الذي يرفض فكرة الإمامة ومشروعها العنصري البغيض يرفضه جملة أو يأخذه جملة..

✍️ فهد سلطان

الذي يرفض هنا ويقبل هناك، وينتقي حسب المزاج فهو التناقض البائر؛ وهذه الفئة غير قليلة داخل المجتمعات، واليمن أخذت منهم حظًا وافرا.
ستجد من يرفض الإمامة سياسيًا لكنه يحتفظ في نفس الوقت بكل تراهاتها المدخلة في الدين قسرًا والثقافة، وسيحشد كل المبررات لوجودها وأنها شيء والإمامة شيء أخر، والأهم أنه لا يرى ذلك تناقضًا وليس عنده الاستعداد من حيث المبدأ للنقاش حولها، هؤلاء بالتحديد جروا على تاريخنا الكثير، يغالطون أنفسهم من حيث لا يشعرون، ويدفعون الأثمان وشعوبهم مضاعفة.
إن أخطر ما فعلته الإمامة، أنها تعاملت بمكر وخبث ودهاء على طول تاريخها السياسي.
تعاملت بمكر السياسي فيما تعامل المقابل لها بسذاجة الدرويش، والسُذج في حياة أصحاب المشاريع العنصرية قليلون؛ لأن هذه الصفة لصيقة بالمتدينين.
لا يمكن أن تقتلع فكر عنصري بغيض مالم تجتث كل تفاصيله العالقة في الفكر بنفس القدر الذي تفعله في ساحة السياسة وربما أن الفكر ممهد للسياسي وليس العكس، وأسوء ما فعلته سبتمبر أنها هشمت الرأس السياسي للإمامة وأبقت الذنب، فعاد وجدد نفسه من جديد، وها نحن نعود إلى المربع الأول، وندفع أثماناً باهظة، وما كان أغنانا عن كل ذلك.



مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى