مفارقات يوم الطفل الفلسطيني و العالمي للضمير

 

✍️/ بقلم بسمة العواملة

من المفارقات الغريبة ، أن يصادف يوم الخامس من آذار يوما للطفل الفسطيني ، هذا الطفل الذي عانى و ما يزال يعاني من الإنتهاكات المستمرة لحقوقه من قبل قوات الإحتلال ،مع إحتفال العالم باليوم العالمي للضمير ، قد يبدو غريباَ للوهلة الأولى أن يكون هناك يوماَ عالمياَ للضمير بقصد حماية حقوق الإنسان و ضمان سيادة القانون و تعزيز كل من  التنمية المستدامة ، تنمية العدالة و صون السلم  الأمن الدوليين ، نشر فكرة السلام ، وإحياء الضمير الإنساني في ظل ما نشهده من إنتهاكات و ممارسات وحشية من قبل قوات الإحتلال بحق أصحاب الأرض

و لعل ما شاهناه يوم أمس من إقتحامات همجية للمسجد الأقصى و التنكيل بأهله المرابطين و المعتكفين في حرمة شهر رمضان الفضيل ما يؤكد من أن الإحتفال بهذا اليوم ما هو الا مجرد فكرة ساذجة مضحكة في ظل هذه الظروف التي نشهدها .

و كيف لنا أن نحتفل بالطفل الفلسطيني و هو ما يزال يحلم بأبسط حقوقه إسوة بغيره من أطفال العالم

و يفتقر لأبسط مقومات الحياة جراء إنتهاكات قوات الإحتلال لحقوقه  رغم كل المعاهدات و القوانين الدولية التي اكدت على ضرورة الالتزام بحماية الطفل الفلسطيني

هذا الطفل الذي يقبع تحت الإحتلال فيحرم من أبسط حقوقه كالحق في التعليم و الصحة و الغذاء المناسب ، كذلك يتم إعتقاله و يحتجز في ظروف غير إنسانية و يتم معاملته بكل عنف و قسوة لا تتناسب من عمره الغض و طفولته ، و يحرم من حقه في محاكمة عادلة بعد إعتقاله بخلاف ما تنص عليه الإتفاقيات الدولية و تحديدا إتفاقية حقوق الطفل

لا بل في السنوات الأخيرة امعنت قوات الإحتلال في ممارسة كافة اشكال العنف تجاه الأطفال ، بحيث ناقش الكنيست الإسرائيلي و اقر العديد من القوانين المجحفة بحق الأطفال الفلسطينين ، و جميع هذه القوانين تهدف الى تغليظ العقوبات بحقهم مثل قانون محاكمة الاطفال دون سن 14 عام ، و قانون رفع الأحكام بحق الأطفال راشقي الحجارة ،

و التوسع في اللجوء الى فرض الحبس المنزلي ، و التي ازدادت في السنوات الأخيرة و خاصة في مدينة القدس ، مما يزيد في معاناة الأهالي و زيادة التعقيد في الاوضاع الإجتماعية و النفسية لدى هؤلاء الأطفال و ذويهم ، فاقل ما نستطع القيام به هو ليس فقط المطالبة بتحسين ظروف إحتجازهم الذي هو اصلا يتعارض مع حق الطفل في السلامة الجسدية و النفسية و إنما المطالبة المستمرة الحثيثة بالإفراج عن كافة الأطفال المحتجزين و المعتقلين حماية لحقوقهم  و إعادة تأهيلهم نفسياَ و دعمهم بالعودة للإندماج مع اقرانهم .

و بالعودة الى اليوم العالمي للضمير ، ما احوجنا لتطبيق عملي لهذا اليوم من خلال مناشدة المجتمع الدولي و الضمير الإنساني بدعم حق الطفل الفسطيني في العيش بأمن و آمان و في توفير جميع سبل العيش بحرية و كرامة اسوة بغيرة من أطفال العالم .

حينها فقط يحق لنا أن نحتفل باليوم العالمي للضمير المستتر.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى