لماذا تعقدت الحياة في عدن؟

 

✍️ باسم فضل الشعبي –  عدن هوست

لم تعد الحياة كما كانت في عدن، فكل يوم تتعقد الحياة أكثر فأكثر من جميع النواحي، وما حدث منذ حرب صيف 94 وحتى اليوم وعدن تدفع ثمن الصراع الغبي والعفن الذي أوصل البلاد والعباد إلى هذا الوضع المزري.
لكن يمكن القول إنه منذ ما بعد التحرير 2015 شهدت عدن هرولة كبيرة نحو المجهول،لقد تم تجاوز كل الخطوط والقضاء على ما تبقى من مؤسسات ومقومات الدولة بطريقة قد تكون متعمدة ام لا، لكنها في الواقع تنم عن جهل وقلة وعي.
ليس معنا شي في عدن أو غيرها من حطام الدنيا نخاف عليه لنخسره، لذا سنقول الحقيقة، فالجميع مسؤول عن ما وصل إليه الوضع في عدن، الانتقالي بدرجة رئيسية لانه هو من يدير المدينة منذ سنوات، والشرعية بالدرجة الثانية، لا مجال للهروب ودس الرؤوس في الرمال أو القول لا يعنينا، فهذه بضاعة فاسدة لن يتقبلها الناس، وعلينا أن نعترف ونتحمل المسؤولية ونواجه التحدي، اما الهروب فإنه مضر بالناس ومضر باصحابه بالدرجة الأولى،اما معين الوغد فقد عمل كل ما بوسعه لنشر الفساد، وتحطيم ما كان متوفرا وموجودا ورحل بدون محاكمة للاسف.
اليوم عدن ونحن في بداية الصيف الكهرباء طافي خمس ساعات بساعتين لاصي، يعني خمسة عشر ساعة طافي باليوم او اكثر،الانترنت صفر،لاهم جابوا شركة اتصالات جديدة ولا تركوا الشركات الأخرى تعمل بنظام الفورجي،واما عدن نت فإنها أكذوبة كبرى،الغلاء فاحش جدا ويزداد بصورة يومية دون رقابة أو ضمير،ناهيك عن تردي الأوضاع على كافة النواحي.
سوف اكون مجحفا لو قارنت بين قريتي بوادي شعب في طورالباحة وبين عدن اليوم، والمسافة بينهما ثمانين كيلوا تقريبا،اليوم أصبح كل شي متوفر في القرية النت الفورجي كالبرق الساطع،الكهرباء من الطاقة الشمسية، التلفاز والعصارة الإضاءة شغالين على طول،الثلج والخضار بانواعه يباعوا على قارعة الطريق يوميا،كل ما تريده بصورة يومية من السوق ياتي اليك الى القرية إلى حيث انت،الجو معتدل، مشروع المياة الاهلي شغال يوميا في كل قرية،لقد أصبحت المقارنة صعبة مع عدن الذي لا تجد فيها اي شي من وسائل ومقومات الحياة العصرية، واعتقد أن الناس والأسر التي هاجرت منذ سنوات من الارياف إلى المدن سوف يفكرون من الآن بالعودة إلى قراهم اذا ظل الوضع في المدن يتدهور بصورة مريعة، كما هو الحال في عدن للاسف.
عيب الكذب على الناس ..عيب أن نكيل الوعود ونشطح فيها ثم لا نحقق شي على الواقع، عيب أن نهرع خلف المناصب ثم لا نستطيع أن نعمل شي للناس والبلد، وكمان نتخلى عن المسؤولية ونرميها على الاخرين،المسؤولية أمانة، فالله عرض الأمانة على السماوات والأرض والجبال فابين أن يحملنها وحملها الإنسان أنه كان ظلوما جهولا.
أرأيت عظمة الأمانة وكم كان الإنسان جاهلا عندما حملها وكم كان ظالما لنفسه، فعلى الأقل نخفف ونحاول نصلح مادمنا قد تورطنا وحملناها، تريدون بس تظهرون في الاعلام وعلى الشاشات منتفخين الكروش والاوداج وانتم صفر على اليمين، ليس لكم رصيد أو قيمة في ميزان العمل لصالح البلد والناس.
ان الذي قال لكم كلوا واسرقوا ولا تعملوا شي من أجل البلد والناس فقد خدعكم، وقيدكم وتلاعب بكم وفي الاخير سوف يتخلون عنكم كما تخلوا عن من سبقكم.
اقول لرئيس الحكومة الدكتور بن مبارك امامك تركة ثقيلة، واعرف انك تريد أن تعمل وصادق في توجهاتك منذ الوهلة الأولى ولكنك تريد ناس ورجال وطنيين وصادقين من حولك والى جانبك، مش الذين يتلقون الأوامر من الخارج أو من مراكز القوى التي دمرت البلاد والعباد،انت بحاجة لرجال يعملون مع الله والشعب والوطن، فإذا عثرت عليهم فأنت محظوظ وسوف يكون النجاح حليفك وان كانوا قلة، أما الأبواق والأدوات فلست بحاجة لهم،وقبل كل شي مجلس رئاسي قوي ومنسجم.
البلد في كف عفريت، وكما قال الدكتور ياسين سعيد نعمان في مقاله الاخير الدولة لا تستعاد الا بالدولة، وهذا هو خلاصة الكلام،فبدون استعادة مؤسسات دولة الشرعية في عدن والمناطق المحررة وتشغيلها وحل الأزمات والمشكلات التي عقدت الاوضاع لن نتمكن من استعادة ما تبقى من الدولة المفقودة، وسوف نخسر ما هو بأيدينا اليوم اذا استمر هذا الوضع الكارثي،والله المستعان.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى