المثلية الجنسية وجينات الحضارة

كتبت | سحر علوان

حرية المعتقد .. والمثلية الجنسية مع مرور الوقت اصبحت هذه المفاهيم معتقدات يؤمن بها المثليين ايماناً يقينياً فميول المثلية لديهم ليست أكثر من طبيعة موروثة في الحمض النووي البشري DAN يولد بها الإنسان ولا يمكن إزالته منه أو تغييرها فضلاً عن عقابه بسببها.. فالبعض يولد أبيض أو أسود والبعض الآخر يولد ذكراً أو انثى أو مثلي! وما عليه إلا الرضى بجيناته التي وضعت فيه.. فما حقيقة كل ذلك؟! في عام 2015 قام فريق من الباحثين بجامعة كاليفورنيا بالإعلان عن وجود بعض العلامات الفوق جينيه التي لها دور مباشر في ميول المثلية.. قامت مجلة ( nature) الشهيرة في الأبحاث العلمية بتلقي الخبر بحفاوة شديدة وتبعتها سريعاً عدة مواقع الكترونية علمية .. ولكن! شكك العديد من المحققين في نتائج الدراسة مثل الكاتب العلمي البريطاني Eid Bong(إيد بونج) والذي كشف بعض هذه الأخطاء وأوضح أنها شملت إستبعاد الفريق البحثي لمجموعة معينه من الإختبارات وأنتقاء مجموعة أخرى لتتوافق مع لوغاريتمات البحث الموضوعة مسبقاً من قبل الفريق البحثي. وبعد توالي المراجعات وجه استاذ علم الجينات Gon Gerli ( جون جيرلي) نقداً للدراسة انتهت إلى تصريح رئيس فريق الباحثين نفسه بخطأ الدراسة واعترافه بأن الدراسة قاصرة علمياً واحصائياً علينا أن نفرق بين الجينات الوراثية وبين السلوك العملي لكن إذا ما أردنا التعرف على الجينات ودورها عن قرب.. كثير من الناس يعتقدون أن الجينات تتسبب في سلوك نفسي مركب لكن الأمر ليس كذلك، في أغلب الحالات ينتج السلوك من تأثير جيني متفاعل مع العوامل البيئية وحرية الإرادة الإنسانية، أما القفز من جين معرف إلى سلوك معين هو أمر مركب ومعقد جداً. هذا هو أخلص ما توصلت إليه الدراسات في مجال إثبات الجينية المثلية وهي الدراسة التي ترأسها اخصائي الوراثة ( اندرا جانا) وقد نشرت نتائج هذه الدراسة في عام 2015 بمجلة ( ساينس) المرموقة في الأبحاث العلمية. اعتمد جانا في دراسته على فحص الجينيوم البشري ل 493 ألف انسان من الولايات المتحدة وبريطانيا والسويد لتصل في النهاية إلى أنه لا يوجد ما يسمى بالجين المثلي. وأن المثلية الجنسية مثلها مثل كل السمات السلوكية التي تتحكم فيها عدة عوامل والجزء الأكبر يتمثل في البيئة والمجتمع والأسرة والمحيط الذي ينشأ فيه الإنسان. يشرح الكاتب العلمي الأمريكي( ديفيد تنج) أن البيئة ودورها هي المسؤل الأكبر والأهم عن السلوك مع نوازع النفس البشرية وأن هذه العوامل تسيطر وتؤثر على الإنسان اكثر من الجينات المتوارثة وهذا ما يجعلنا نرى بأن العوامل الاجتماعية تؤثر في الإتجاه واكتساب المثلية  اكثر من الجينات بما لا يقارن. فقد تلعب الأسرة دور كبير في هذا الأمر وقمع الحريات في بعض المجتمعات يولد هذه الظاهرة لدى الجنسين. وكذلك دائرة الأصدقاء وتأثيرهم وأما القابلية المجتمعية والترويج الإعلامي وتضامن المنظمات الخفية ودعمها لمثل هذه الظاهرة باعتبارها قدر حتمي فهو اكبر دور تقوم به المؤسسات الإعلامية ومن خلال هذا الترويج نشطت الدعوة الإعلامية وتزايد الأمر بشكل مضاعف ومتسارع . كما ذكرت الدراسات والبحوث أن الأشخاص الذين تعرضوا للاعتداء والتذمر في مراحل حياتهم المختلفة هم الفئة الأكثر للميول لهذه المثلية.. ونتيجة للدراسات والبحوث العلمية والتجارب نستخلص أن ظاهرة المثلية الجنسية المنتشره ليست سوى سلوك إنساني متمرد للقوانين البشرية والدينية والسماوية أجمع وأن مثل هذه الظاهرة وانتشارها سيكون عبء ثقيل وغير أخلاقي ويدعو الى تهدم الروابط الإنسانية والبشرية أجمع. وأن ما يندد به مثل هؤلاء من الحرية والتطور ليسوا إلا أشخاصاً فاقدي الأمان والحرية والتطور السوي الذي يهدف لبناء المجتمعات وفقاً للتوازن وكلاً لما خلق له كذكر وأنثى .. وأن الحيوانات بطول مسيرتها الكونية ودورتها في الحياة لم تسجل حالة ميول مثلي لدى الحيوان وأن في المجتمع الحيواني يتصارع الذكور ليحصلوا على الأنثى، لا كما يتصارع البشر في مسخ هويتهم الذكورية أو الأنثوية.

مقتبس بتصرف من قناة( رواسخ)

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى