الجزرة و الحمار

 

✍️ بسمة العواملة

يحكى أن هناك مزارعاً و راعياً في بلاد تُبعد الالاف الاميال عن بلادنا كانا يتسامران و يتحدثان في احوال البلاد و العباد فقال المزارع البسيط للراعي ، اتدري يا صديقي انه من أجمل ما في بلادنا ان هناك مجموعة ما يطلق عليهم “النخبة” ومن محاسن الصدف أن هذه النخبة تصلح لكل زمان و مكان و لكل منصب ، بحيث أن كل شخص فيهم يفهم في كافة المجالات كالطب و الهندسة و القانون و الفيزياء و الكيمياء و علم الذرة ايضاً ، اي في جميع التخصصات لهم بصمة واضحة
فأجابة الراعي نعم يا صديقي الحمدلله ما نراه من نتائج ملموسة على ارض الواقع من تطور و ازدهار ، ما هو الا بجهود و علم هذه النخبة التي حبانا الله بها ، والتي لولاها لكان الوضع كارثي ، و لم استطعنا عبور كل هذه الصعاب و التحديات التي تواجهنا ، و قد تساءلت يوماً بيني و بين نفسي ترى لو لم يكن لدينا هذه النخبة من الاسماء اللامعة الرنانة ، كيف سنستطيع دفع عجلة التنمية السياسية والاقتصادية الى الامام و كيف لنا أن نحرك الركود المزمن في ملف الاستثمار ، ياللهول و كيف لنا أن نتابع تطوير ملف التعليم و الصحة ، وماذا عن رفد الموازنه العامة بالاموال لفتح المشاريع و اقامة الصناعات و اقناع باقي المواطنين بالترشح للمجلس القروي او للمخترة ، و كيف كنا سنستطيع أن نصيغ قانون للضريبة يراعي مبدأ العدالة الاجتماعية و يأخذ بتصاعد الضريبة ، و كل المبالغ التي تُدفع تنعكس على جودة الخدمات المقدمة ، رد عليه المزارع صدقت ، و لا تنسى كيف ان لدينا مدارس و تعليم نموذجي و مستشفيات حكومية تضاهي الخاصة في خدماتها ، الحمدلله الذي حبانا بهذه النخبة التي لولاها لكنا الان قد تراجعنا في كافة المجالات و لم نكن لنتقدم في ملف الطاقة الذرية!!
هنا انتفض الراعي بالقول ، يا صديقي لذلك ما اجمل أن نظل نحن الحراثين في خدمة هذة النخبة التي حباها الله من الذكاء و النبوغ الشيء الكثير ، لذا علينا أن ندعوا الله سراً و علانية أن لا تنتبه الدول المجاورة لنخبنا هذه ، كي لا تغريهم بالاموال و الثراء حتى يعملوا لديها و يتركونا نحن ندير البلاد ، اقسم لو حدث ذلك لا سمح الله ستكون النتائج لا يعلمها الا الله وحده
انتفض المزارع موجهاً حديثة للراعي ( وحدّ الله يا رجل فال الله ولا فالك ) انت بهذا و كانك حكمت على البلاد بالخلاص من هذه النخبة
كان بودي لو شاركتهم النقاش لادلو بدلوي و اقول لهما ايها الاحمقين او الاحمقان
لو لم يكن قي البلاد مثلك ايها المزارع و انت ايها الراعي ، لم وصلت البلاد الى ما وصلت اليه من التقهقر و التخلف
لتم مساءلة و محاسبة هذه النخبة على ما اصاب البلاد من نخر و تصدع في جميع المجالات و عن الكم الهائل من الاستنزاف الحاصل في الخزينة ووو …..
و لكن ما دمتما تؤمنان بنظرية الحمار و الجزرة فسيظل الحال على ما هو عليه ، حتى يقضي الله امراً كان مفعولا
اقول قولي هذا و ادعوا الله أن يغير الحال باحسن منه

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى