معا لمواجهة كورونا “4 “

✍️ حسن الوريث

.. الامم المتحدة والاعلام غياب وغياب ..
لم يكن غياب الأمم المتحدة ومنظماتها التي تسميها إنسانية عن مساعدة الشعب اليمني وليد اللحظة وفي مواجهة كورونا لكنه غياب مستمر وربما يكون مقصودا على اعتبار ان هذه المنظمات تتاجر بمعاناة اليمنيين وبقية الشعوب لكنها في الملف اليمني أوضح فالاموال التي دفعت للدول مقابل صمتها على ما يجري لليمنيين كبيرة بل ضخمة إلى درجة لايمكن تصورها .
وجاءت هذه الكارثة التي تحل بالعالم لتكشف سوء دور الأمم المتحدة ومنظماتها وغيابها التام عن اليمن رغم ان ما يحتاجه الشعب اليمني ليس كثيرا فثمن الوقاية من كورونا أبسط وأقل من الثمن الذي يمكن ان يدفع في حالة وصول هذا الوباء لليمن حينها ان يجدي أي شيء وستندم الدول على صمتها فيما يحدث للشعب لذا فهي مطالبة الان بمساعدة اليمن على منع دخول الفيروس إلى البلاد ودعم جهود الدولة بشكل حقيقي وليس استهلاك إعلامي أو عبر لافتة دعائية هنا او هناك لإسقاط الواجب .
بالمقابل نشاهد بعض الجهات والأجهزة الرسمية في اليمن غائبة بشكل لافت للنظر ومنها الإعلام والمؤسسات الاعلامية التي لم تتفاعل وترقى إلى مستوى الحدث والخطر الداهم ولم نلمس من الإعلام اليمني الرسمي أي شيء يدل على أنه متفاعل مع إجراءات الحكومة الاحترازية لمواجهة كورونا كما ان ما سمعنا عنه من خطة إعلامية كان عبارة عن هدرة في هدرة لكن على الواقع لا شيء وان كان هناك بعض الاجتهادات من قنوات خاصة فهي فردية وجهود ذاتية يشكرون مثل قناتي الهوية واللحظة اما الإذاعات المحلية فحدث ولا حرج فهي مشغولة ببث الأغاني الهابطة وتشويه التراث واسقاط القيم المجتمعية عبر برامج أقل ما يمكن وصفها بأنها تافهة وكما قال أحدهم من منتسبي إحدى الإذاعات” بأن وزارة الإعلام والجهات المعنية يهمها ماتاخذه من أموال كرسوم او أشياء أخرى وتتركنا في حالنا ” رغم ان الخطر الداهم في إسقاط المجتمع يأتي مما تقدمه بعض هذه الإذاعات من مواد وبرامج ولو ان وزارة الإعلام والجهات المعنية تتابع ما تقدمه تلك الإذاعات من محتوى لاغلقتها فورا اما فيما يتعلق بملف كورونا فهي بعيدة عنه تماما ولم نسمع منها شيء حقيقي .
اعتقد ان غياب الأمم المتحدة ومنظماتها عن المشهد والمساعدة في مواجهة كورونا في اليمن قد يكون مفهوما ومقصودا لكن غياب الإعلام الرسمي وغير الرسمي بهذا الشكل يدعو للغرابة والاستفهام .. فهل هو العجز المادي وعدم توفر الامكانات ؟ ام العجز في الكوادر رغم ان لدينا كوادر إعلامية يمكن ان تصنع الفرق اذا ما اخرجناهم من بيوتهم واعدناهم للعمل ؟ ام ان هناك أمور خفية لا نعرفها ؟ .. وعموما لابد أن نقول للأمم المتحدة ومنظماتها التي تسميها إنسانية ان عليها ان تعمل وفقا لمقتضيات واجباتها ومسئولياتها الإنسانية وتساعد الشعب اليمني في الإجراءات الاحترازية لمنع دخول هذا الفيروس ودعم كافة القطاعات والمساعدة في إنشاء المحاجر الصحية وتوفير الاحتياجات من المستلزمات الطبية والمواد الضرورية ودعم النظام الصحي الذي زاد ضعفا وانهيارا بسبب العدوان والحصار والدعم المادي لمساعدة الناس على المواجهة قبل ان تحل الكارثة خاصة وقد شاهدنا دول كنا نعتقد أنها عظمى لكنها انهارت وسقطت بل وعجزت امام هذا الخطر كما ان الإعلام اليمني مطالب بالارتقاء إلى مستوى الحدث والخطر والاستفادة من كل الكوادر والإمكانات المتاحة وعدم دفن الرأس في الرمال فالكل مطالب ببذل الجهد وهذا الغياب ليس له ما يبرره ومن يقول ان هذا الكلام فيه مبالغة عليه ان يتفرغ يوم واحد فقط لمتابعة ماتقدمه وسائل الإعلام اليمنية في هذا الموضوع حينها سيقول أنني لم أكن قاسيا عليها وسيجد ان الوزارة وكل مؤسساتها متفرعة لبرنامج فرسان الإعلام الذي سيكون لنا معه وقفة أخرى فالأمر الان خطير وليس وقت هذا البرنامج الذي تصرف فيه مبالغ طائلة تكفي لدعم وسائل الإعلام لمواجهة كورونا .. وفي الختام مواجهة كورونا والاحتراز منه واجبنا جميعا ويجب أن نكون حاضرين ومتواجدين فالغياب والهروب ليس حلا .. وللحديث بقية ..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى