سياسة المغرب بين الدبلوماسية الناعمة من جهة و الدق والسكات من جهة أخرى .

 

✍️ ثريا بن رحو

إن سياسة المغرب الخارجية، تحت قيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، “مبنية على الوضوح والطموح والشفافية مع أي دولة ”

إذ يمكن أن نضعها تحت تسمية الدبلوماسية الناعمة أحيانا و (الدق والسكات) أحيانا أخرى.
اذ تعمل المملكة المغربية دائما وعلى الدوام لتجسيد اهتمامها من أجل إحلال السلام عبر طرق وآليات أثبتت جدارتها مما جعل صوت المملكة مسموعا ونافذا بفضل المصداقية التي تتمتع بها لدى الجميع تحت القيادة السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس ،فهي تعمل على المستويين الإقليمي والدولي، في شتى القضايا الشائكة على الساحة الدولية من بينها القضية الفلسطينية. فهي تعتبر قضية أساسية في اهتمام المملكة، يقودها صاحب الجلالة محمد السادس بحنكة وتبصر مع جامعة الدول العربية ومع كل الأطراف السياسية المعنية وكل المؤسسات والتنظيمات الإقليمية والدولية ودعوته الدائمة إلى نصرة الشعب الفلسطيني و إحلال السلام عبر مفاوضات ناجعة تصون كرامة الشعب الفلسطيني، وتروم إلى إيجاد الحلول العادلة والعملية التي تنسجم حتما مع القرارات الأممية والشرعية الدولية، على أساس مبدأ الدولتين ودولة فلسطين عاصمتها القدس الشريف .
ومن هنا نجد المملكة المغربية حريصة أيضا على التشبث بالقيم الروحية والإنسانية وقيم التعايش والوئام والحوار لتكون الكلمة الفيصل فيه للسلام بدل النزاع، ويتجسد نهج الرباط في هذا الإطار في العديد من المبادرات الدولية التي طرحتها، و تبنيها للعديد من المواقع الداعمة للسلام.
كما عملت المملكة على تبني الملف الليبي الذي احتضنت أشغاله مدينة بوزنيقة تحت الإشراف المغربي/ الأممي، وأوضحت أن الحل لا يمكن أن يكون إلا ليبيا عبر سلسلة من جولات الحوار السياسي التي تعتبر المصدر الوحيد لحل المشاكل الخلافية بين الفرقاء الليبيين وبدعم من المجتمع الدولي وبعيدا عن الوصاية والتدخل الخارجي، وذلك في سبيل إنهاء هذا النزاع الذي امتد لسنوات وبالتالي تحقيق الأمن والاستقرار داخليا وامتداد ذلك إقليميًا و خلق الظروف المناسبة للمسار السياسي في سبيل الوصول إلى تسوية سياسية ينتهي معها أتون الصراع الذي استمر لسنوات،
كما للمغرب مواقف اخرى مهمة في إرساء السلام القاري على مستوى القارة الإفريقية وذلك عبر احتواء المهاجرين السريين من جنوب الصحراء وتسوية وضعيتهم داخل المغرب حتى يتمتعوا بكامل الحقوق والحريات مثلهم مثل المواطنين المغاربة وجعلهم ينعمون بحياة أفضل من الظروف التي نزحوا منها هربا من الصراعات والحروب داخل بلدانهم ليجدوا الملجأ الآمن داخل المغرب بحقوق مماثلة للمواطن المغربي .
وفي إطار الحوار فإن المغرب يعتبر نموذجا قيما ومثلا يحتذى به في الحفاظ على ضرورة الحوار بين الأديان في وقت يواجه فيه العالم المعاصر تحديات اجتماعية واقتصادية وكوارث بيئية معقدة للغاية، مع ما تطرحه من إشكاليات من شأنها أن تتسبب في انهيار القيم والمجتمعات وتؤدي إلى تناحرات طائفية ودينية تكرس للإرهاب والحروب والإبادة البشرية في اختلاف معتقداتها وأديانها في ظل غياب حوار الأديان .
وضمن المجال السلمي التنموي التي تسعى إليه المملكة المغربية تحت السيادة الحكيمة لصاحب الجلالة محمد السادس نصره فإن العمل والحفاظ على الاستقرار السلمي بمنطقة دول الساحل وشمال إفريقيا هو أساسي جدا فيما عملت المملكة على تأمين معبر الگوگرات كمدخل ومعبر للبضائع والمسافرين بعدما هددت أمنه مليشيات متطرفة تريد أن تضع القارة برمتها على صفيح ساخن، حظي قرار المغرب التدخل السلمي من أجل وضع حد للأعمال العدائية لمليشيات “البوليساريو” ومنعها تدفق الأشخاص والبضائع عبر المعبر الحدودي الكركرات، بمساندة ودعم كبيرين على المستوى الدولي.
المملكة والمقترح السلمي مقترح الحكم الذاتي، الذي يقدمه المغرب كخيار لتسوية النزاع بالصحراء المغربية والحفاظ على الأمن والاستقرار الإقليميين، فضلا عن مساهمتها في السلام والازدهار في منطقة الشرق الاوسط وشمال افريقيا.

وفي المجال السلمي التنموي الذي تسعى إليه المملكة المغربية تحت السيادة المملكة والمقترح السلمي مقترح الحكم الذاتي، الذي يقدمه المغرب كخيار لتسوية النزاع بالصحراء المغربية مشروع يكفل الأمن والاستقرار في المنطقة ويحفظ مصالح الدول الكبرى في أفريقيا، والحفاظ على الأمن والاستقرار الإقليميين. وخلق مشاريع تنموية على المستوى المحلي والقاري، ومن هذا المنطلق يوجه المغرب دائما إلى باقي الأطراف نداءاته لكي تغتنم هذه الفرصة من أجل فتح صفحة جديدة في تاريخ المنطقة، كما يعبر المغرب عن استعداده للإنخراط في مفاوضات جديدة وبناءة انطلاقا من هذه المبادرة، وكذا الاسهام لخلق مناخ الثقة والتعاون لانجاحها .
وختاما، إن المملكة المغربية سباقة إلى التعاون الفعلي الذي من شأنه أن يساهم في كل مجالات التعاون السياسي والاقتصادي والاجتماعي حرصا منها على بناء السلام الدولي والعالمي تحت القيادة الحكيمة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس الذي يسعى دائما إلى نهج سياسي عقلاني دبلوماسي رصين سواء على مستوى الجوار أو على مستوى المساهمة الفعلية في السلام والازدهار في منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى