من القِـمّة إلى .. القُمقُم؟!

 

✍️ فكري قاسم

كان لدينا في التاريخ (أسعد الكامل) جد اليمنيين الأول، شق طريق تجارة البخور، وكانت رحلة الشتاء والصيف أول سوق عالمية للتجارة.

والآن (يحنب) اليمني بقيمة قصعة فول؟!

هذا هو الانحطاط بعينه.

من يتصور أن إنسان اليمن الذي بنى عبر التاريخ حضارة عريقة وطوّع الطبيعة القاسية لصالحه وسكن أعالي القمم، يعيش الآن في “القُمقُم”، ويتعرض لصنوف المهانة والعذاب اليومي المستمر.

لا كهرباء، لا ماء، لا ديزل، لا بترول، لا غاز، لا خدمات صحية لا تعليم ينمي الذهن، لا أمن، لا قانون، لا متنزهات، لا فرح، لا هدوء، لا استقرار، لا رواتب؛ لا أحلام، لا فنون، لا دولة ولا رجال يخجلون على الأقل من جدهم (التُبّع).

كان لدينا في تاريخنا العتيق رجال صماصيم.

وكان اليمني ابن الحياة الذي لا يعرف المهانة والتسول، لكن (البغال) أهانوا أهالي أهلنا، وأحالونا من شعب مُنتج إلى شعب قاطع طريق.

من شعب بهيج لديه إرث فني وحضاري متنوع إلى شعب (مُقرِّح)، واللي ما يقرحش رصاص يقرح (فيوز)، واللي ما يقرحش فيوز، يقرح الضمار، واللي ما يقرحش الضمار، يقرح رأس صاحبه!

واللي ما يقرحش رأس صاحبه، يقرح القلب وهو يكلمك ببلاهة أن سقوط الدولة بيد الجماعات الدينية يعني ثورة من أجل المستقبل..!

ومن يصدق بأن اليمني الذي بنى أول المجتمعات الحضرية في صنعاء القديمة وفي شبام حضرموت؛ في الوقت الذي كان كل ما هو محيط باليمن مش أكثر من صحراء وخيام وبدو رحّل.

واليوم البدو أصبحوا دولًا كبيرة

وبنوا مجتمعات متحضرة

واحنا نتقاتل في زغط على طاقة مفتوحة إلى بيوت الجيران؟

كانت الملكة بلقيس و(الملكة) أروى بنت أحمد الصليحي قبل الملكة إليزابيث وقبل هيلاري كلينتون وقبل “سمن البنت” كمان

وكانت المرأة نص المجتمع، والرجال ملوك.

اليوم لا عد ملك نفخر به، ولا امرأة ولا رجل ولا مجتمع، وماعد إلا شوية بغال يتصدرون المشهد!

بغال أهانوا بلادنا وأهانونا ومرمطوا بكرامتنا وأحالونا بين خلق الله إلى شعب مطنن.

والمطنن بالمناسبة: إنسان سُرِقت منه أشياؤه الثمينة دفعة واحدة، وفي المعمورة كلها لا يوجد شعب تعرض للسرقة كما هو الشعب اليمني المُطنن بامتياز….!!

* نقلاً عن موقع اليمني – الأميركي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى