تفوق أكاديمي وإخفاق عملي

 

✍️ بسمة العواملة

كان يوم الخميس الماضي، يوم فرح وغبطة بامتياز فلقد تعالت اصوات الغناء والاهازيج، احتفالا بنتائج الثانوية العامة، هذه النتائج التي في كل مرة، يكون للإناث نصيب الاسد من حيث التقدم على الذكور في تصدر قائمة الاكثر تفوقا وتحقيقا لأعلى العلامات، ولكن ما يثير الدهشة في الأمر أنه وبعد مرور سنوات الدراسة الجامعية، نتفاجأ بغياب تأثير الطالبات المتفوقات في الحياة العملية.
فلم نسمع مثلا بأن أيا من هؤلاء الطالبات قد حققن تقدما في مجال البحث العلمي او تم بلورة هذا التفوق بصورة إحداث نقلة نوعية في التخصصات العلمية على المستوى الوطني، ولا ندري حقيقة عن ماهية هذه الأسباب، وربما يحتاج الأمر الى إجراء دراسة رصينة للوقوف على هذه الأسباب ومحاولة إيجاد الحلول الناجعة،
ثم ايضا بعد سنوات نجد بأن معظم من يتقلدون المناصب القيادية ومن يشغلون مراكز صنع القرار هم أيضا من الذكور بنسبة كبيرة، وهنا تتملكنا الحيرة أين هن الطالبات اللواتي كن قد حصلن على العلامة شبه الكاملة في امتحانات التوجيهي ؟؟
ناهيك عما نلمسه جميعا من أن معظم البعثات العلمية الدراسية في المؤسسات والدوائر جل الملتحقين بها من الذكور، كذلك الحال باغلب الحاضرين للمؤتمرات الدولية الخارجية .
و الطلاب الذكور ايضا ليسوا بأفضل حالا من الإناث، فبعد مرور سنوات الدراسة الجامعية لا نعاود سماع لأسماء هؤلاء الطلبة في أي من المجالات، وكأن هذا التفوق تمثل فقط في الحصول على العلامة المرتفعة او الكاملة او في الحصول على ما يشبه ( رخصة للعمل ).
إذن أين الخلل وأين المعضلة هل المشكلة في مخرجات التعليم المدرسي، بإعتبارها مساقات تقوم على الحفظ والبصم بدون أن تحمل أي قيمة علمية مضافة، بحيث يكون الهم الأكبر للطالب او الطالبة هو الحصول على العلامة العالية بغض النظر عن الهدف الأسمى وهو متابعة التفوق بالمسيرة العلمية ومن بعدها العملية، ربما نعم
و بهذه الحالة نحن إذن أمام نظام ( توجيهي فاشل ) لا يحتاج الى إعادة تقييم بل الى إلغاء تام، واستبداله بنظام يقوم على التراكمية في تحقيق النتائج ضمن منظومة تعليمية تقوم على برنامج دراسي لا يكون فيه التفوق بناء على حفظ المعلومة، بل على نظام التحليل والإستنتاج، فمن المؤلم عندما تسمع تعليقات لبعض الطلاب من أن الأمتحان كان موفقا بسبب أعتماده على الإجابات المباشرة، بعيدا عن الإستنتاج وهنا يكمن الخلل، وربما هذا أيضا أحد أسباب تراجع التعليم في الدولة الأردنية، إهمال التفكير وإعمال التبصيم.
فمن يتابع المشد العام يلاحظ بشكل جلي أن هناك تفاوت واضح وفرق شاسع ما بين المدخلات والمخرجات في المنظومة التعليمية .
وبالنهاية نحن نحتاج لنتائج حقيقية ذات أثر على أرض الواقع، نتائج قابلة للقياس وليس مجرد حالة ذهنية تصطنع النجاح وتتوهم التفوق .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى