هل مشاورات الحجرف هي نفس كلام جريفثس ومجموعة الأزمات؟ مجلس التعاون ومحطة اليمن التالية

 

✍️ عبدالقادر الجنيد
***

الدكتور نائف الحجرف- أمين عام مجلس التعاون لدول الخليج العربية- أعلن اليوم بإسم مجلس التعاون الخليجي محاور حوار الرياض للتعامل مع أزمة اليمن.

ماذا يريد الحجرف؟

قال أنها “مشاورات” فقط بين اليمنيين كلهم بما فيهم الحوثي.
وليست تفاوض ولا مباحثات.

قال بأنها مجرد محاولة للخروج بخارطة طريق جديدة يوافق عليها اليمنيون ليتبناها مجلس التعاون الخليجي.

وسنناقش اليوم هذا الموضوع بناء على ما هو مُعلن وليس على ما هو مُبَطَّن ومُبَيَّت.

**
أولا: هل سيشارك الحوثيون؟
**

ووجه الحجرف الدعوة لكل اليمنيين بما فيهم الحوثيين.
ولكننا لا ندري حتى الآن أن الحوثيين سيأتون للتشاور في الرياض أم لا.

وهذه هي الاحتمالات مع الحوثي.

الاحتمال الأول: عدم وصول الحوثي للرياض
*
إذا كان الحوثي لن يصل الرياض للتشاور، فقد انتهى الهدف المعلن من د.الحجرف برسم خارطة طريق لكل اليمنيين.
لأنها ستكون عندئذ خرطة طريق لليمنيين المناوئين للحوثيين فقط.
ولن يتم أي شيئ.

الاحتمال الثاني: وصول الحوثيين
*
إذا وصل الحوثي إلى الرياض، فستتولد في الحال عدة احتمالات:

١- سيُدَوِّخ الحوثيون بالمتشاورين بفهلوات “المتشارعين” كما يحدث في المحاكم اليمنية التي تتميع بداخلها القضايا.
وربما يطفش الجميع.
ولن يتم أي شيئ.

٢- إذا أغدق الخليجيون للحوثي بالمغريات ليقبل خارطة طريق، سيغضب باقي اليمنيين، ولن يضغط عليهم أحد؛
كما حدث في ستوكهولم.
ولن يتم أي شيئ.

٣- إذا طأطأت الشرعية رأسها وخنعت وخضعت- لا سمح الله كما حدث في ستوكهولم- سيلطش الحوثي المغريات الخليجية، ولن ينفذ أي شيئ ؛
كما حدث في إتفاق ستوكهولم.
ولن يتم أي شيئ.

**
ثانيا: محاور الحجرف “المعلنة” هي نفس كلام جريفثس
**

محاور الحجرف، هي نفس كلام مجموعة الأزمات الدولية وتشاتهام هاوس وجريفثس وجروندبيرج

١- المحور العسكري والامني:
*
“وقف إطلاق النار وفتح الممرات.”

هذا يعني تكريس الأمر الواقع.
كلمة الأمر الواقع والحقائق على الأرض، هي روح وقلب طريقة تفكير مجموعة الأزمات الدولية.
وبناء على تصورهم، يتم تقسيم اليمن إلى خمس كانتونات تكون السيادة والسيطرة فيها للوردات الحرب والدول الإقليمية التي تساندهم.
باختصار، يبقى الحوثي بكل عسكره وميليشياته وسلاحه على ما قد بسط عليه بالقوة.
ونفس الشيئ في بقية الكانتونات.

٢- المحور الاقتصادي
**

“و محور دعم التعافي الاقتصادي ووقف تدهور العملة.”

أ- بحسب أفكار مجموعة الأزمات الدولية، يجب إغراء لوردات الحرب بمكاسب ليقنعوا بما تحت أيديهم وليكون عندهم الحافز للاستمرار بالموافقة على الأمر الواقع ليحافظوا على المكاسب المادية.

ب- بحسب أفكار مجموعة الأزمات الدولية، فإن تحسين الحالة الاقتصادية وأحوال المعيشة وتسهيل أمور الناس، لخلق حالة رضى عن الوضع الجديد ليقنعوا بما آلت إليه حالة بلادهم من التشرذم ومراكز القوى ولوردات الحرب والطائفية والمناطقية والمذهبية.

٣- محور تعزير اصلاح موسسات الدولة ومكافحة الفساد.
*
كلام جميل.
لكن لن يحدث منه شيئ.

٤- محور دعم العمل الانساني
*
جمعيات خيرية.
متشكرين

٥- محور التعافي الاجتماعي لحماية النسيج الاجتماعي
*
هل هي نفس ورش عمل وندوات جريفثس عن المرأة والطفل ووزارات الأطفال والشباب؟
وورش العمل والندوات والمحاضرات والاجتماعات والسفريات؟
أم أن هناك اختراع خليجي جديد؟

٦- المحور السياسي:
*
“دعم عملية السلام واسسه، والعلاقات بين المكونات للوصول لحل سياسي شامل.”

من الآخر وبدون لت أو عجن.
لا يوجد على الإطلاق حل سلمي في اليمن.
الحوثي يريد أن تحكم طائفته بلاد اليمن ولن يقبل بأي مشاركة.
الحوثي، معه هدف،
وقد حارب ثمان سنين لتحقيق هدفه،
وتسانده إيران،
وقد تمكن الحوثي وإيران من التصدي لمحاولة الشرعية والتحالف لإرغامه عن التخلي عن هدفه.

وهنا سنسأل:
لماذا سيوافق الحوثي على ما سيقدمه الحجرف، وهو نفس ما رفضه ودفنه من مجموعة الأزمات وجريفثس وجروندبرج؟

وعلى هذا فإن هدف المحور السادس النهائي، سيفشل.

**
ثالثا: هل هناك محاور “مُبَطَّنَة” للحجرف
**

يقال أن هناك محاور مبطنه للدكتور الحجرف.

الناس، يناقشون المحاور المعلنة فقط.

والمفروض ألا أناقش افتراضات واحتمالات مبطنة، ولكني سأناقشها وأمري لربي، لأني أعرف أصحابي وسيقولون ما الذي في البطون وما الذي في السريرة.

وهذه المحاور المبطنة، كلها سعودية وكلها سلبية ما عدا هدف واحد براق ويكاد أن يكون خياليا

١- السعودية، قد عجزت وقرفت وضاقت بمشكلة اليمن وسترمي بها لمجلس التعاون الخليجي.
أو أن المملكة قد خافت من تهديدات إيران.
ولم تعد المملكة تهتم بما سيحدث لليمن حتى لو انتقل من مصيبة إلى ستين داهية.

٢- السعودية، قد ضاقت بتشويه سمعتها وبانتقادات الليبراليين في العالم الغربي الذي يتهمونها بأنها السبب بمأساة اليمن، فأرادت أن توزع اللوم على كل دول الخليج.

٣- السعودية، تتأذى من الضغوط الأمريكية والأوروبية وتريد أن تتخلص منها بتحويلهم إلى التفاهم مع مجلس التعاون الخليجي.

٤- الهدف المُبَطَّن البَرَّاق.
ترتيب بيت دولة الشرعية وتخليصها من سلبياتها وسلبيات من حولها وسلبيات من يساندونها من داخلها أو من مكونات أدخلها التحالف.
ترتيب بيت دولة الشرعية لتستطيع أن تنسجم مع التحالف.
ترتيب بيت دولة الشرعية لتستطيع أن تخدم اليمنيين وتحسن من أحوالهم.

لو صح أن هذا هو الهدف، فربما يحدث قليل جدا من الخير.

**
رابعا: لا أحد يدري حتى الحجرف
**

لا أحد يدري ماذا سيحدث لمؤتمر الحجرف.
لا أحد يدري ماذا سيحدث في مؤتمر الحجرف.
لا أحد يدري ماذا سينتج عن مؤتمر الحجرف.
لا أحد يدري ماذا سنقول- بعد سنة- عن مؤتمر الحجرف.
ولا أحد يدري حتى الحجرف.

البلاد، مجعوثة.
ونحن ننتقل من تجربة إلى أخرى نكسب في كل محطة أشياء ونخسر الكثير من الأشياء.
لو لم تكن جميع هذه الرؤى والأفكار عقيمة، لكنا قد وصلنا من زمان.

وكل هذا التنقل بين المؤتمرات والمصائب يدل على أننا مازلنا بعيدون.

لو كانت إحدى هذه المحطات قوية بما يكفي، ولو كان هناك الحامل اليمني العظيم ليتحملها ويحملها، لكنا قد وصلنا.

عبدالقادر الجنيد
١٧ مارس ٢٠٢٢

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى