بايدن سيُكمل إدخال اليمن في الفريزر في ٢٠٢٣ ثم سينسى

 

✍️ عبدالقادر الجنيد

***
١ يناير ٢٠٢٣

هذا أول يوم في السنة الجديدة ٢٠٢٣.

وعندما نرى حصاد ٢٠٢٢ لأحوال اليمن سنجد أن أهم شخص فاعل في رسم معالم الوضع الحالي لليمن هو الرئيس الأمريكي چوزيف بايدن.

كل اللاعبين على المشهد اليمني، يدَّعون أمجادا وأفعالا درامية وحتى انتصارات ولكن عند تحري واستقصاء مشاهد اليمن المتتابعة منذ فوز بايدن برئاسة أمريكا في ٢٠٢٠، فإن بايدن سيظهر في الصور والمشاهد المتتابعة على هيئة القوة الوحيدة التي تعرف بالضبط ما تريد والتي يتسخر لها الطريق لتنفذ ما تريد والتي مستعدة للذهاب إلى مجاهل وأشواك ومقامرات ورهانات لتحقيق ما تريد.
وأيضا فإن الرئيس بايدن بعد ما فعل فعلته باليمنيين فإنه قد نسى اليمن وانصرف لمشاغله.

خطوات بايدن المتتابعة، أدخلت اليمن الثلاجة في ٧ أبريل ٢٠٢٢ عند تكوين مجلس الرئاسة القيادي اليمني وسيستمر بايدن في دفع اليمن إلى داخل صندوق التجليد (الفريزر)، ليتجَمَّد ويتجلَّد أبناء اليمن داخل بلادهم الممزقة في ٢٠٢٣.
ولا يمانع بايدن القوى اليمنية المتصارعة من محاولة تدفئة أنفسهم- من داخل الثلاجة- بالزَّعيق فيما بينهم أو حتى بممارسة اللعن والشتيمة للرئيس بايدن وأمريكا.

**
أولا: هذا هو ما شاهده بايدن
**

للأمانة، فإن الرئيس بايدن لم يقدم وعودا لأي أحد بأنه سيحل مشكلة اليمن ولا بأنه سيحمي اليمن من التوسع الإيراني.

قال بايدن جملة صغيرة واحدة فقط وهي أنه:
“سيوقف حرب اليمن”.
توقيف حرب اليمن عند بايدن يعني فقط وقف القِرَّاح والمعارك داخل اليمن.

نظر بايدن إلى “القِرَّاح” و “التفجيرات” داخل اليمن، فوجد أن حرب اليمن في الفترة من ٢٦ مارس ٢٠١٥ وحتى توليه رئاسة أمريكا في نوڤمبر ٢٠٢٠ قد تغيرت وقد تبلورت وأصبحت فقط، مجرد:

١- هجمات حوثية لا تتوقف على مارب مدعومة من حزب الله اللبناني والحرس الثوري الإيراني بغرض الإستيلاء على ثروات ونفط وغاز مارب.

٢- قصف بالمسيرات والصواريخ الحوثية والإيرانية على المنشآت النفطية والمدنية السعودية ردا على مساندة الطيران الملكي السعودي لليمنيين في الدفاع عن مارب.

**
ثانيا: هذا هو ما عمله بايدن
**

قرر بايدن أن من يُقَرِّحْ ويُفَجِّرْ في اليمن، هم الحوثيون وحزب الله اللبناني والإيرانيون.
واستنتج بايدن أن حرب اليمن ستتوقف فقط إذا تمت مراضاة المُقَرِّحين والمُفَجِّرين.

المراضاة:
*

١- نزع الرئيس بايدن تصنيف أمريكا للحوثيين كجماعة إرهابية.

٢- أمر بأن يقوم مكتب مساعدات التنمية الأمريكية بالتواجد داخل صنعاء عند الحوثيين ويقدم المساعدات بنفسه وليس عن طريق منظمات أخرى.

٣- عين الرئيس بايدن الديبلوماسي تيم ليندركنج مبعوثا أمريكيا مخصصا لليمن وبأوامر واضحة بأن يقوم بالضغط على السعودية لتقدم تنازلات للحوثيين والإيرانيين ولتضغط المملكة أيضا على الشرعية اليمنية لتقديم تنازلات للحوثيين.

٤- ومن المراضاة أن يقوم ليندركنج بإهداء الشرعنة الأمريكية والدولية للحركة الحوثية داخل اليمن.

٥- سحب الرئيس بايدن صواريخ باتريوت الأمريكية التي كانت ضمن منظومة الدفاع عن السعودية ضد الصواريخ والمسيرات الحوثية والإيرانية.
هذا كان يعني أن تخرج السعودية من حرب اليمن.

هذه مراضىاة ليس فقط للحوثيين ولكن للإيرانيين أيضا وبدون أي مراعاة للمخاطر التي قد تتعرض لها المملكة ولا أي اعتبار للمشاعر السعودية بالطريقة الفجَّة الجافة المفاجئة التي تمت بها سحب صواريخ الباتريوت.

٦- تم السماح بتدفق النفط الإيراني المجاني للحوثيين عبر ميناء الحديدة بقيمة ٣٠ مليون دولار شهريا.

٧- تم السماح برحلات خارجية من مطار صنعاء.

**
ثالثا: الحوثيون داخل ثلاجة بايدن
**

الحوثيون، يدعون بأن الرئيس بايدن لم يراضيهم ولم يرضهم وبأن كل ما أخذوه إنما هو من حقوقهم وأنهم لم يحصلوا عليه من الرئيس بايدن كهدايا أو رضوة أو مراضاة، وإنما انتزعوه بالحرب والقِرَّاح.

١- الحوثيون، يتململون ويريدون الخروج من ثلاجة بايدن والعودة للقِرَّاح والحرب.

محمد عبدالسلام، قال بعد انتهاء زيارة وفد سلطنة عمان لصنعاء:
“لا يمكن أن نذهب للحوار السياسي في ظل أجواء معقدة وشائكة وأزمات إنسانية واقتصادية”
هذه رفسة حوثية قوية ضد الرئيس بايدن.
يعني أن أي محاولات من بايدن وليندركنج لأي خطوات نحو حل المشكلة اليمنية، قد تجمدت وكأن الحوثيون لا يعترفون بأنهم داخل ثلاجة بايدن.

الحوثيون يقومون بالرَّفْس والتململ من ثلاجة بايدن بالرغم من أن الأمريكيين يعتبرون أنهم قد سلموا الحوثيين والإيرانيين قيمة الدخول إلى قفص التجليد أو الفريزر.

٢- الإيرانيون، يدعمون الرَّفْس والتململ الحوثي من داخل ثلاجة بايدن.
أمير عبد اللهيان- وزير خارجية إيران- استقبل محمد عبد السلام في سلطنة عمان بعد أن عاد مع الوفد العماني من صنعاء، وصرح:
“ينبغي رفع الحصار عن اليمن كضرورة إنسانية ملحة حتى يتاح لأبناء الشعب اليمني التنعم بظروف معيشية طبيعية”.

في القاموس الحوثي الإيراني، فإن كلمة “رفع الحصار” عن صنعاء، تعني تدفق الرحلات الجوية بين مطارات بيروت وطهران وصنعاء ويعني تدفق دخول ناقلات النفط الإيراني المجاني للحوثيين وغيرها من البواخر الإيرانية إلى ميناء الحديدة.

وزير الخارجية الإيراني أمير عبد اللهيان ووزير خارجية الحوثي “الحقيقي” محمد عبد السلام، يرفسان من داخل ثلاجة بايدن ويريدان المزيد.

٣- عبد اللهيان في السلطنة
*
أمير عبد اللهيان، أو أي وزير خارجية إيراني، لا يذهب إلى سلطنة عمان إلا عندما يريد تقديم تنازلات لأمريكا.

عبد اللهيان، قادم توا من طهران التي تم فيها في نفس اليوم طرد محافظ البنك المركزي لأن سعر الدولار الواحد قد ارتفع إلى ٤٤٠ ألف ريال إيراني يعني قرابة نصف مليون ريال إيراني.
المرشد الأعلى خامنئي ورئيس الجمهورية ابراهيم رئيسي ووزير الخارجية عبد اللهيان يتمنون لو يدخلوا ثلاجة بايدن لفترة قصيرة ليتم بالتالي وعلى الأقل إيقاف تدهور العملة الإيرانية.

وهناك أسوأ حكومة متطرفة في تاريخ اسرائيل التي ربما تقامر بمغامرة مجنونة وربما فاشلة ضد إيران ولكن الرد الإيراني مع ميليشياتها العربية قد تجعل المنطقة كلها على كف عفريت وتشتعل بينما يريدها الرئيس بايدن أن تبقى كلها داخل ثلاجة ليتفرغ لروسيا والصين.
وهذا قد يجعل عبد اللهيان يرغب في عودة الرَّغي وتضييع الوقت حول المشروع النووي الإيراني.

ولكن لن يحقق عبد اللهيان أي شيئ لأن بيع إيران طائرات الدرونز لروسيا لتضرب بها محطات كهرباء أوكرانيا يغضب أمريكا كثيرا.
لن تستطيع إيران إرضاء الرئيس الأمريكي بايدن والرئيس الروسي بوتين في نفس الوقت.

ربما تريد إيران دخول ثلاجة بايدن على الأقل ليتجمد ويتوقف تدهور قيمة العملة الإيرانية ولكن قدرتها العجيبة على شعبكة المواقف وإدخال ميليشياتها العربية العميلة في حروب طائفية لا تنتهي والزج بنفسها في حرب أوكرانيا لكسب مزيد من صداقة روسيا وربما لشيئ من أسرار التصنيع العسكري، قد يجعل بعض المواقف الإيرانية تتراوح بين خروج من الساونا إلى الثلاجة ثم العودة إلى الفرن ليشتعلوا من جديد.

**
رابعا: بايدن لا يمانع الرَّفس داخل الثلاجة
**

هذا ما سيوافق عليه بايدن في ثلاجة ٢٠٢٣:

١- يمكن للحوثيين أن يستمروا بشتم ولعن الأمريكيين، ولكن من داخل الثلاجة.
أمريكا، قد قبلت بفكرة تواجد الحوثي ولا توجد عندها رغبة في الصراع معهم أو مصارعة إيران بسببهم وبسبب تهديدهم للسعودية ولكنها مازالت تستكشف ما الذي يمكن أن يوافق عليه المسؤولون عن ملف اليمن في واشنطن أو لا توافق سياسيا ودبلوماسيا عن طريق ليندركنج.

٢- يمكن للحوثيين أن يضربوا ميناء الضبة في حضرموت بالمسيرات والصواريخ الإيرانية عند دخول أي سفينة لشراء النفط وأن يمنعوا تصدير غاز مارب عبر ميناء بلحاف في شبوة.

قد قرر بايدن بأن هذا نوع من الرَّفس داخل الثلاجة هو نوع من القِرَّاح المقبول.

٣- يرى بايدن بأن ليندركنج، يمكن أن يمتعض من الرَّفس الحوثي داخل الثلاجة ويمكن أن يتهم طلبات الحوثي بالتحكم بنفط وغاز حضرموت وشبوة ومارب، بأنها “متطرفة” ولكن هذا هو كل ما يستطيع أن تقدمه أمريكا للشرعية اليمنية المثلجة.

لسان حال أمريكا، هي أنه إذا كانت الشرعية اليمنية لا تستطيع تغيير هذه المعادلة الحوثية الجديدة التي عطلت بها تصدير النفط والغاز اليمني من ذات نفسها بنوع من القِرَّاح المضاد والرَّفس المقبول، فهذا من خيبتها وسوء حظها وعليها أن تتحمل هذا على نفس سياق أو قياس مبدأ:
“القانون لا يحمي المغفلين”.

٤- عندما يتضايق الرئيس بايدن من زيادة الرَّفْس الحوثي داخل الثلاجة، فإنه يستولي على باخرة إيرانية في طريقها من مضيق هرمز في الخليج إلى الحوثيين وعليها وقود للصواريخ الإيرانية وقطع تركيب للمسيرات الإيرانية وملايين الطلقات الرصاص والمقذوفات وآلاف البنادق والمدافع.

هذا يعني بأن هناك بواخر تهريب سلاح إيراني أخرى تصل بانتظام للحوثيين وأن الأمريكيين يقومون فقط بقرصهم في الأذن عندما تزيد حدة الرَّفس داخل الثلاجة.

٥- الحوثيون، عليهم الآن الاستمتاع أو المقامرة.
*
يمكن للحوثيين الإكتفاء بالاستمتاع بدخول النفط الإيراني المجاني وكل ما يمكن تهريبه من إيران مع التلذذ بالسيطرة المطلقة على اليمنيين المساكين الراضخين الخانعين تحت سيطرتها.
ويمكن للحوثيين المقامرة ورفع سقف الرهان والخروج من ثلاجة بايدن والعودة لحصار كامل وانقطاع النفط الإيراني المجاني.

ليندركنج لم يعد يذهب إلى الرياض أو أبو ظبي أو عدن بل قد تركزت رحلاته المكوكية على سلطنة عمان حيث يقيم من يدير السياسة الخارجية الحوثية وحيث تتم عمليات جس النبض بين أمريكا وإيران.

٦- إيران، ستوافق على بقاء الحوثيين داخل الثلاجة.
*
إيران، تفهم اللعب والمناورة أكثر من الحوثيين.
بايدن، يعرف بأن إيران رديئة ومجنونة ولا تستطيع البقاء على قيد الحياة ولا التوسع في بلاد العرب بدون معاداة أمريكا.
بايدن، يعرف بأن الإيرانيين مثل الحوثيين ولكنه يعرف أيضا أنهم براجماتيون ونفعيون أكثر من الحوثيين.

إيران، تستطيع أن ترى بوضوح بأن الحوثيين في وضع سياسي آمن وظروف عملائها المادية الشخصية جيدة وأوضاع الميليشيا العسكرية مريحة وقد لطش الحوثيون شرعنة غير متوقعة من أمريكا.
وعلى هذا فإن إيران ترى أنه يمكن أن يدفع الحوثيون قيمة كل هذا بالبقاء لفترة داخل ثلاجة بايدن.

إيران، ستوافق على بقاء الحوثيين في ثلاجة بايدن لعام ٢٠٢٣ على الأقل، ولكنها لا تستطيع أن تتخلى عن اللعن والشتم والمعاداة لأمريكا

٧- بايدن، يتغافل بأن الصراع بين الحوثيين وكل اليمنيين الآخرين هو صراع وجودي ولا يمكن أن ينتهي بمصالحة أو حل وسط يتم التوصل إليه عن طريق التفاوض.

بايدن، يرى أن إدخال الحوثيين وكل اليمنيين الآخرين داخل الثلاجة وبدون أي حل، هو الحل لكل المشاكل.

٨- بايدن، يتغافل عن أن الصراع بين إيران والسعودية، صراع وجودي على النفوذ والمكانة بين العرب والمسلمين وعلى الأماكن المقدسة وعلى مقاومة المملكة لتوسعات إيران وهيمنتها على البلاد العربية.

بايدن، يرى أن مشاعر السعوديين غير مهمة ومخاوفهم الأمنية غير مهمة ومحاذيرهم الدينية والقومية غير مهمة، وأن إدخال المملكة داخل الثلاجة، هو الحل لكل المشاكل.

**
خامسا: بايدن والشرعية والتحالف
**

الشرعية، لا شيئ بدون التحالف.
التحالف، يعني السعودية والإمارات.
الشرعية والتحالف قد تقوقعوا داخل أعماق أعماق ثلاجة بايدن.
بل حتى أنهم يتزودون بمولد إضافي لزيادة برودة فريزر ثلاجة بايدن.

التحالف، لا يمكن أن يعود للحرب بسبب إيران.

التحالف، كان أصلا قد أدرك أنه قد دخل مستنقعا لا قرار له داخل اليمن وكان يريد الفكاك.

ويمكن لركني التحالف أن يتفرغا لطموحاتهما في مجالات القوة الناعمة الفنية والرياضية والاقتصادية والعلاقات الدولية ويديرا ظهرهما لليمن بلعبة “الحَنَقْ” و “الزَّعل” من اليمنيين والأمريكيين والإيرانيين ويتركون اليمن في مرمى العواصف لتقذف بها إلى أي مصير.

التحالف، لم تعجبه طرق بايدن الفجة وسوء الألفاظ “الديموقراطية” و “الليبرالية” ولكنه شعر أنه يمكنه أن يرمي بمشكلة اليمن في أحضان الرئيس بايدن الذي قبل ببلاهة وبلادة لأنه كان أعمى وأصم وأعجم ومسحورا بفكرة الثلاجة.

وكأن التحالف- الآن- يقول للرئيس بايدن:
“ورينا شطارتك مع الحوثيين والإيرانيين (!)”

المشكلة، هي أن بايدن قد نسي اليمن تماما وحتى قد نسي أنه هو الذي صنع الثلاجة وأنه هو الذي وضعهم كلهم داخل الثلاجة.
بايدن، غاطس تماما بمشاكل أمريكا الداخلية وبحرب أوكرانيا وبصراع بلاده مع كل من روسيا والصين.

ولكن يبقى أن التحالف، مثله مثل الشرعية، لا يمكن حتى أن يرفس مثل الحوثيين داخل ثلاجة بايدن.

الأمل الوحيد للشرعية، هو أن السعودية لا يمكن أن تسمح بسقوط جارتها الجنوبية اليمن مثل جاراتها الأخريات داخل سلَّة إيران التي تمتلئ بالبلاد العربية.

الدول تدخل الحروب لسببين: أولهما التعرض للخطر والسبب الثاني الطمع في مصلحة.

السعودية لن تستمر في حرب اليمن
*
الأمل باستمرار السعودية في الانغماس في حرب اليمن يمر بحالة خفوت وذبول في الوقت الحاضر للأسباب التالية:

١- السعودية، قامت بضربة عاصفة الحزم الجوية في ٢٦ مارس ٢٠١٥ للوقاية من خطر استيلاء الحوثي على الحكم في اليمن.
وهذ أمر مفهوم.

٢- ضربة إيران لمنشآت آرامكو في البقيق وخريص في ١٤ سبتمبر ٢٠١٩ بالطائرات المسيرة وصواريخ، كشفت أن هناك مخاطر أكبر بانتظار السعودية إذا استمرت بمساعدة الشرعية اليمنية.
وهذا أمر مفهوم.

٣- انكشاف عدم قدرة أو رغبة أمريكا في مصارعة إيران حماية للسعودية أو دعما للشرعية اليمنية.
وهذا أمر مفهوم.

**
رابعا: مشكلة اليمن مع عام ٢٠٢٣
**

مشكلة عام ٢٠٢٣ هي أنه لا يوجد أي أحد متأكد من أي شيئ.

هناك حوافز عند لوردات الحرب والشرعية اليمنية والتحالف للبقاء داخل ثلاجة بايدن.

وهناك إحساس وإغراء عند الحوثيين أن خصومهم فرائس وطرائد طرية جاهزة، سيجعلهم يتبخترون ويلعنون ويصرخون ضد أمريكا ولكن سيكون هذا مجرد رَفْسْ ورقصات بَرَع وأناشيد زوامل داخل الثلاجة.

الشيئ الوحيد الذي يجمع عليه كل من في الداخل والخارج في ٢٠٢٣ هو استمرار تدمير اليمن فكريا ومذهبيا ومجتمعيا ومعنويا وماديا.
واستمرار تدمير الهوية اليمنية بالمذاهب الدخيلة وبتزوير وتشويه كتابة التاريخ.
واستمرار فقدان أجيال متعاقبة للتعليم والتدريب المهني.
واستمرار معاناة الناس مع العيش والأكل وشرب الماء وغاز الطبخ والكهرباء والتواصل والمواصلات.
وحتى المعاناة بالاستمرار على قيد الحياة وفقدان الكبرياء والكرامة اعتمادا على مساعدات سلال الغذاء والشحاتة من العالم.

**
رابعا: كسب بايدن الثلاجة وخسر اليمنيين والسعوديين
**

خسر بايدن اليمنيين
*
سمعة إدارة بايدن الأمريكية في الحضيض في مناطق الشرعية اليمنية.

هكذا نرى نحن اليمنيون سياسات الرئيس بايدن:
*
١- أمريكا، تلحق أضرارا جسيمة باليمن وبالدولة اليمنية وبوحدة وسلامة أراضي اليمن وتساعد على تمزيق اليمن إلى شراذم بقيادة لوردات حرب.

٢- أمريكا، تساعد على تمزيق النسيج الاجتماعي اليمني بشرعنة ومساعدة الحوثيين العنصريين الاستعلائيين في بسط هيمنتهم على اليمن.

٣- أمريكا تسهل عملية التوسع الإيراني داخل اليمن.

٤- أمريكا، لا تضع أي اعتبار لأهمية النفس الطويل الإيراني والصبر الإستراتيجي الإيراني والقدرات الإيرانية، وتغمض عينها ولا ترى أن مجموع القوة الإيرانية مع ميليشياتها العميلة أقوى بكثير من تلك التي عند اليمنيين العاديين والخليجيين والسعوديين وكل القوى العربية مجتمعة.

٥- تشغيل هذه الثلاجة الأمريكية وتقييد يد السعوديين في مساعدة اليمنيين وعدم حماية ظهر السعودية من إيران، إنما هو تسهيل لاستيلاء الحوثيين والإيرانيين على كل بلاد اليمن في زمن قريب أو خلال عدة سنين قليلة.

خسر بايدن السعوديين
*
وكذلك في السعودية، فإن درجة النفور داخل المملكة العربية السعودية تجاه أمريكا في أعلى درجاتها منذ ابتدأت صداقة البلدين عند توقيع اتفاقية على البارجة الأمريكية كوينسي بين العاهل السعودي عبدالعزيز آل سعود والرئيس الأمريكي فرانكلين روزفلت في ١٤ فبراير ١٩٤٥.

أهم ما جاء في هذا الاتفاق قبل ٧٢ سنة، هو:
“توفير الولايات المتحدة الحماية اللا مشروطة لعائلة آل سعود الحاكمة، مقابل ضمان السعودية لإمدادات الطاقة التي تستحقها الولايات المتحدة.”.
بايدن، أخل بأهم شرط في الإتفاق.
والسعودية، صارت تفكر باستقلالية وتحرر من طلبات ومصلحة أمريكا في أمور النفط والطاقة.

بايدن، يمكن أن يتسبب بضرر كبير لليمن ويمكن حتى أن يتسبب بجلب النحس والضرر لمصالح أمريكا.

وهكذا لا يمكن أن يفتخر الرئيس بايدن بالثلاجة التي قد تمكنه من وضع اليمنيين داخلها لمدة عام على الأقل وربما بعد أن يتجمد ويتجلد اليمنيون تسقط كل اليمن بين مخالب الحوثيين والإيرانيين إذا استمرت انقسامات اليمنيين واستمر خروج السعودية واستمرت ثلاجات بايدن وأمريكا بالتبريد.

مع تحياتي للمتفائلين بمناسبة رأس السنة الجديدة.

من صفحة الكاتب علو الفيسبوك

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى