تونس.. من سيكسب الرهان  الرئيس أم الإخوان ؟؟

*كتبت | زهرة اللوتس ..

قبل عشر سنوات انتفض الشعب التونسي احتجاجا على تردي الاوضاع الاقتصادية والامنية وتفشي الفساد في مختلف مؤسسات الدولة رافعا شعار (ارحل ) ( والشعب يريد اسقاط النظام ) .

وفعلا رحل زين العابدين بن علي وسقط نظامه فيما سمي “بالربيع العربي “ليكون الشعب التونسي أول شعب عربي يسقط نظامه بثورة شعبية بعيداً عن الانقلابات العسكرية والاغتيالات والعنف , نجاح الشعب التونسي شجع شعوب عربية أخرى على أن تركب موجة الربيع العربي وتحذوا حذوه بعد أن ظهر أكثر وعياً وأكثر قدرة على لملمت شتاته والحفاظ على مؤسساته وايجاد نظام ديمقراطي يؤمن بالحرية والعدالة الاجتماعية ويحمل هم شعب ووطن ,  في ثورات متشابهة بدأت شعبية وانتهت اخوانية كما هو الحال في تونس الذي عادت من جديد لتصحيح مسار ثورتها التي اختزلها الاخوان ولم يجني منها الشعب غير مزيداً من المعاناة والتدهور الاقتصادي والكثير من الفساد ولم يحقق من كل مطالبه غير رحيل الرئيس واسقاط نظامه .

وتماشياً مع الثورة التونسية خرجت شعوب عربية أخرى في اليمن وسوريا وليبيا ومصر رافعين نفس الشعارات ( ارحل والشعب يريد اسقاط النظام ) ثورات تصدرها الاخوان واستثمروها فيما يخدم مصالحهم ويحقق اهدافهم واهداف من يقف ورائهم من دول الغرب والشرق , فدمرت سوريا وليبيا واليمن , فيما نجح الشعب المصري من انقاذ ثورته وانتزاعها من بين براثن الاخوان .

وخلال تلك الثورات وما بعدها كانت البصمات الامريكية والصهيونية حاضرة وبقوة إلى جانب المال والاعلام الخليجي الذي لعب دوراً بارزاً في تأجيج الصراع وتسليح المليشيات الإرهابية وتجنيد المقاتلين وارسالهم إلى تلك البلدان تحت زعم الجهاد تضلهم اجنحة النسر الامريكي وتراعهم وتحرسهم أعين المخابرات البريطانية والفرنسية والصهيونية , ليس من أجل مصالح الشعوب ودعم استقرارها والحفاظ على مقدراتها وحماية سيادتها واستقلالها وصون كرامتها , وانما من أجل مصالح من يقفون وراءها من الدول بما فيها إسرائيل .

اليوم تتجه الانظار نحو تونس من جديد , تونس التي كانت مهد ثورات الربيع العربي أو بالأصح الربيع الاخواني لتشهد ميلاد ثورة جديدة , ثورة ضد من استغلوا ثورتها وتسلقوا على اكتاف شعبها وعاثوا الفساد في كل مؤسساتها , ثورة تعيد للمواطن حقوقه المنهوبة , وتخرج تونس من ظلمات حكم الإخوان , إلى نور العدالة والحرية والمساواة وسيادة القانون.

نعم اعاد الرئيس التونسي قيس سعيد تونس إلى واجهة الاحداث بعد عشر سنوات بملفات فساد تثقل كاهل الشعب وتكشف حجم العبث العبث الذي ما رسه الغنوشي وجماعته , بعد أن اوصلوا البلاد إلى الانهيار الاقتصادي والصحي والتعليمي والأمني في محاولة منه لتدارك الوضع قبل فوات الأوان , وانقاذ تونس وشعبها من عصابة الإخوان التي تدين بولائها لتركيا العثمانية ولقطر وحتى لأمريكا واسرائيل أكثر من ولائها لتونس وشعبه ,

فمن سيكسب الرهان ..الرئيس قيس سعيد الذي يراهن على وعي الشعب التونسي بكل فئاته ,أم الإخوان  الذين  يراهنون على الدعم الخارجي وعلى العنف والفوضى والإرهاب ؟؟

…………..

 

 

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى