مابعد الحفلة؟؟؟

أحلام شاكر

الحفلة الكبيرة و الفستان الأبيض والهدايا والاحتفالات وان تكون محط اهتمام الجميع ومصدر سعادتهم كلها أشياء مغرية وجميلة جدا ظاهريا ينطوي تحتها استضافة شخص آخر في حياتك لتمضي معه عمرك الذي لم تري منه إلا أقل من الثلث وانتي فتاة لم تر من الدنيا شيء بعد… أليس ذلك مبكرا جدا؟!! وبالأخص إذا كان شخص غريب عنك تماما لا تعرفين عنه إلا ما قد يقال انه شخص جيد… ألا تتفقين معي انها مغامرة خطيرة؟!!!…ان تضعي حياتك كلها بين يدي شخص لا تعرفينه؟

أود عزيزتي أن اخاطب عقلك الذي ما يزال غضا وفطرتك السليمة بأن تتريثي قليلا.

جميعنا نملك الخيار عندما يكون هناك مفترق طرق فإما الإستسلام والخضوع لضغوط من حولنا بالسير وراء آراء من يرون أن هذا الاختيار جيد من منظورهم الشخصي الذي لا يتوافق بالضرورة بما يناسبك. أما الخيار الثاني، وهو ما اشجعك عليه، هو أن تحلمي وتسعي بكل ما أوتيت من قوة وعزم وإرادة لتحقيق حلمك. فالزواج يجب أن يكون أحد جوانب حياتك وليس محور حياتك كلها.

أليس من الأفضل أن تعيشي حياتك كلها كإنسانة لها حقوق تتمتع بها.. وانا اؤكد هنا أن هذة حقوق وليست مجرد كماليات نحصل عليها عندما يتكرم بها علينا ولي الأمر.

صغيرتي ابدئي برسم تصور واضح واهداف لما تتمنين أن تصلي إليه بعد عدد معين من السنوات ولتبدأ خارطة طريق حياتك بالتعليم والمحافظة على الأخلاق العالية والقيم النبيلة المحافظة والتي من شأنها أن تساعدك على الإستقلال نوعا ما بحياتك والاعتماد على ذاتك دون رهن حياتك وسعادتك تبعا لما يريده لك الآخرون أن يكون.

إحصائيات مخيفة صدرت عن منظمات الأمم المتحدة تقول أن نسبة الزواج المبكر ارتفعت حتى وصلت 48% .. أي تقريبا نصف بنات اليمن يتزوجن وهن صغار وما زلن تحت السن القانوني.

بالطبع هذا الأمر له تبعات خطيرة نفسية وجسدية على طفلة تتزوج من رجل بالغ مكتمل النمو مما يؤدي في حالات كثيرة على الطلاق أو أن ترغم الفتاة على احتمال ظروف معيشية قاسية خوفا من الحصول على لقب مطلقة… لابد وانك قد رأيت و سمعت الكثير من القصص المماثلة في مجتمعنا الذي يدعي انه محافظ ولكن بعد كل هذا لا أدري ما الذي يحافظ عليه إذا كان لا يرى في المرأة سوى احتمالية جلبها للعار له ويفرح ويتفاخر بالتخلص من مسئوليته تجاهها.

تذكري غاليتي أن طريق النجاح ليس سهلا ابدا ولابد من تضحيات وتنازلات وفقا لمبادئنا وقيمنا كفتيات يحملن عبء رفع شرف انفسهن واسرتهن في العالي، وان لا شي مستحيل فبإمكانك دائما الحصول على ثقة من حولك وخصوصا ولي أمرك والذي باللين والتواصل المستمر والفعال سيصبح في صفك.

احلمي واحلمي واحلمي وستصلين لغايتك بتفانيك واجتهادك بعون الله لأن ما بعد الحفلة هو المهم!

دمت سالمة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى