نشتي دولة فاين المشكلة


✍️امين اليفرسي

نشتي دولة نريد دولة نبحث عن الدولة استعادة الدولة
هذا هو الكلام الذي يردده جميع المتحاربين والسياسين والمتحزبين والدينين والقبلين والعسكرين في اليمن بعد سنوات من كارثة اليمن وشعبها
نشتي دولة كلام جميل ورااااااائع جدا
ولاجل من هذه الدولة
لاجل الوطن وحمايته وعزته
وكلام اجمل واعظم من الاول
اذا اين المشكلة
مادام الجميع هدفهم بناء دولة
والغاية الاسمى هي الوطن
وبناءه وعزته وتطويره
المشكلة ان الجميع متفقون في الاسم والمفهوم دولة لاجل الوطن والشعب ولكنهم مختلفون جدا في المضمون
مضمون هذه الدولة ومهامها
واختصاصها وواجبها تجاه الوطن والشعب مثل كل
دول العالم
نشتي دولة لاجل الوطن
هذا المفهوم عند هؤلاء المتصارعين والمتحاربين اليوم في اليمن له دلالات ليست كما هي عند الشعوب والدول في العالم
ولكن لهم قصد اخر
مفهوم الدولة والوطن عند صناع الكارثة في اليمن له معنى مغاير
تماما عما قد يتبادر الى ذهنك
فالحزبي يرفع شعار نشتي دولة مضمون الدولة والوطن عنده
هو ان يكون حزبه هو الدولة وهو من يحكم هذا الوطن ويتحكم في قراره وسلطته وثروته والاخرين تابعين له
والعسكري مطلبه دولة لكنه يريد ان يكون هو الدولة والقانون والحاكم والقرار قراره في الوطن ومن يخالف يقمع
والقبيلي يريد دولة ولكن تكون القبيلة هي الدولة والمسير لها
والوطن تحت حكمها وعرفها

والديني والمذهبي والطائفي مطلبه دولة ولكن يريد ان يكون هو الدولة والحاكم حسب رؤيته وفكره
باعتباره صاحب الاحقية
في الحكم على الوطن والشعب
ويكون القرار قراره
والمناطقي يريد يريد دولة ولكنه يريد منطقته تكون هي الدولة وهي من تحكم كل الوطن ويخضع لها الوطن
والسياسي والحاكم يريد دولة
ولكن يريد هو الدولة والوطن

ارايتم هنا المشكلة التي نعانيها اليوم في اليمن مشكلة الدولة والوطن المفهومين الجوهريين غائبين عند الجميع ليصبح الدولة والوطن
هو الحزب الجماعة المنطقة والسلطة الثروة الفكرة
هذا هو الوطن والدولة عند من يتحاربون اليوم في اليمن ودمروا وطنهم وقتلوا شعبهم
وجلبوا العالم معهم ليدمروا الوطن يسقطوا دولة الشعب ودمروا وطنه ليقوموا دولهم التي فصلوها على مقاسهم لتكون حاكمه على الوطن حسب مصلحة كل طرف
كل واحد له تفسير للدولة ومدلول الوطن
فمن تسمعهم اليوم يبكون على الوطن بعد حربهم الكارثية كل له رؤيته في مسمى الوطن فالمسؤل والحاكم والسياسي والعسكري والحزبي والديني
الذين يخضون اليوم هذا الصراع الكارثي الدامي في اليمن عنده الوطن ليس الوطن الذي يبحث عنه الشعب ويبحث عنه المظلوم والمحروم والجاوع والمشرد والمقتول ليحميه من الموت والجوع والخوف
الوطن الذي يبحث عنه الشعب ليحميه من القتل والاستبداد الداخلي والخارجي ويؤمن للضعفاء،كسرة خبز تبقيهم احياء لساعات اخرى قادمه هذا الوطن ومفهومه ليس مايعنيه المتحاربون في اليمن فالوطن عندهم هو الحكم والسلطة والتسلط والقهر والثروة فاذا ذهبت انتهى عندهم الوطن
ومفهومه وقد يحرق هذا الوطن وشعبه لان وطنه كانت المنفعة والمصلحة والفكرة فاذا ذهبت هذه المصلحة انتهى عنده الوطن
وقداسته وجوهره
وهذا للاسف
هو ما يحدث اليوم لليمن وشعبها
فهل من يطالبون اليوم بالدولة واستعادتها وحماية الوطن يقصدون الدول والاوطان كما عند الشعوب الاخرى ايا كان دينها وعرقها ومذاهبها
دولة وطن وقانون وخدمات وتوفير احتياجات الشعب
والمساواة بين جميع الشعب وحماية الناس ودمهم وعروضهم
وان الدولة دولة للجميع والوطن حق وملك كل الشعب بدون استثناء
هذا المفهوم للدولة والوطن مازال غائبا في اليمن ومغيب عند الجميع
رغم ان الامور بكل بساطه لاتحتاج الى ذكاء وفلاطحة لحل هذه الاشكالية المعقدة والكارثة التي دمرت اليمن وشعبها سلم ملف اليمن
لاي رعوي وقله حل لنا هذه المشكلة المعقدة في اليمن ياوالد الذي عجز العالم والامم المتحدة عن حلها
سياتي الحل من هذا الرعوي
من كانوا سبب في الكارثة لن يكون طرف في حلها
كل طرف يدعي انه الوطن والدولة كاذب فالوطن ملك الشعب واقامة الدولة والحكم
حق للشعب

فاليمن هي ملك الشعب اليمني
البالغ ٣٠ مليون من شرقه الى غربه
هذه قاعدة اولى
القاعدة الثانية كل ثروات اليمن هي ملك الشعب اليمني دون غيره
القاعدة الثالثة بما ان اليمن ملك شعب وليس حزب او جماعة او منطقة
فان حكم هذه الوطن هو صفة شرعية وقانونية ومنطقية وواقعية تخص الشعب بكاملة ولاتخص اي مكون اخر مهما كان عدده وعدته لان هذا المكون جزء من كل وهو الشعب فالكل هو صاحب القرار والتصرف و هو من يحكم الجزء وليس العكس
وبما ان الحكم هو حق للشعب اليمني فان الشعب هو من ينشئ هذه الدولة لتقوم بمصالحه وخدمته وتحقيق كل وسائل الحياة له وتبني الوطن وتحميه
من كل المستبدين الداخلين والمحتلين الخارجين
وبما ان اقامة الدولة ومؤساساتها هي ضرورة حتمية للشعب فان الشعب قبل ان يقيم دولته بحاجة الى وثيقة
او عقد اجتماعي يحدد فيها العلاقة بين الحاكم والمحكوم
بين السلطة والشعب
ماهو واجب السلطة والدولة تجاه الشعب والوطن
وماهو واجب الشعب تجاه الوطن والدولة وعلاقة الشعب فيما بينه البين لتكون المواطنة داخل الوطن هي المعيار الرئيسي
للعلاقة بين الجميع والقانون هو السلطة التي يخضع لها الجميع
من راس الدولة الى اصغر مواطن
وبما ان قامة الدولة ومؤسساتها هي من مهام اصحاب الاختصاص

فان الشعب يوكل الى المختصين
كل في مجاله لاقامة هذه الدولة
وكيانها ونظامها الاقتصادي والسياسي والتربوي والاعلامي
والزراعي والعسكري
وفق خطة مدروسة علميا
لها اهدافها القريبة والمتوسطة والبعيدة المدى مستفيدين من تجارب الاخرين في كل المجالات اما تدي للشعب حزبي او مذهبي
او مناطقي او سياسي اوقلبي
يرى نفسه وكيانه الدولة والوطن والشعب والشريعة
وراكن منهم دولة ووطن
فهنا تستمر الكارثة
فكل جعل من نفسه وفكره وكيانه الدولة والسلطة والثروة والقرار ليكون الشعب والوطن هم التي تصب فوقهم كوارث المتحاربين
وختاما اسالوا كل الشعوب في العالم هل يوجد وطن ودولة
تبنى بالحروب والصراعات
وهل توجد شعوب تريد دولة لاوطانها وعزتها ورقيها ونهضتها
والتعليم فيها قد انتهى تماما
فاي مستقبل للشعوب واوطانها
والتعليم هو المؤسسة التي اتفق الجميع على تدميره تماما
نتلقي بالاخرة ايها الشعب
حتى تؤسس لك دولة هناك
مادام الوضع مستمر بهذه الوتيرة الحرب لاجل الحرب والدمار
والقتل والموت والجوع
وقالوا لاجل الوطن واقامة دولته الضايعة
لاادري عن اي وطن يتحدث البعض. وعن دولته واستعادتها
وشعب باكمله يقتل ويحاصر ويجوع ويدمر وطنه ولا يجد مايبقيه على الحياة
والمتباكين على الوطن والدولة
في النعيم الازلي كانهم في الجنة كل ما يتمنوه ياتي لهم ولاطفالهم وذويهم
لاخوف عليهم ولاهم يحزون
فقط يدعون البسطاء وابناءهم
للدفاع عن طنهم واستعادة دولتهم الغائبة في هذه الحرب المقدسة الطاهرة
ولان كانت حقا حرب مقدسة
فليزحفوا اليها هم واطفالهم
وعلماءهم وقادتهم وسياسيهم ومتحزبيهم
حتى لا يفوتهم الفوز العظيم
لقد اخذوا على الضعفاء كل شيئ وابقوا لهم بقايا الدين وضباب القانون ووهم اسمه الوطن .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى