الحرب الروسية الأوكرانية تدخل شهرها الثاني

د ✍️ دحان النجار
الحرب الروسية الاوكرانية تدخل شهرها الثاني ما يعني انها تحولت الى حرب استنزاف للبلدين لكنها اكثر انهاك للمهاجم وهو الجانب الروسي ومن الواضح ان الجيش والمقاومة الاوكرانية يستعيدون المبادره جزئيا بعد التقاط الانفاس . القوات الروسية لم تكون جاهزه لحرب شوارع طويلة الامد في المدن ولا تريد التورط بحرب شوارع وخاصة في ظل تماسك المقاومة الاوكرانية وصمودها في كل المدن الرئيسية المستهدفة من خاركوف الى كييف وميكولايف وزاباروجه وسومي وتشيرنيجوف وماريوبل التي يحتمل سقوطها قريبا. هناك مدن اصغر تمت السيطره عليها في ضواحي كييف ولكن القوات الروسية بدأة تخسر البعض منها وحتى في مدينة خيرسون التي سيطر عليها الجيش الروسي قبل اسابيع المقاومة الاوكرانية فيها تشتد. اقليم الدونباس الذي يظم ما يسمى بجمهوريتي دانيتسك ولوجانسك لم تتمكن القوات الروسية من تحريره بالكامل إلا انها تحقق تقدم بطيء فيه. ضرب الدفاعات الاوكرانية ومخازن الاسلحة للجيش الأوكراني حقق جزء كبير من اهدافه لكن الخطة الدفاعيه الاوكرانية كانت تحسب التفوق الروسي واستعدت لحرب المدن وحرب العصابات وضرب خطوط الامداد للجيش الروسي وهي وسائل دفاع فاعله في وجه المهاجم وخاصه في ظل توفر عتاد عسكري مناسب لعملياتها وهو ما تتمتع به القوات الاوكرانيه بسبب الدعم الغربي . الاخطر في الامر هو الجماعات النازيه المتطرفه مثل جماعات “ازوف” التي تقاتل بشراسه وتكبد الجانب الروسي خسائر كبيره لكنها سيف ذو حدين سوف يعود ضررها مستقبلا على اوكرانيا واوروبا ايضا. روسياء لم تحقق نصر خاطف ولا كامل في اوكرانيا الى الآن لكنها ايضا فرضت بعض شروطها واهمها عدم التحاق اوكرانيا في عضوية الناتو ولو ان الثمن كان عاليا. المعركة لم تنتهي بعد وكل الاحتمالات مفتوحه حيث انه من المتوقع ان تستعيد القوات الروسية ترتيب صفوفها وتهاجم من جديد واحتمال ان تشتد المقاومة الاوكرانيه الامر الذي سيقود الى المفاوضات ووقف الحرب ولو بعد حين.ربما الروس يدركون تورطهم في حرب مفتوحه في اوكرانيا تنهكهم ويحاولون الخروج من مستنقعها باقل الخسائر واهم المكاسب لكن مع بقاء مشكلتي اقليمي الدونباس والقرم لا اتوقع خروج سهل وقريب. اوروبا بكاملها تدرك مخاطر هذه الحرب واستمرارها وتدرك عدم قدرتها على اخضاع روسياء عبر العقوبات بغض النظر عن التصريحات العنتريه الرسميه ولذلك تحرك دبلوماسية خفيه من اجل وضع حد لها قبل ان تشتعل القاره بالكامل وربما العالم.
من صفحة الكاتب على الفيسبوك