تحليل عميق لاخر الاوضاع العالمية وتاثيرها المباشر على الشرق الاوسط

✍️ العزيز شعلان عليان ابو خلدون

اعزائي. احب ان أشارككم تحليل عميق لاخرالاوضاع

كنت قبل قليل في حوار على الواتس آب مع ابن شقيقي الطيار فراس عليان، وقال لي أن أسوأ المتأثرين من ذوي الرواتب العليا من تلك الجائحة هم الطيارون. وهو محجور في الانتركونتنتال بعد أن أحضر أردنيين من ماليزيا. وقال لي نتقاضى 20 في المائة من رواتبنا، وعادة الطيار التجاري متوسط دخله الشهري من 10 إلى 14 ألف دولار في الشهر. ومن الطبعي أنه رتب نفقاته الشهرية على أساس هذا الدخل. للأسف الأوضاع ستتردى بل ستزداد ترديا في العالم العربي والإسلامي والعالم الثالث بشكل عام. إليك الأسباب: الدول المانحة مستنزفة ولن تتمكن من ضخ أموال في المنظمات الدولية العاملة في المجال الإنساني كما كانت تفعل من قبل، وهذه المنظمات ليس لديها أي استثمارات حتى تحقق أرباحا تغطي النقص في التمويل. الدول تعاني اقتصاديا حتى في البلدان المتقدمة النمو. ولا تنسِ أن 80 في المائة من العالم يعيش على 20 في المائة من العالم. ونفقات الأمم المتحدة وغيرها من المنظمات الفرعية والشقيقة التابعة والمنتسبة إليها كلها تتكفل بنفقاتها 15 في المائة فقط من مجموع الدول الأعضاء البالغ عددها 193 دولة. ومن هنا فإنه في ظل الظروف الحالية لن تتمكن الدول المانحة بصورة تقليدية من تقديم أي مساعدات تُذكر للبلدان النامية الفقيرة بعد الآن أو على الأقل للسنوات الخمس القادمة . كثيرا من الدول في العالم الثالث، تقول ليس عندها خسائر تُذكر في الأرواح والممتلكات جراء الجائحة. وكذلك اليوم بدأت تروج إمارة دبي وتدفع لكتاب ينشرون باللغة الإنكليزية هنا أشياء إيجابية ملفقة تنطوي على إشادة بقوة بنيتها الاقتصادية وملاءتها المالية، وتقول بأنها ستخرج أقوى من ذي قبل، أي قبل الجائحة، وأن السياحة ستزيد، والفنادق معظمها مشغول، والأمور المالية ستتحسن كثيرا، وتُكَّذب تلك النشرات أو المروجون ما قالته وكالة بلومبيرغ الأمريكية في تقرير لها عن الحالة المالية في دبي. صحيح، إذا اتبعنا أسلوب الإحصاءات من الصعب التوصل إلى رقم دقيق في ظل الظروف الحالية. الحالة الراهنة مثل زلزال حدث، والشرطة والجهات الصحية وجدت 4 أشخاص متوفين فقط، ولكنها لم تعمل على إزالة الردم لكي تقف على الخسارة الحقيقية وتنشر كم عدد الناس الراقدين تحت المباني المهدمة حتى تعرف كم من الضحايا مدفون تحت الردم. ومثلا تسمع في حالات الزلازل أن هناك 4 وفيات و200 مفقود، طبعا لا تستطيع السلطات في أي بلد أن تعتبر المفقودين في عداد الموتى لأن وفاتهم لم تتحقق بعد من الناحية القانونية، ولكن إذا لم تسمع صوتا لهم وظلوا أسبوعا تحت الردم فيمكنك أن تقول إن 80 في المائة منهم في عداد الموتى. الأوضاع سيئة في العالم العربي والإسلامي. والدول النفطية، خاصة السعودية والإمارات تنزف ماليا، ومن جميع الجوانب. مع خالص تحياتي.
سبق أن حذرت قبل أكثر من ثلاثة أشهر من الحالة في مصر. وتحقق ذلك، فقد بلغ عدد الوفيات أكثر من 800 حتى الآن، وقلت إن مصر قنبلة موقوتة من حيث الوباء، والقنبلة تقول تيك تيك تيك. ولا بد من أن تنفجر، والمسألة مسألة وقت، وفعلا بعد شهرين انفجرت، ولكن الانفجار على مراحل لأنه توجد أكثر من قنبلة موقوتة فيها. وستستمر الوفيات للأسف.

أما أمريكا فستنجو كما يقول المثل الإنكليزي (By book or by crook) (يعني بالحق أو بالنصب) على الرغم من أن الوفيات تقترب من 100 ألف شخص، ولكن الناحية الاقتصادية جيدة ومتينة فيها، الحكومة دفعت آلاف البلايين من الدولارات لأرباب العمل والشركات الكبرى وشركات الطيران لدفع رواتب موظفيها، وضخت الكثير من الفلوس، ووزعت على كل أمريكي 1200 دولار. وثمة حقيقة الناس لا تعرفها، ألا وهي أن أمريكا لم تضع حدودا لتغطية الخسائر المالية، السبب بسيط جدا وهو أنها مستمرة في طبع الفلوس الورقية من دون أي تغطية مقابل الذهب أو السندات الحكومية. ومن يجرؤ أن يقول لأمريكيا أنك تطبعين عملة غير مغطية؟ لا أحد. الدولار سيهبط، ولكن هذا سيساعد في الصادرات الأمريكية. ولكن الدول التي تدور عملتها في فلك الدولار، بل ترتبط به، ربما تهبط بالتبعية وكنتيجة منطقية.
من حيث العمالة المغتربة، لبنان والأردن سيعانيان اقتصاديا واجتماعيا كثيرا جراء تسريح العمالة الماهرة من هذين البلدين في الإمارات وفي السعودية لأن مواطنيها لا يعملون في مهن بسيطة بل في مهن تدر دخولا عالية. السعودية والأمارات، والكويت إلى حد أقل، بصدد الاستغناء عن هؤلاء الناس حتى في القطاع الخاص، لأن مصدر الفلوس معظمها يأتي من الحكومات، وإن كان الشخص يعمل في القطاع الخاص. فإذا عادت تلك الأعداد إلى لبنان والأردن وسوريا ستكون خسارة مضاعفة لأن المغتربين لا يعولون أنفسهم فقط، يل يعولون أهلم وذويهم في الأردن ولبنان وسوريا، وتلك العاملة التي ما برحت لسنين سندا وعونا لأهلها في البلد الأم ستصبح عبئا على هذين البلدين، ومما يزيد الطين بلة أنه لا توجد مجالات تستوعبها أو تستغل طاقاتها. وهذا شيء سيكون مخيفا لو تحقق.
طبعا هبوط الدولار، سيساعد في الصادرات الأمريكية. والصين كذلك ستنتعش وتعود أقوى لأن أضرارها بسيطة وعادت فيها عجلة الإنتاج وهي كما هو معروف تصدر كل سيء لأمريكا وغيرها من دول العالم، حتى معظم الأدوية واللوازم الطبية أمريكا تستوردها من الصين.
قبل حوالي 57 عاما قرأت مقالا منشورا في مجلة العربي الكويتية، وكانت من أحسن المنشورات العربية في ذاك الوقت. وما زلت احتفظ بذلك العدد من مجلة العربي، قال الفيلسوف الإنكليزي برنارد شو في ذلك المقال ما يلي: عندما تستيقظ الصين، سيرتجف العالم.” وهذا القول بدأ يتحقق. مع خالص تحياتي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى