بين بوعزيزي وجورج فلويد
كتبت |شذى الصوفي
قبل سنوا ت أشعل المواطن العربي التونسي الأفريقي النار في جسده ليموت محترقاً من شدة قهره وغضبه بعد قامت شرطية تونسية بإهانته وصفعه على وجهه , ولم يكن هذا المواطن البسيط يعلم أن النيران التي أحرقت جسده ستحرق المنطقة العربية وستؤدي إلى زوال أنظمة واندلاع حروب لازالت تحصد أرواح المئات من المواطنين في أكثر من دولة عربية حتى يوم الناس هذا فيما بات يعرف فيما بعد بالربيع العربي .
ورغم مرور سنوات على حادثة بوعزيزي والتي أوشكت أن تسقط من ذاكرة الشعوب العربية التي أثقلتها الجراح والمآسي منذ ذلك اليوم , وما حدث لبوعزيزي المنتمي لدولة أفريقية وكان سبباً دفعه لقتل نفسه وكان للشرطة يد فيها تكررت مرة أخرى مع جورج فلويد المواطن الأمريكي ذو الأصول الأفريقية والذي قتل على يد ضباط شرطة بيض واشعل موجة غضب اجتاحت المدن الأمريكية ورافقتها أعمال عنف وسطو لم تشهدها أمريكا من قبل .. وبكل تأكيد ستكون لهذه الحادثة انعكاسات في المجتمع الأمريكي وستؤدي إلى متغيرات قد تطال رأس النظام وليس من المتوقع أن تنتهي أثارها على المدى القريب وخصوصاً وأن القتل كان بدوافع عنصرية في المقام الأول .
وليس ما يجمع بين بوعزيزي وجورج فلويد أصولهما الأفريقية وانما ايضاً كلاهما ضحية التعامل السيئ والغير اخلاقي أو قانوني من قبل أفراد الشرطة الذين وجدوا لخدمة المواطن والسهر على راحته ولم يوجدوا لأذلاله واهانته وقتله , فالشرطة تمثل النظام والقانون وأن كان المواطن ارتكب جرماً مخالفاً للقانون فهذا لا يعطي أفراد الشرطة الحق بضربه وقتله تحت ذريعة تطبيق القانون والحفاظ على النظام , كما أنه من غير المقبول أن يقتل مواطن بسبب لونه وأصوله وبالذات في الولايات المتحدة الأمريكية البلد التي تتباها بأنها بلد النظام والقانون والعدالة والمساواة وبلد الحريات والحقوق المتساوية . ومن المفارقات أن أمريكا التي تعاقب الأنظمة الأخرى بذريعة القمع وانتهاك حقوق المواطنين والتضييق على حرياتهم , ومن قلبها تنبثق المنظمات الانسانية والحقوقية التي تعمل على مكافحة التمييز العنصري بكل أشكاله فيما هي منغمسة في مستنقع التمييز العنصرية بأقبح صورها وأفراد شرطتها يرتكبون الانتهاكات التي تعيبها على الأخرين وما مقتل جورج فلويد الا نموذج للتطرف العرقي والتمييز العنصري المتغلغل في ثقافة المواطن الأمريكي الابيض




