يوماً ما ..سأكون


عنوان معرض تصوير يعرض صور فتيات من شتى أنحاء العالم في مقر الأمم المتحدة بنيويورك .
العامل المشترك الذي يجمع بينهن هو أنهن لا زلن في عمر الزهور حيث تتراوح أعمارهن ما بين 8 و18 سنة جميعهن عشن ولا زلن ظروف معيشية قاسية كالحروب واللجوء والفقر والمرض والكوارث الطبيعية التي تعرضن لها .
الصور تعكس في وجوه وعيون خاصة الصغيرات بريق تحد وإصرار وطموح من أجل تحيق أحلامهن والتي شكلت في معظمها دافعاً ينبثق من رحم المعاناة التي تتكبدها أسر ومجتمعات هؤلاء الفتيات لسنوات طويلة , كما تعكس نظرة أمل في تغيير واقعهن المرير . فمنهن من تحلم أن تكون معلمة لتعلم أطفال قريتها المحرومة وأخرى تحلم بأن تكون محامية للتدافع عن المظلومين وتستطيع إقناع السياسيين للجلوس على طاولة المفاوضات واختيار السلام بدلاً من الحرب والصراعات ومنهن من تحلم أن تكون طبيبة تداوي الفقراء ..أحلام بريئة وقصص ملهمة ومؤثرة تلامس القلب لما ابدته هذه الفتيات اللائي كبراً مبكراً مع معاناتهن وربما لم يعشن طفولتهن ولم يعرفن معنى البراءة . قوة عزيمة وفهم لتعقيدات الحياة ..وادركن أهمية تعليم الفتيات الذي لا ينفع الفتيات وأسرهن وحسب وانما يعود بأنفع على المجتمع والوطن على المدى البعيد . فهذه الشريحة من أي مجتمع , اقصد الفتيات الصغيرات جئن من بلدان تعاني من ازمات إنسانية وأكثر عرضة للمشاكل الاجتماعية المترتبة على الجهل والفقر كالزواج المبكر والإتجار بالبشر والعنف الجنسي والجندري .. لهذا يعتبر التعليم أهم عون للفتيات في رفع إدراكهن لتجنب الوقوع في المصاعب وايضاً مساعدتهن على مجابهة الحياة دون التعرض للاستغلال من ضعفاء النفوس .لأننا بالمحافظة على تعليم الفتاة نكون قد أسهمنا في حمايتها وحماية أسرة كاملة من الفقر والجهل .
وأحب أن أشير هنا إلى أكثر قصة لامست روحي وتركت أثراً في نفسي ..هي قصة فتاة من النيبال تبلغ من العمر 18 سنة وتعمل في الخدمة الاجتماعية .تذكر هذه الفتاه أن اصرارها على التعليم هو من أجل تحقيق حلم والدتها الذي عجزت عن تحقيقه .. هذه الكلمات ذكرتني بوالدتي رحمة الله تغشاها عندما كانت تحثني وتشجعني على التعليم وترى في حلمها الذي لم تشأ لها الحياة أن تحققه .. وهذا سيظل دافعي أنا أيضاً بأن لا اتوقف عن التعلم والدفاع بشراسة عن ضرورة تعليم الفتيات من اجل الدفع بعجلة التنمية في بلادنا .

لذا أشد على أيدي جميع الاباء واولياء الأمور بأن يعطوا تعليم بناتهم واخواتهم الأهمية القصوى فلا شيء يدوم للفتاه غير علمها وأن لا يتركوها فريسة سهلة للحاجة والجهل .