واشنطن تُدين.. هل بدأ نفاد الصبر الأمريكي من إرهاب الحوثي؟

✍️ هيثم جسار
في موقفٍ لافتٍ أعاد تسليط الضوء على وحشية جماعة الحوثي وأساليبها القمعية، أدانت السفارة الأمريكية لدى اليمن بشدة ما وصفته بـ”الاحتجاز التعسفي المطول” الذي تمارسه الجماعة بحق المدنيين اليمنيين الأبرياء. بيانٌ صريحٌ ونادرٌ في حدّته، يعكس تحولًا في نبرة الخطاب الأمريكي تجاه جماعة الحوثيين التي ما تزال تتغذى على معاناة الشعب، وتُحكم قبضة الحديد والنار في مناطق سيطرتها.
هذه الإدانة ليست مجرد موقف دبلوماسي عابر، بل تحمل في طياتها رسائل سياسية وأمنية عميقة:
الاعتراف الأمريكي المتأخر.. لكنه واضح
لطالما حاولت واشنطن – لأسباب تتعلق بالاتزان الدبلوماسي أو حسابات التفاوض – أن تحافظ على خطاب “هادئ” تجاه الحوثيين، خصوصًا بعد شطبهم من قائمة الإرهاب مطلع عهد إدارة بايدن. لكن الممارسات الحوثية فاضت عن الكيل. آلاف المعتقلين المدنيين، بينهم نساء وأطفال وصحفيون وأكاديميون، يعيشون ظروفًا لاإنسانية في سجون جماعة الحوثيين الانقلابيين ، دون محاكمات، ودون تهم سوى “معارضة الفكر الطائفي”.
رسائل مزدوجة لطهران وصنعاء
بيان السفارة لا يُخاطب الحوثي فقط، بل يُرسل إشارات غير مباشرة إلى إيران، الداعم الأول لهذه الجماعة المسلحة. في ظل تعقيد المفاوضات النووية، واحتدام المشهد الإقليمي في غزة والبحر الأحمر، يبدو أن واشنطن قررت توسيع نطاق الضغط، وتذكير العالم بأن الحوثيين ليسوا فاعلين سياسيين، بل أدوات قمعية تمارس الانتهاكات بحق شعبها