لا يتحقق التسامح إلا بالحوار

 

✍️ رشادالخضر

الاتجاة الصحيح با  إقامة الحوار البناء هو الطريق الصحيح لحل كافة القضايا وتحقيق الحب  والسلام الانساني والعالمي  وتعميق معانى الديمقراطية .

أن القبول بثقافة الآخر : هى عبارة عن إقرار بوجود هذه الثقافة وتقبلها مع الإبقاء على حقك فى رفض قناعات وأدلة وبراهين الآخر والتعبير بوسائل سلمية عن هذه الرفض .

من هنا نستنتج بأنَّ التسامح هو فضيلةٌ تُعَبِّر عن الانفتاح، وتحترم الاختلاف مع الآخرين، وتُرَكِّز على القواسم المشتركة، وتَبُثُّ روح الإيجابية في المجتمعات من خلال نبذ العنف، وتسعى إلى تحقيق السلام والحفاظ على حقوق الإنسان، فمِن حق أيّ جماعة ممارسة ثقافتها بِحُرّيَة. ما يعني أن الحرية الثقافية في جوهرها تستند على مبدأ التسامح. وفي هذا الإطار يرى الفيلسوف البريطاني برنارد ويليامز بأنَّ التسامح هو “الفضيلة الصعبة”، أي أنَّ التسامح ضروري وصعب؛ بنفس الوقت؛ لدى الجماعات التي تختلف أو تتناقض مع بعضها البعض في المُعتقدات الأخلاقية والسياسية والدينية، إلا أنّه في النهاية لا بديل عن التسامح لأنسنة هذا الاختلاف؛ كي لا يتحول إلى خلاف يؤدي إلى إحباط وعدوانية وتعصُّب، فتكون نتيجته على أرض الواقع معاناة وعنف وصراعات وحروب.

فقد تحدث الدكتور محمود حمدي زقزوق عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر .

أن هناك حقيقة مؤكدة أجمع عليها مؤرخو الأديان على اختلاف مشاربهم وهي‮ ‬أنه ليست هناك جماعة إنسانية ولا أمة كبيرة ظهرت في‮ ‬هذا الوجود وعاشت ثم مضت من دون أن تفكر في‮ ‬مبدأ الإنسان ومصيره وفي‮ ‬تعليل ظواهر الكون وأحداثه وبمعنى آخر‮: ‬من دون أن تكون لها ديانة،‮ ‬فالنزعة الدينية أصيلة في‮ ‬نفس الإنسان وليست دخيلة عليه‮.‬
فالدين هو المكون الرئيسي‮ ‬لكل الحضارات التي‮ ‬صنعها الإنسان على مدى تاريخ البشرية،‮ ‬وهذا إن دل على شيء فإنما‮ ‬يدل على مدى عمق العقيدة الدينية وتغلغلها في‮ ‬النفس الإنسانية،‮ ‬ولا‮ ‬يزال الدين‮ ‬يؤدي‮ ‬دوراً رئيسياً في‮ ‬حياة الأفراد والشعوب على الرغم من كل ما وصل إليه الإنسان من تقدم مادي‮ ‬باهر،‮ ‬ولا‮ ‬يزال الإنسان في‮ ‬عصرنا الحاضر في‮ ‬حاجة ماسة إلى هداية الدين وصفاء الروح وعمق اليقين لينعم بالسكينة ويتخفف من حدة اندفاعه المادي‮ ‬وغلبة الأنانية على حياته وسلوكه‮.‬
ومن هنا فإن الأديان تلعب دوراً مهماً في‮ ‬حياة الأمم والشعوب في‮ ‬عصرنا الحاضر،‮ ‬وإذا توحدت جهود أتباعها وتعاونوا فيما بينهم وتضامنوا في‮ ‬سبيل التغلب على ما‮ ‬يواجه البشرية من مشكلات عديدة،‮ ‬فإنهم‮ ‬يمكن أن‮ ‬يقدموا للبشرية الكثير مما‮ ‬يساعدها على الخروج من أزماتها وإنقاذ العالم مما‮ ‬يحيط به من أخطار وشرور لا‮ ‬يعلم مداها إلا الله‮.‬

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى