“دموع في عروقنا”

 

✍️ بقلم :زعفران علي المهنا

قلبي يقطر دماً، لا مجازاً هذه المرة، بل حقيقة تُحسّ، كلما ضَخ دمي في شراييني، كأنّ نبضه يحمل وجعاً لا يحتمله جسد. رأيت دموع ذلك الطفل من تلك المدينه البعيده ، فارتج جسدي كله، كأنها دموعي أنا، كأن أمه أمي، وكأن جوعه سكن بطني، وخوفه أرّق ليلي.

أي جرح هذا الذي لا يندمل؟
أي موت هذا الذي لا يكتفي؟
أي ضمير بقي في العالم لم تصفعه صورة عيونٍ صغيرة تنظر إلى السماء لا رجاء فيها، بل سؤال؟ لماذا؟
مدينتي انتي ليست خبراً عابراً في نشرات العالم، إنتي نداء حياة لا يُسمَع، ورجاءُ حقّ لا يُستجاب.
الطفل هناك لا يبكي فقط من الجوع، بل من انطفاء العالم حوله. من أن المدى لا يحمل إلا أزيز طائرات، وأن السماء التي كان يرسم عليها أحلامه، صارت تمطر ناراً.

وأنا هنا، جسدي سالم، وبيتي دافئ، ولكن قلبي هناك، يسير في زقاق من الركام، يجرّ أطرافه بثقل الألم، يهمس: متى ينتهي هذا؟
متى يعود الطفل طفلاً؟
متى ينكسر صمت العالم الذي يطيل المأساة بصمته؟

مدينتي ليست مجرد مكان، إنها اختبار يومي لإنسانيتنا.
فمن لم يشعر بألمها، عليه أن يراجع قلبه،
ومن لم تُدمِ دموعُ طفلٍ عينيه، عليه أن يبحث عن روحه في زمن إنطفاء الروح وغاب في طرقات الخذلان

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى