المغرب… حين اختار السلام طريقًا للدفاع عن الوحدة الترابية

بقلم: – المدونة والناشطة المدنية بن رحو ثريا – عين اليمن الحر
منذ عقود، والمغرب يخوض معركة دبلوماسية هادئة لكنها حازمة من أجل الدفاع عن وحدته الترابية واستكمال سيادته على أقاليمه الجنوبية. معركة اختار لها طريق السلام لا الحرب، والحكمة بدل الانفعال، والشرعية الدولية بدل لغة السلاح. وفي عالم تحكمه المصالح وتغلب عليه الصراعات، ظل المغرب استثناءً في منطقته، إذ آمن بأن القوة الحقيقية لا تُقاس بحدة المواقف، بل بقدرة الدولة على الصمود والثبات في الدفاع عن حقوقها المشروعة ضمن إطار السلم والاستقرار.
 منطق الدولة لا منطق الشعارات
 منذ المسيرة الخضراء سنة 1975، لم ينجرّ المغرب إلى أي رد فعل عسكري رغم الاستفزازات المتكررة. فهو يدرك أن أي انزلاق نحو المواجهة لن يخدم سوى أجندات خارجية تبحث عن زعزعة استقرار المنطقة. لذلك، اختار المغرب أن يُقابل حملات التصعيد بالمشاريع التنموية، وأن يرد على المناورات السياسية بإنجازات واقعية فوق الأرض. فالعيون والداخلة اليوم ليستا مجرد مدينتين في الصحراء، بل نموذجين لنهضة اقتصادية واجتماعية تترجم رؤية ملكية بعيدة المدى.
 مبادرة الحكم الذاتي… الواقعية في مواجهة الوهم
 قدّم المغرب سنة 2007 مبادرة الحكم الذاتي كحل سياسي واقعي ونهائي للنزاع المفتعل حول الصحراء المغربية. هذه المبادرة ليست تنازلًا، بل تعبير عن نضج سياسي ورغبة صادقة في طي صفحة الماضي وفتح آفاق جديدة للتعايش. ولهذا، لم يكن غريبًا أن تحظى بدعم واسع من قوى دولية وازنة، رأت فيها الإطار الوحيد القابل للتطبيق لضمان السلم والتنمية في المنطقة.
 المغرب… صوت العقل في منطقة مضطربة
 في الوقت الذي تعرف فيه منطقة الساحل والصحراء تصاعدًا للتهديدات الأمنية والإرهاب العابر للحدود، برز المغرب كفاعل استراتيجي يسعى لتثبيت الأمن وتبادل الخبرات وتعزيز التعاون الإقليمي. اختار أن يكون جزءًا من الحل لا جزءًا من الأزمة. ولعل هذه المقاربة المتزنة هي ما جعلت المملكة تحظى باحترام دولي متزايد، باعتبارها شريكًا موثوقًا ومستقرًا في محيط يعج بالتوترات.
 سياسة الوضوح والانفتاح
 لم يعد المغرب يقبل بالمنطقة الرمادية في قضية الصحراء. فقد أصبحت الدبلوماسية المغربية أكثر وضوحًا وحزمًا، مدعومة بتطور اقتصادي وتنموي ملموس في الأقاليم الجنوبية، وبشبكة من التحالفات الإقليمية والدولية التي تعزز موقع المملكة في الدفاع عن قضاياها العادلة.
 



