المرأة بين الحجر الصحي والعنف الأسري…

✍️ ثريا بن رحو  

✍️ ثريا بن رحو
في ظل الظروف التي فرضها اجتياح
مرض كورونا على العالم وبسبب الحجر الصحي، جعل كثيرا من النساء يتعرضن للعنف، ضحايا وجدن صعوبات كثيرة في طلب المساعدة بين التصدي للوباء والحرب النفسية والعنف الجسدي الذي يتعرضن له داخل البيوت ، يقبلن ويتحملن وسط مشاكل ومعاناة أجبرتهم لمواجهة العنف الأسري بفقدان الأمن لأسباب عدة فرضها الوضع على العديد من الأزواج ضحيتها المرأة بالدرجة الأولى وتفكك الروابط وانعدام الثقة وتلاشي الإحساس بالأمان تصل إلى درجة تلاشي الأسرة بأكملها. وهذا ما نلاحظه كذلك في السنوات الأخيرة كثر واشتد العنف الأسري بالمغرب وبالمجتمعات العربية، سلوكيات تنخر جدران البيت الأسري وتسبب له الدمار ويعيش على ركام المشاكل والمعاناة التي لا حصر لها يصل حتى لجرائم قتل بين أفراد الأسرة الواحدة سلوك غريب على مجتمعاتنا العربية خاصة التي تؤمن بالأسرة كخلية متماسكة من أجل بناء مجتمع محافظ مترابط الذي يقدس التعايش والتضامن الأسري وإكرام الضيف واحترام الوالدين والأجداد والجار ومنهم أكبر سنا؛
مجتمعات تؤمن بأن الارتباط والزواج هو نهاية لكثير من اللأخلاقيات التي يمكنها أن تمس معتقدات وتقاليد وموروثات ثقافية تحدد الهوية العربية الإسلامية عنف بدأت أثاره تظهر بشكل كبير وملموس ترتفع أخطاره ملقية ظلالها على سلم وسلامة الأسرة التي تعتبر المؤسسة الاجتماعية والحصن الحصين لتربية الأبناء وتنشئتهم في ظروف ملائمة وصحية بعيدة عن كل المشاكل النفسية والمرضية التي يمكن أن يتعرض لها الطفل في بداية حياته إذ يعتبر الزوج والزوجة هم القوائم الحقيقية والأركان الداعمة للحفاظ على أمن وأمان هذه المؤسسة التي من المفروض أن تبنى بشكل يحترم كل مقاييس بناء أسرة أو بيت الزوجية، فاستنادا إلى قوله عز وجل (إنا خلقنا لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها ) فالله جعل للأسرة مكانة عظيمة يتخللها الود والرحمة والمحبة والسكينة . حيث تمثل الأسرة للإنسان المأوى الدافئ، والملجأ الآمن، والمدرسة الأولى، ومركز الحب والسكينة وساحة الهدوء والطمأنينة. لكن للأسف أصبحت العديد من الأسر يمسها الشتات والتفكك بسبب غطرسة الزوج وتعنيف الزوجة والأبناء الذين يعتبرون الضحايا الأهم في خضم هذه المشاكل والمطاحنات والعدوانية من طرف الأب على الزوجة و أبرز مسبباتها عادة وأكثرها انتشاراً هو تعاطي الكحول والمخدرات.
يأتي بعده في الترتيب الأمراض النفسية والاجتماعية لدى أحد الزوجين أو كلاهما أو اضطراب العلاقة بين الزوجين أو زوجات لا يلتزمن بمعاير بناء بيت خال من النكد ومشاكل الحياة.
إن ظاهرة العنف الأسري جاءت كذلك نتيجة للحياة العصرية، فالضغط النفسي والإحباط، المتولد من طبيعة الحياة العصرية اليومية، تعد من المنابع الأولية والأساسية لمشكلة العنف الأسري.
والعنف سلوكٌ مكتسبٌ يتعلمه الفرد خلال أطوار التنشئة الاجتماعية. فالأفراد الذين يكونون ضحية له في صغرهم، يُمارسونه على أفراد أسرهم في كبرهم. نتمنى أن نجد فرامل متينة وإجراءات صارمة وخاصة في هذا الوضع الحالي وضع الحجر الصحي لتقوية المناعة ضد السلوكيات الغريبة التي بدأت تتسرب لجسد مجتمعنا الذي لا يمكنه أن يتخلى عن أسرة سليمة لبناء مجتمع سليم منتج ومستقر، لان السلام المجتمعي هو الأساس الذي تبنى عليه أوطان صامدة وقوية.




مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى