ماذا لو ؟؟!!

 

✍️ بسمة العواملة

يأتيك هذا السؤال بغتة وأنت في خضم أفكارك ، وإنهماك في دوامة يومك قد يأتيك بصورة مفاجئة ، او على صورة أمنية او تساؤل ، ماذا لو ،،، كلفت امرأة بتشكيل أول وزارة تترأسها سيدة في الدولة الأردنية ، كيف سيكون صدى هذا القرار على المستوى المحلي وعلى المستوى الدولي كذلك ، حتما سيأخذ مساحة واسعة من الجدل ما بين مؤيد ومعارض ولكل منهما حججه واسانيده.
ولكن قبل أن نخوض اكثر في هذه التساؤلات الوردية المشروعة ، لا بد لنا من العودة الى دستورنا الأردني ، فهل هناك ما يمنع في أن تترأس المرأة سدة رئاسة الوزراء ، بالطبع لا وهذا ما تؤكد عليه المادة 6/1 من الدستور ، والتي تنص على « الأردنيون أمام القانون سواء ، لا تمييز بينهم في الحقوق والواجبات وأن اختلفوا في العرق او اللغة او الدين «.
كذلك بدلالة التعديل الأخير الذي طرأ على الدستور ، والذي تضمن في البند السادس للمادة 6 كذلك من أن « تكفل الدولة تمكين المرأة ودعمها للقيام بدور فاعل في بناء المجتمع بما يضمن تكافؤ الفرص على أساس العدل والإنصاف وحمايتها من جميع أشكال العنف والتمييز «.
كذلك هناك إرادة سياسية جادة في إحداث هذا التغييرالذي يضمن وصول المرأة الأردنية الى مواقع صنع القرار ، وهذا ما اكد عليه جلالة الملك حفظه الله في جميع خطاباته وفي جميع كتب التكليف السامي للحكومات المتعاقبة ، على ضرورة تمكين المرأة الأردنية من تبوأ المناصب القيادية ، للوصول الى مراكز صنع القرار في الدولة ، بما يحقق مبدأ تكافؤ الفرص لضمان المشاركة الحقيقية في مسيرة الإصلاح والتطور وإحداث التغيير المنشود ، ولعل لنا في مخرجات اللجنة الملكية لتحديث المنظومة السياسية ما يؤيد ويدعم هذا التوجه ، لا بل ولربما يكون قرار تكليف سيدة بتشكيل حكومة هو من أهم النتائج التي ستكون قد تمخضت عن هذه التوصيات والمخرجات .
و ماذا لو ،،، تمت هذه الخطوة غير المسبوقة منذ تأسيس إمارة شرق الأردن ، من المؤكد سيكون لها صدى طيبا، وستحوز على استحسان وتقدير سواء على المستوى الوطني او الدولي ، فما حققته المرأة الأردنية عبر العقود الماضية من كفاءة على المستويين المحلي والدولي في شتى المجالات ، يجعلها في موقع يؤهلها لتبوأ هذا المركز على المدى المنظور .
فالمناخ العام مهيئ والبيئة مواتية لتمكين المرأة الأردنية من أن تُشكل حكومة ، ولم لا ولدينا نماذج لنساء اردنيات رائدات ، لديهن من الخبرة والحنكة السياسية والإقتصادية ما تؤهلهن للإمساك بزمام الامور .
وماذا لو،،، خضنا هذه التجربة التي حتما ستحدث فرقا ولا ابالغ أن قلت أنها ستكون بداية لمرحلة جديدة في تاريخنا الأردني الذي نعتز ونفخر بقيادته الحكيمة الملهمة ، التي ما توانت يوما عن ارساء مبادىء تكافؤ الفرص ليس فقط في مجال تعزيز المشاركة السياسية لا بل في المجالات كافة.
وربما سيكون مقالي القادم بعنوان ، ماذا سيكون على قائمة اولويات برنامج رئيسة وزراء الدولة الأردنية في المرحلة القادمة.
و ماذا لو ،،، كان هذا على المدى القريب.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى