيء أعلا وأثمن من الصحة وحياة الإنسان التي تعوض .

ولهذا يا كل الأهل والأحبة والأصدقاء والصديقات والجيران , من أجل سلامتنا وسلامتكم وسلامة مجتمعنا لابد أن نكون أكثر وعياً وحرصاً وأكثر تحملاً للمسؤولية ونلزم أنفسنا بالإجراءات المتبعة للوقاية من العدوى رافعين شعار” من أجل سلامتكم وسلامة غيركم .. فرحة عيدكم البقاء في بيوتكم ” ويكون التواصل وتبادل التهاني والتبريكات عبر التلفون والوتس وغيرها من وسائل التواصل الاجتماعي , نخن نؤمن يقيناً بالقضاء والقدر ونعلم أن لن يصبنا الا ما كتب الله لنا وديننا يأمرنا ايضاً أن نأخذ بالأسباب والتوكل على الله .

فلا زيارات ولا فسح ولا حدائق ولا متنزهات ولا تجمعات فالخروج من البيت لن يمنعنا من الاحتكاك بغيرنا في الأسواق ووسائل المواصلات وأثناء السير في الشارع وحتى أثناء الذهاب للمسجد وقد نكون سبباً في نقل العدوى إلى اهلنا ومن ذهبنا لزيارتهم بدافع المحبة ,

ولك أن تتصور حجم الألم الذي سيعتصر قلبك ويكر صفو حياتك ويجعلك تعيش حالة موجعة من تأنيب الضمير ولوم النفس بقية أيام عمرك أن كنت من الناجين عندما تعلم أنك كنت السبب في موت عزيز على قلبك ومن ذهبت لزيارتهم

وفي لحظة تتحول في نظر من تسببت بوفاة أحبتهم واقاربهم إلى قاتل مع سبق الاصرار لأنك تعمدت نقل الفيروس لهم رغم علمك بخطورة ذلك ولم تكترث بكل التحذيرات والمناشدات التي تدعوك للبقاء في البيت .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى