• ذكاء روبوتات و شبح البطالة …

✍️ بقلم – بسمة العواملة
لعل هذا يذكرنا بالعالم السويدي الفريد نوبل مخترع و صانع الديناميت ، الذي ما ان عرف بأن الديناميت الذي اخترعه قد استخدم في أشد الحروب فتكاً و في قتل و إزهاق ارواح الأبرياء
فما كان منه الا أن اوصى قبيل وفاته بجزء كبير من ثروته الطائلة تمنح كجوائز سنوية لاكثر الاشخاص إفادة للبشرية من خلال تقديمهم لأبحاث في مجال الطب و الأدب ، الكيمياء و الإقتصاد ، و قد أضيف اليها لاحقاً جائزة السلام و التي تمنح للافراد الذين يقدمون أفضل الاعمال بهدف تخفيض الجيوش و الحفاظ على السلام العالمي و تعزيزه و بالتالي تحقيق التآخي بين الأمم .
ولعل نظرة سريعة على مدى التسارع الحاصل في أتمتة النكنولوجيا و الهندسة الوراثية و غيرها من جوانب التطور الهائل في هذه التقنيات ، يخلق لدينا تحدي هائل في ظل ما نشاهده من إحلال كثير من الوظائف بالروبوتات التي خلقت آفاق تقدم هائل و لكن بالمقابل هذا الإحلال سيؤثر بشكل كبير على كثير من القطاعات و الوظائف و الذي سينعكس بدوره على ارتفاع مستويات و ارقام البطالة و الذي سودي بطبيعة الحال الى خلل في المستوى الطبقي
بحيث يؤدي الى تجمع الثروة في يد شريحة صغيرة قادرة على الإستفادة من تقدم هذه التقنيات و تسخيرها لتحقيق مزيد من الذكاء القوة و الثراء، في المقابل ستكون الشريحة العظمى غير قادرة على مواكبة هذا التطور و التمتع بمزاياه ، و الذي سيخلق بطبيعة الحال كنتيجة حتمية إنعدام المساواة و مزيد من المنافسة على الموارد
و جميعنا يعلم ماهية الصراع الذي سينشب في ظل احساس السواد الأعظم بإنعدام المساواة ، الذي يخلق حالة من الشعور بإنعدام الأمان و الكفاية و بالتالي الحرمان من تحقيق مستوى مقبول من الدخل ، و ما يترتب على هذا الشعور الذي سيولد بيئة حاضنة للكراهية و التطرف ، و خاصة ممن هم من فئة الشباب الذن ستتلقفهم الجماعات المتطرفة للزج بهم في عمليات العنف و الإرهاب من خلال تجنيدهم بهذه الجماعات الارهابية بعدة وسائل ، و لعل ابسطها و اقربها عن طريق وسائل الإتصال الحديثة و عبر وسائل السوشل ميديا بكافة تطبيقاتها
امام انبهارنا الهائل في تقدم الذكاء الإصطناعي و في ما نشهده من ثورة في عالم الروبوت ، و تشجيعنا منقطع النظير لشبابنا من أجل دراسة هذه التخصصات الحديثة و مواكبة التقدم العلمي في هذا المجال ، ماذا اعددنا بالمقابل من خطط و برامج لضمان إدماج و إنخراط فئة الشباب في هذه الآفاق الرحبة ، و ضمان خلق فرص عمل تحاكي هذا التطور
و أخيراً هل يكون لجامعاتنا الدور الأكبر من خلال إغلاق التخصصات الراكدة و إستبدالها بالتخصصات المواكبة للعصر الرقمي ، لضمان عدم ترك أي أحد خلف الركب تحقيقاً لأهداف التنمية المستدامة ، نتمنى ذلك .