الإرادة سلاح المرأة في الحياة

أحلام شاكر

لا يمكن أن تكون المعاناة عائقاً أمام الطموح والإبداع  وما دمنا نمتلك الإرادة والإصرار واثقين من أنفسنا وقدراتنا فستزول من أمامنا كل العقبات وتتلاشى من طريقنا المعوقات وتتكسر على جدران أرادتنا وعزيمتنا كل ما يؤدي بنا إلى دهاليز اليأس وظلمة الاستسلام والخضوع للواقع المر .

لم تكن طريقنا مفروشة بالورد ..واجهنا الكثير من الصعوبات والتحديات ومورست علينا الكثير من الضغوط لنترك الدراسة ونتخلى عن أحلامنا ونقبل بعروض الزوج كخيار حياة للمرأة وقدر لا مفر منه كونه سنة أزلية من سنن الحياة طال العمر أم قصر .

فما الداعي اذاً لتشعل المرأة نفسها بهموم الدراسة ومتطلباتها ؟؟ ولماذا تهدر وقتها وجهدها ما دام مصيرها إلى بيت الزوجية لتقوم بدورها في الحياة والمحصور في انجاب الأطفال وتربيتهم ورعايتهم وتلبية حاجاتهم ؟؟

هذه هي غاية وجود المرأة ومنتهى طموحاتها من وجهة نظر مجتمع لا يرى منها سوى جسدها وتركيبته الفسيولوجية الذي لا يؤهلها لغير الزواج وانجاب الأطفال ,, بمعنى أخ حاضنة وفقاسة أطفال فقط .

الكثير منا وقعن ولا يزلن إلى يوم الناس هذا ضحية هذه النظرة وقبلن بدون وعي الخضوع لقوانين المجتمع وعاداته البالية ونزلن عند رغبات الأهل الذين يعتبرون أن الزواج هو المستقبل الحقيقي للبنت ..وفي المقابل الكثيرات منا أيضاً رفضاً ذلك واصرين على اكمال الدراسة وتحقيق أحلامهن وطموحاتهن رغم المعاناة فحلاوة النجاح تنسي مرارة الالم ,, ولنا أن نتصور حجم الألم الذي يعتصر قلب واحدة منا حين يتم اسعافها إلى المشفى لتجد أن الطبيبة التي تقوم بعلاجها كانت ذات يوم زميلتها في المدرسة وتقاسمت معها أمنياتها وأحلامها .. ومما يزيد من المها أنها كانت تطمح أن تكون طبيبة ..تحاول جاهدة أن تخفي شخصيتها عن زميلتها الطبيبة وفي نفس الوقت يشدها الحنين والذكريات للأيام الجميلة التي قضيناها معاً طوال سنوات الدراسة الثانوية وتتمنى أن تحتضن زميلتها وتبكي على صدرها وتخبرها بالجريمة التي ارتكبتها بحق نفسها يوم تخلت عن حلمها .. هي اليوم ربة بيت وأم لسبعة من الاولاد والبنات أما زميلتها التي انقطعت عنها بعد زواجها مباشرتاً تمسكت بحلمها واصبحت طبيبة كما تمنت وربة بيت أيضاً ..الفرق بينهما أن زميلتها أجلت ما يمكن تأجيله ورفضت الزواج قبل أن تكمل دراستها وتحقق حلم حياتها بينما هي خضعت وتخلت عن أحلامها وقبلت أن تكون زوجة وأم فقط رغم أن ظروفها كانت أفضل بكثير من ظروف زميلتها التي قاست الأمرين وعانت كثيراً قبل ان تصل إلى ما هي عليه اليوم .

خلاصة القول.. بايدينا نستطيع تغيير واقعنا واذا امتلكنا الإصرار وتسلحنا بالإرادة وتمسكنا بأحلامنا وطموحاتنا ورفضنا الخضوع  لعادات المجتمع وتقاليده ومهما كانت معاناتنا ومهما واجهنا من تحديات وصعوبات . فمن رحم المعاناة يتولد الابداع .

# المقالة مستوحاة من قصة حقيقية   

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى