مصر واليابان : التحديات وشجاعة الامل

✍️ احمد محارم

اليابان واحدة من الدول التى ابهرت العالم بما حققته من معجزة اقتصادية خاصة وانها انهزمت فى الحرب العالمية الثانية وكانت قنبلتىً هيروشيما ونجازاكي وصمة فى ضمير الانسانية وخيبة امل ومرارة تذوقها الشعب اليابانى لفترات من الزمن
ولكن طبيعة هذا الشعب جعلته يتحدى الظروف ويتفوق على نفسه ويحول المحنة الى منحة
اليابان الان من اقوى اقتصاديات العالم ولديها فوائض وتهتم بالتنمية البشرية ليس فقط لمواطنيها وانما مدت مساعداتها المادية وخبراتها التكنولوجية الى انحاء العالم
موسسة الجايكا jica او الوكالة اليابانية للتعاون الدولى
لها انشطة وتمويل لمشاريع فى مصر
اكيد سمعنا عن المدارس اليابانية ومشروع المتحف المصرى الكبير فى منطقة الاهرامات والمتوقع افتتاحه قريبا وعرفنا ان اليابان قدمت لمصر منحة قدرها مليار دولار لبناء هذا المشروع الكبير
ورقم مليار دولار يتوقف عنده كثير من الناس لكونه رقم كبير
كنا نتابع معلومات حديثة منذ ايام عن ميزانية اليابان السنوية وان الدستور اليابانى قد حدد ان ميزانية الدفاعى لا تتعدى الواحد فى المائة من الناتج القومي وهو ما يعادل ٥٠ مليار دولار
ولكن نظرا لتحديات اقليمية ودولية فقد وجدت اليابان انها محاطة بروسيا والصين وكوريا الشمالية ولها مشاكل حدودية برية وبحرية مع الصين وروسيا وان حرب اوكرانيا قد غيرت من المعادلة التقليدية فقررت اليابان زيادة معدل الانفاق العسكرى ليكون اثنان فى المائة يعنى قرابة ١٠٠ مليون دولار
اعود لمصرنا الحبيبة ومالذي يجمع بيننا نحن واليابان فلقد اشاد اليابانيون بمدى قدرة المصريين على الصبر والتحدى وهذا واقع بالفعل وايضا نتشارك معا فى حب الاوطان والانتماء
اليابانيون طبقوا ما تعلمناه (وقل اعملوا )
هناك سمات وصفات تجمع الشعبين فالشعب اليابانى متجانس ومنظم ومتدين ويحترم التقاليد والعادات الاسرية
كنا ننظر الى اليابان كرمز وعلامة الصعود فى الشرق والسفير اليابانًى فى القاهرة هو من يبحث عنه الاعلام بكل وسائله ليتحدث عن بلده وشعبه وعلاقاتهم بشعوب العالم
عام ١٩٠٥ يشكل عاملا مشتركا بيننا وبين اليابان ففى هذا العام هزمت اليابان روسيا وبدات نهضتها وايضا كانت بداية النهضة فى مصر بالتصنيع والتصدير الفارق الوحيد هو انهم استمروا واملوا المشوار ولكننا لم نثابر وتعثرنا
الخارجية المصرية احتفلت بمرور مائة عام على تاسيسها فى عام ١٩٢٢
السفير محمود فوزى كان سفيرا لمصر فى طوكيو ويقال عنه بان له مدرسة فى الدبلوماسية من خلالها تعرفنا على عمالقة منهم اسماعيل فهمى والد السفير نبيل فهمى وعصمت عبد المجيد وعبد الله العريان واشرف غربال واخرين
اليابان بلد تقدس الحضارة قبل التجارة وبها جامعة الامم المتحدة فى طوكيو
منظمة اليونسكو اعتبرت اليابان من اهم الدول التى تدعم المشاريع الثقافية والتراثية حول العالم
هناك اشياء تجمعنا عندما هزمت اليابان استعادت قوتها وابهرت العالم ونحن فى مصر تعرضنا لهزيمة قاسية عام ١٩٦٧ لكننا رفضنا الهزيمة وحاربنا وانتصرنا
فالشعبان المصرى والياباني هما صنوان
عشنا تحديات وتحلينا ليس فقط بالامل وانما كانت لدينا معا شجاعة الامل

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى