الزكاة و عيال طالب

 

✍️ الدكتورة اروى احمد الخطابي

 

سوف اعتمد اسماء رمزية تجنبا للحظر
في سنه ٢٠٠٥ عندما وصلت برلين اردت ان اتخصص في تاريخ اليمن الاقتصادي وكنت قد قررت ان اعمل رسالة دكتوراة عن دور شركات الهند الشرقيه البريطانيه والهولندية والفرنسيه في تجارة البن ولكن للاسف لم اجد برفسور مشرف على الموضوع والبرفسورة التى تمكنت من التواصل معها لم ترحب بالموضوع لان وثائقة في بريطانيا وليس في المانيا فاقترحت على تغيير الموضوع .
وبعد تفكير طويل وصعب قررت أدرس الإقتصاد اليمني في عهد الائمة من ١٩١٨ الى ١٩٦٢ . وافقت البرفسوره على الموضوع وطالبتني بالعوده الى اليمن وجمع الوثائق.
وفعلا عدت ثلاث مرات الى اليمن وفتحت السجلات وشفت وثائق لا تعد ولا تحصى وصورت بعضها ونقلت البعض الاخر باليد . شهور طويلة وعمل مضني للغاية . المهم بعد دراسة طويلة اكتشفت شيء خطير جدا . لا يوجد اي اقتصاد
لا يوجد اي تنمية لا يوجد اي مشاريع لا يوجد هيكل اقتصادي او تنموي او مالي لا يوجد استثمارات لا يوجد تجارة او زراعة او صناعة بالمعنى الحديث.
يوجد فقط جبايات
جبايات باسم الزكاة، جبايات باسم المكوس والضرائب ، جبايات باسم الجهادية، جبايات باسم الجرم والغرم جبايات باسم الادب .
كتبت اول فصل للبحث المالية وبعد مدة اكتشفت انه لا يوجد شيء سوى جمع المال فقط .
المهم اخبرت البرفسورة بما وجدت وقترحت عليها تغيير اسم رسالة الدكتوراة. وافقت البرفسورة على تغيير اسم الرسالة الى النظم المالية للائمة في اليمن من ١٩١٨ الى ١٩٦٢. وبعد الموافقة على تغيير الموصوع قررات اذهب الى ابعد نقطة في تاريخ الائمة في اليمن من وصول القاسم الرسي الى اليمن.
لقد كانت المفاجئة صادمة للغاية . اليمن اصبحت ملك لهم ارضا وانسانا. يفلح الانسان اليمني الارض فيأخذوا الغله، يربي الماشية فيأكلوا اللحم ويأخذوا البيض ويجمعوا الحيوانات لانفسهم . لاحقوا الفلاح الفقير على نفر القمح وحبات الدجاج وسمن البقر اليسير.
كان اول طلب للقاسم الرسي من اهل صنعاء في سنه ٢٨٤ هجرية تسليم الزكاة له وبعد ان رفضوا دعى عليهم بالفقر حتى يبيعوا زوجاتهم بالدرهم والدينار.
عشرات الائمة الظلمة القساه العتاه اللصوص افقروا اليمنيين اكثر من ١٢٠٠ سنه واكثر وداخلوهم في حروب الخروج على الحاكم الظالم وكل فريق منهم يخرج على الاخر ويقاتل باليمنيين اقرانه الهاشميين طالبين السلطة والمال.
لم يتركوا لليمنيين حياة ولا معاش ولا مال حتى هاجر اليمنيون الى اصقاع الارض هروبا من عسفهم الذي اسسوا له فقهيا والتى تجوز لهم اخذ المال باي وجة من الوجوه حتى لو بالقتل. وليس ادل على ذلك من فتوى الامام الاهم في الدولة القاسمية الامام المتوكل على الله اسماعيل الذي اصدر فتوى ارشاد السامع في جواز اخذ اموال الشوافع وبرر ذلك بانهم كفار تأويل وعندما اعارضه القاضي الحسن الجلال بأن ذلك لا يجوز وانه يستوجب عقاب الله رد عليه الامام بان الله لن يعاقبني الا على ما تركت لهم . هكذا بكل صلف.
وعندما قامت دولة الامام يحي نزع اخر نفر حب واخر بيضه واخر عصرة كراث من افواه اكثر الشعوب فقرا وجوعا ومرضا بالقوه والقسر والاجبار والعسف ، وعندما كانت تعجز بعض القبائل عن استيفاء مطالب الامام الباهضة كان يرسل عليهم جنوده خطاط ينامون في منازلهم وياكلون ما بقيا من طعام اطفالهم ويشربون مابقي في ضروع ابقارهم الجافه من حليب . هكذا تعامل ائمة بيت حميد الدين مع اليمنيين . وعندما قامت ثورة الربيع العربي جاء الهاش م ي ين اللهاي كلاس ينتقدوا الجمهورية ثم اسقطوها وجابوا لكم الامام الحوثي يعمل لكم لوحات بالالاف ليقول لكم ادفعوا بالتى هي احسن قبل لن نأتي نسحبها من كروشم.
وفعلا فعلوا فبيان الغرفة التجارية الذي صدر قبل ايام يدل ان خطاط بني طالب لن ينقطع.
عموما لمن يريد سلام مع هؤلاء حتى عبد لن يرضوا بك ياضاك.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى