عن صفعة القرن

+شذى الصوفي .. مدير تحرير عين اليمن الحر

أرادها ترامب أن تكون صفعة في وجه كل عربي ومسلم وهي كذلك من حيث مضمونها وتوقيت ومكان الإعلان عنها لتتوافق مع أهواء بعض رغبات حكام العرب في مقايضة فلسطين لنيل رضا إسرائيل كما تقتضي بنود الصفعة التي أعدها وأخرجها الإسرائيليون أنفسهم وبالتشاور مع شركائهم في بريطانيا وأمريكا وغيرهم بهدف تهويد القدس وتحويلها إلى عاصمة أبدية لإسرائيل وبصفة شرعية .

استنكرت الأنظمة العربية الصفقة الصفعة ورفضوها علناً ونددوا بها في وسائل الإعلام ومن تحت قبة الجامعة العربية واعتبروها تفريطاً في حقوق الشعب الفلسطيني ومساساً بمقدسات العرب والمسلمين وخروجاً عن قرارات الشرعية الدولية , هذا بعد أن كانوا قد وافقوا عليها سراً وما هذا الرفض الصريح الا تماشياً مع مواقف الشعب العربي والإسلامي الرافض لهذه الصفقة المشبوهة التي تعطي كل الحقوق لمن ليس له حق وتسلب صاحب الحق من كل حقوقه المشروعة .

الجميع يعرف أن صفعة ترامب او كما تسمى صفقة القرن  جاءت متناقضة تماماً مع كل القرارات والاتفاقات الدولية المتعلقة بالصراع العربي الإسرائيلي بما في ذلك اتفاق اسلو ورغم هذا سمعنا ترحيباً من بعض العرب ودعوات لمناقشتها وبحثها وحث الفلسطينيون على استغلالها واعتبارها فرصة لعودة المفاوضات وانعاش حالة الجمود الذي شهده المسار التفاوضي بين الفلسطينيون والإسرائيليون منذ سنوات .

هكذا كان المخطط الذي رسم في أروقة البيت الأبيض وبدأ تنفيذه في البحرين وأعلن عنه من فلسطين . وبموجب هذه الصفعة تحصل إسرائيل على القدس ويحصل الفلسطينيين على وهم السلام وأكذوبة الدولة المستقلة وتحصل الأنظمة العربية على امنيتها المكبوتة في التطبيع الواضح والصريح والعلني مع إسرائيل دون أن يخالجها أي احراج أو شعور بذنب التفريط بمهد المسيح ومسرى الرسول الأعظم إن كان تبقى لهم ذرة من شعور.

ولست ابالغ إذا ما قولت إن المشكلة الحقيقة تكمن في حالة التنافر والتناحر المحتدم بين الفصائل الفلسطينية والخلافات العربية المتصاعدة التي تضعف الموقف الفلسطيني والعربي وتجعل الغلبة لإسرائيل ولنا أن نتخيل هول الصراع وحمام الدم الذي سيتم سفكه بين الفلسطينيين أنفسهم اذا ما قررت إسرائيل التنازل والقبول بقيام دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشريف فصائل عدة فتح ,حماس , الجهاد, الجبهة الشعبية وغيرها من الفصائل التي ستدعي أحقيتها في الاستحواذ على هذه الدولة الوليدة وتمثيل الشعب الفلسطيني وسيكون السلاح هو الحكم ولغة الحوار بين هؤلاء الذين عجزوا في توحيد صفوفهم لمواجهة الاحتلال الغاصب رغم كل ما يرتكبه فضائع في حق الشعب الفلسطيني وحرماته ومقدساته .  

والسؤال الذي يجب أن يسأله كل مواطن عربي .. هل الرفض الرسمي لصفعة ترامب نهائي ؟

وهل تم اسقاطها من أي تفاهمات امريكية عربية تجري مستقبلاً لأعادتها بمسمى أخر ؟؟

وما هي الخطوات العملية التي يجب على العرب والفلسطينيون اتخاذها لأقناع أمريكا باستحالة التنازل عن القدس والأرض العربية ؟؟

والأهم من هذا هل ستدرك الفصائل الفلسطينية خطورة الخلافات فيما بينها وتعمل على توحيد صفها ومواقفها في مواجهة العدو المشترك للشعب الفلسطيني ؟؟

اتمنى ذلك وأن كانت بعض الأمنيات من الجنون

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى