# ليسوا _هدفاً

 

✍️ بسمة العواملة

صادف يوم أمس ذكرى احياء اليوم العالمي للعملالإنساني ، هذا اليوم الذي يهدف الى تسليط الضوء علىجهود جميع العاملين في المنظمات الإنسانية حول العالم ،الذين يقدمون جهودهم و عطاءهم من خلال مد يد العونلكل المحتاجين حول العالم ممن يعانون من الفقر الجوع والجهل و التهجير ايضاً بسبب الحروب الدامية ، هولاءالعاملين هم بطبيعة الحال محايدين اي انهم ليسو جزءاً منالنزاع بل ينحصر دورهم في تقديم الإغاثة الانسانية فيالدول التي تعاني من حروب دموية او من كوارث و أزماتكالزلازل والكوارث الطبيعية الاخرى ، رغم كل الصعوبات والتحديات التي يواجهونها سواء اكان من خلال تعمد وضعالعوائق امامهم و من عدم تهيئة المجال لهم للقيام بمهامهمالإنسانية او بصورة ما شهدناه في السنوات الأخيرة منخطف لهولاء العاملين لا بل و أن بعضهم قد دفع حياته ثمناًلعطاءه في هذا المجال المحفوف بالمخاطر على اكثر منصعيد .

و قد اختارت الأمم المتحدة الإحتفال بهذا اليوم تكريماًلضحايا الهجوم الدموي الذي أودى بحياة اثنان و عشرونشخصاً في مقرها بالعراق عام 2003، كان جل هولاء هممن عمال الإغاثة الإنسانية ممن كانوا يكافحون من أجلالتخفيف عن الشعوب الآلامها اثناء الكوارث الطبيعية اوالتي هي بفعل الإنسان ، فخلدت الأمم المتحدة ذكراهمللدعوة الى ضمان سلامة العاملين في هذا المجال وللمحافظة على ارواحهم و أمنهم ، فهم ليسوا هدفاً بحسبالقانون الدولي الإنساني ، و كونهم يعملون في عمقالأماكن المنكوبة و على الخطوط الأمامية للنزاعات يوجبتأمين الحماية لهم من القتل و الخطف حتى يقوموا بمهامهمالإنسانية دون عوائق او تهديد .

ولا يقتصر العمل الإنساني على الأفراد ، بل يمتد ليشملالدول حول العالم المؤمنة بقيم العطاء الإنساني التي تمد يدالعون و المساعدة لحماية الارواح و الحفاظ على السلم والأمن الدوليين.

و قد كان للأردن و بفضل قيادتك الهاشمية الحكيمة دوراًبارزاً في العمل الإنساني و الذي شكل على مدى عقودمثالاً يحتذى به ، سواء اكان من خلال المعونات و جهودالإغاثة ، او من خلال تقديم المساعدات الانسانية العاجلةللدول التي عانت سواء من الكوارث الطبيعية او الناتجة عنحالة الصراعات و الحروب الدامية ،

و الامثلة كثيرة و لعل إنشاء المستشفى الميداني الأردنيفي غزة الذي دأب طاقمه الطبي بتقديم الخدمات العلاجيةوالإنسانية للأخوة و الاهل في قطاع غزة فيض من  غيضعلى الجهود الإنسانية المبذولة في هذا المجال.

فجهود الأردن بقيادة سيد البلاد الملك عبدالله الثاني حفظهالله حاضرة دوماً بهذا الصدد ، ولعل استقبال الاردنللملايين من الفارين من الحروب و مناطق النزاع خير مثالعلى التعامل الإنساني الذي تنتهجه الدولة الأردنية ،منخلال توفير الملاذ الآمن للاجئين ممن اضطرتهم الممارساتالتي تشهدها دولهم من تعذيب و تهجير و قتل للهجرة الىبلادنا الأمنه المستقرة بفضل الله و بفضل قيادتنا الحكيمة.

و لعل مقولة الشيخ محمد بن راشد من أنالذي يديرظهره لآلام أخيه الإنسان ، لا يستحق شرف الإنتماء الىالبشر

لخصت اهمية  العمل الإنساني على مستوى الافراد والشعوب و مواصلة التنديد باعمال العنف ضد عمالالاغاثة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى