‏سيعاد تدوير المخطط الإسرائيلي في غزة ، لجهة تحويل طهران إلى منطقة غير صالحة للعيش ، بتوسيع نطاق التدمير ليطال المنشآت غير العسكرية ،ينسف البنى التحتية ويجعل أي محاولة للعيش في المدينة عملية أشبه بالإنتحار.

BBC

 

✍️ خالد سلمان

‏صور النزوح الإجباري من العاصمة الإيرانية ، وقوافل الفارين من ويلات القصف الإسرائيلي يعيد التذكير بمعاناة المدنيين الغزاويين وهم يفرون بأطفالهم وأبدانهم من جغرافية موت إلى أخرى ، لا تلبث أن تطالها العمليات العسكرية المقصودة ،وتجبر النازح للنزوح ثانية في دائرة مقفلة على رعب لا ينتهي.
‏هو ذاته المشهد الذي يغزو شاشات التلفزة ، مسرحه هذه المرة ليست غزة بل طهران المفرغة من سكانها ، في صورة تيه مأساوي ما أن يستقر بهم المقام في مدينة، حتى تدمر ثانية وتجبرهم الصواريخ على البحث عن ملاذ آمن، وهكذا دواليك تستمر عبثية البحث والفرار من مقتلة إلى أُخرى.
‏لماذا يحدث هذا؟
‏إذا نحينا النزعة الإنتقامية وهي في السياسة هامشها غير منظور ، فإن الهدف الأساس تدمير البيئة الحاضنة للنظام ،بمراكمة السخط الشعبي وتوسع بؤر معارضة شعبية تربط بين خلاصها وسقوط الحكم ، وترى في بقاء نظام الملالي مصدر تهديد حياتي ، وهو ذات الشيء الذي حدث في غزة من الكفر بحماس والإنتقال من التململ الصامت إلى الرفض العلني الصاخب حد المواجهة.
‏نتنياهو يطالب سكان طهران بالإخلاء، لأن إجراءات حربية ستقدم عليها إسرائيل اشد وطأة على السكان ، وزير الدفاع هو الآخر صرح بان العاصمة الإيرانية غير آمنة ، والغاية الإنتقال من تدمير البنية العسكرية الى الخدمات ومن ثم إلى العمل الممنهج لإسقاط النظام.
‏نموذجان تجري إسرائيل عملية تطبيقهما في إيران : نموذج الضاحية اللبنانية بإغتيال قيادات الصف الأول العسكري وحتى المرشد الإيراني المطروح على طاولة التصفية ،ونموذج غزة برفع سقف كراهية سلطة رجال الدين ، وإن لا خلاص جمعي وفردي للبلاد والناس إلى بكنس نظام الحكم من داخله.
‏وبإختصار لم تعد معركة إسرائيل تقويض المنشأة النووية الصاروخية ، بل بتغيير شامل يتخطى تحسين سلوك النظام عبر إضعافه، إلى ازالته بما يوفر للإقليم أمن مستدام، وهو مايحظى بقبول العواصم العربية بلا استثناء.

من صفحة الكاتب على منصة X

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى