حل سوليڤان لليمن بترقيع الأخزاق سوليڤان وأمريكا والانفصال

 

✍️ (عبدالقادر الجنيد)

كل يوم معنا حالة أو شخص يلفت الانتباه ويبدو كأنه مؤثر بارز في مجرى الأحداث في اليمن.
المؤثر الأكبر يومنا هذا، هو چيك سوليڤان Jake Sullivan.

منصب مستشار الأمن القومي الأمريكي
*
يمكن اعتباره، أهم منصب في أمريكا وهو العقل المفكر الإستراتيجي لأمريكا والمسؤول عن درجة انغماسها في الصراعات الخارجية.

عمليا، تعتبر المخابرات الأمريكية ووزارة الدفاع ووزارة الخارجية ووزارة الخزانة والمساعدات الدولية، أدوات لتنفيذ أغراض الإستراتيجية الأمريكية وبالتالي أدوات بيد مستشار الأمن القومي.

هنري كيسنجر
*
أشهر من اعتلى هذا المنصب، هو هنري كيسنجر وينسب إليه:
سياسة الوفاق لضبط الصراع مع الإتحاد السوڤييتي
جذب الصين نحو أمريكا
تأليب الصين ضد الإتحاد السوڤييتي
الانسحاب من حرب ڤييتنام
إخراج مصر من الصراع مع إسرائيل
تحويل مصر إلى حليفة
ترك المشرق العربي وفلسطين ساحة مفتوحة لإسرائيل

بريزينسكي
*
زبيغنيو بريجينسكي، ينسب إليه:
أول من تنبأ بانهيار الإتحاد السوڤييتي
أنشأ الجهاد الإسلامي ضد الشيوعية
أنشأ الأفغان العرب بأموال السعودية “الباب الدوار”
جند العرب والمسلمين لمحاربة الروس
تسبب بهزيمة السوڤييت في افغانستان
تسبب بانهيار الإتحاد السوڤييتي
تسبب مجاهدوا أفغانستان بظهور تنظيم القاعدة الإرهابي

كونداليزا رايس
*
أنشأت محور المعتدلين العرب الممالئ لإسرائيل
شقت منظمة التحرير الفلسطينية بدحلان والمعتدلين
دورها كبير في تمييع تأييد العرب لكفاح الفلسطينيين
غزو وتحطيم وإنهاء العراق- بدون مبرر- تم على يديها
إسقاط العراق تحت قبضة إيران، هو نتاج أفكارها

چيك سوليڤان
*
المسؤول عن فكرة إنفاق تريليونات دولارات للبنية التحتية الأمريكية لمواجهة الصين
المسؤول عن التصدي للصين في العالم
المسؤول عن ضرورة هزيمة روسيا في أوكرانيا
يحاول استعادة السعودية بعد أن فقدتها سياسة الرئيس بايدن
يحاول إنشاء محور مع السعودية والإمارات وإسرائيل ضد إيران
لا يمانع من بسط إيران لنفوذها على اليمن وغيرها مقابل تخليها عن المشروع النووي
يصمم على تجميد حرب اليمن تحت سيطرة لوردات الحرب الحاليين

**
أولا: سوليڤان واليمن
**
داخل رأس سوليڤان، يوجد شيئ واحد فقط بالنسبة لليمن، وهو:
” تجميد الحرب”

١- تجميد حرب اليمن، يعني عدم ضرب السعودية بالمسيرات والصواريخ الحوثية-الإيرانية

٢- الاعتداء الحوثي-الإيراني على السعودية، لا يحرج المملكة فقط ولكن يكشف عورة وعجز أمريكا والقيادة العسكرية المركزية الأمريكية في البحرين التي تم إنشاءها لحماية الخليجيين من الإيرانيين بعد ثورة الخميني مباشرة

٣- أمريكا، لا تريد أي مجابهة مع إيران بسبب توسعاتها في المنطقة ولكنها مستعدة لضرب إيران بالاشتراك مع اسرائيل إذا تقدمت خطواتها في أبحاث المشروع النووي.

٤- وعلى هذا قامت في رأس سوليڤان فكرة تجميد حرب اليمن، لإخراج السعودية من الصراع في اليمن، وإقامة حلف بين السعودية وإسرائيل والإمارات ضد إيران، والتسليم والاستسلام للحوثيين والإيرانيين في اليمن مثلما فعلوا كلهم من قبل في بقية الدول العربية في لبنان وسوريا والعراق.

**
ثانيا: أخزاق اليمن
**

الحوثيون، هم خزق كبير وجرح غائر في خاصرة شمال اليمن، يطمع بالسيطرة على كل اليمن.
الإماراتيون والسعوديون، أحدثوا بدورهم أخزاقا كبيرة أخرى وجراحا غائرة أخرى في جنوب اليمن بلوردات أو أمراء حرب وأعضاء مجلس رئاسي بجيوش وتسليح، يرغبون بانفصال جنوب اليمن.

سوليڤان، يريد فقط “تجميد حرب اليمن” وليس حل مشكلة اليمن.
حل مشكلة اليمن، يستدعي التخلص من أخزاقها وجراحها الغائرة، وليس الاكتفاء بترقيع الأخزاق.

قد نجح سوليڤان- تقريبا- بترقيع الخزق الحوثي بالمراضاة والقبول الأمريكي.
والآن، هناك محاولات نشطة لترقيع خزق الانفصال بالحصول على مراضاة وقبول من سوليڤان وأمريكا.

**
ثالثا : معضلات سوليڤان والإمارات
**

١- سوليڤان، يريد ترميم علاقة أمريكا بالإمارات التي قدمت الكثير لأمريكا خلال الثلاثين السنة الماضية ولكنها ترى مواقف سلبية منها تجاه بيعها طائرات حربية متقدمة وتجاه حمايتها من إيران، وتجاه خطب الود الأمريكي لقطر والسعودية أكثر من التودد للإمارات، وتجاه رغبة الإمارات بتفكيك اليمن وانفصال الجنوب.

٢- سوليڤان، جعل الرئيس الأمريكي بايدن يوجه دعوة لرئيس الأمارات هذه الأيام لمراضاته.

٣- المؤكد، هو أننا نحن اليمنيون قد أصبحنا فريسة للبارانويا أي جاهزون للوقوع بالشكوك والريبة من أي تحركات أمريكية أو إماراتية وربما حتى سعودية.
ونحن نتوجس من احتمال أن يراضي المستشار القومي الأمريكي ضيفه رئيس الإمارات بخطوات تؤدي إلى تفكيك اليمن.
إذا كانت شكوكنا في غير محلها، فلن نتسبب بأي ضرر ويمكننا- بعاداتنا العربية- تبادل العناق والقبلات وكأن شيئا لم يكن.
إذا كانت شكوكنا في محلها، فقد قمنا بواجبنا والأمل- حتى ولو ضئيل- أن يؤدي كشفها إلى وأدها في مهدها أو في منتصف الطريق.

**
رابعا: معضلات سوليڤان والسعودية
**

١- السعودية، تشعر أن أمريكا قد خذلتها بالتقاعس عن حمايتها من الحوثيين والإيرانيين.

٢- السعودية، تشعر أن أمريكا قد جرحتها بتصريحات الرئيس بايدن وحتى بتصريحات چيك سوليڤان وغيرهم في الإدارة الأمريكية الحالية.

٣- السعودية، قد وافقت تماما على النصيحة الأمريكية بالخروج من مصارعة إيران داخل اليمن ثم زادت المملكة من حماسها وأرسلت سفيرها في اليمن لمصالحة الحوثيين في معقلهم صنعاء، وتصالحت مع إيران وسوريا، وبهذا أنهت كل صراعاتها في المنطقة.
وفوق هذا، انتهت حاجة السعودية للحماية الأمريكية من الحوثيين والإيرانيين.
سوليڤان، يريد استعادة السعودية التي لم تعد بحاجة ملحة مستعجلة لخدمات وحماية أمريكا، بعد انسحاباتها و “تصفير مشاكلها” مع إيران.
هذه معضلة لا يستطيع سوليڤان حلها.

٤- سوليڤان، يتمتع بخيال جامح قاده إلى فكرة استعادة السعودية، بضمها مع اسرائيل لمعاداة إيران.
كيف جمح سوليڤان بأفكاره إلى احتمال توقيف عجلة مصالحة السعودية مع إيران وتحويلها إلى ركوب عربة مع الإمارات والهند وإسرائيل وأمريكا للوقوف ضد إيران؟
والغالب أن السعوديين، قد استمتعوا بالاستماع إليه ولم يخرجوه إلى طريق.

٥- السعودية، في حالة علاقة باردة مع دولة الإمارات ومع أمريكا لأسباب مختلفة.

٦- السعودية، تستعمل الغموض الرسمي في مسألة موافقتها على تفكيك اليمن، وإن كان هناك الكثير من التصرفات العملية على الأرض التي تشير إلى أنها لن تعارض.
والشريعة وأحكام القضاء، هي على الظاهر وليست على الباطن أو النيات.

**
خامسا: نجاح سوليڤان
**

نجحت أفكار سوليڤان بإخراج السعودية من حرب اليمن .
نجحت أفكار سوليڤان بتجميد حرب اليمن.
نجحت أفكار سوليڤان بتثبيت سيطرة وسطوة لورد الحرب عبد الملك الحوثي في اليمن والقبول بالنفوذ الإيراني.
نجحت أفكار سوليڤان بالإبقاء على لوردات الحرب، بصفة عامة.
هناك ثلاثة لوردات حرب من الجنوب في المجلس الرئاسي اليمني بجيوش وسلاح وتمويل مالي ومعنوي وسياسي من دولة الإمارات، قد أنشؤوا محورا أو تحالفا يطالب بالانفصال.
وهناك الآن زيارة رئيس الإمارات ورغبة سوليڤان في التودد للإمارات ورئيسها.
وهناك حماس وتأييد الإمارات لتفكيك اليمن.

**
سادسا: هكذا سيحدث الانفصال
**

١- إذا استمر انقلاب الحوثي في صنعاء

٢- إذا استمر حماس الإمارات تجاه الانفصال

٣- إذا استمر غموض السعودية تجاه الانفصال

٤- إذا استمر تخبط سوليڤان ومراضاته للحوثيين والإيرانيين والإماراتيين والسعوديين على حساب المصلحة العليا لليمن واليمنيين.

عبدالقادر الجنيد
١٩ مايو ٢٠٢٣

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى